حرمان الفتيات من التعليم سجن داخل سجن في أفغانستان

  • 3/26/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

“أصبحت أفغانستان سجناً لنا”، هذا ما تقوله ملاحات وأديبة ونرجس اللواتي سررن بالعودة إلى صفوفهنّ الدراسية والالتقاء برفيقاتهن، قبل أن تقرر طالبان بعد ساعات إغلاق المدارس مجدداً. في قرار غير متوقع أمرت طالبان الأربعاء بإغلاق الكليات والمدارس الثانوية، وبعودة آلاف الفتيات إلى منازلهن، بعد ساعات قليلة على إعادة فتح المؤسسات، بإعلان أصدرته وزارة التعليم منذ فترة طويلة. وقالت ملاحات حيدري (11 عاماً) في اليوم التالي لمغادرتها على عجل مدرسة “الفتح” للبنات في كابول “أصبحت أفغانستان سجناً لنا”. وأضافت “بكيت كثيراً”، وهي تمسح دموعها خلال مقابلة أجرتها معها وكالة فرانس برس في منزل عائلتها في منطقة راقية في العاصمة. وتابعت “نعامل معاملة المجرمين فقط لأننا فتيات. ولهذا السبب طردونا من المدرسة”. وعززت طالبان بقرارها مخاوف المراقبين الذين يخشون أن يحظر قادة البلاد الجدد مرة أخرى تعليم الفتيات، كما فعلوا خلال فترة حكمهم الأولى، بين 1996 و2001. اجتماع سري لقادة طالبان يحسم أمر تعليم الفتيات بحجج تراوح بين الحاجة إلى زي موحد والرفض الصريح جاءت عودة الفتيات إلى المدرسة الثانوية في أعقاب عودة الفتيان والفتيات إلى المدرسة الابتدائية فقط، وسمح لهؤلاء باستئناف الدراسة، بعد شهرين من سيطرة المتشددين الإسلاميين على كابول في أغسطس الماضي. ولم تقدم الحكومة أي تفسير واضح لتغيير توجهها بشأن الفتيات في التعليم الثانوي. ولكن معلومات مسربة من اجتماع سري لكبار قادة طالبان في معقلهم الجنوبي في قندهار مساء الثلاثاء، أفادت بأن الأسباب تتراوح بين الحاجة إلى زي موحد والرفض الصريح لحاجة الفتيات إلى التعليم. وتكرر الوزارة أن المدارس ستفتح، ولكن فقط عندما يتم تحديد توجيهات جديدة. وقالت أديبة (13 عاماً) شقيقة ملاحات “لم أعتقد وحدي (أن طالبان) قد تغيرت، وإنما هو اعتقاد كل من يوجَّه إليه سؤال (في هذا الشأن)”. وأوردت ملاحات “عندما أرسلوا الجميع إلى المنزل أدركنا أن طالبان لا تزال هي نفسها كما كانت قبل 25 عاماً”. وتابعت أديبة “نفتقد حريتنا. نفتقد زملاءنا في الدراسة والمعلمين”. والشقيقتان من عائلة ثرية ووالداهما متعلمان، ودائما يتم تشجيعهما على الدراسة. وتعتبر نرجس جفري (14 عاماً)، التي تسكن في ناحية أخرى من المدينة وتنتمي عائلتها إلى الأقلية الشيعية “الهزارة”، أنّ النساء المتعلمات يُشعرن طالبان بالتهديد. وقالت “يعتقدون أننا إذا درسنا سنكتسب المعرفة ونحاربهم”. وأضافت “إنهم خائفون من ذلك”. وكانت تبكي جالسةً خلف طاولة أمام كتبها المنتشرة في منزل العائلة. وأكدت أن من الظلم أن ترى الفتيان في سنها يذهبون إلى المدرسة بينما تُجبر على البقاء في المنزل. وقالت “إنه أمر صعب حقاً”. وتتذكر الطالبة في مدرسة “معرفات” الثانوية في كابول قصصا روتها لها والدتها حميدة، عن فترة حكم طالبان السابقة. وقالت “في السابق كان ينتابني شعور غريب عندما كانت تخبرنا كيف ارتدت البرقع أو ‘الشادور’، وكيف لم يكن يُسمح للمرأة بالخروج دون أن يرافقها رجل”. وأضافت المراهقة “كل هذه الأخبار تعبر مخيلتي حالياً”. وفرضت طالبان خلال سبعة أشهر من الحكم منذ الصيف الماضي مجموعة قيود على النساء، فتم استبعادهن من العديد من الوظائف الحكومية، مع مراقبة لباسهن ومنعهن من مغادرة مدنهن بمفردهن. واعتقل الإسلاميون العديد من الناشطات اللواتي تظاهرن من أجل حقوق النساء. طالبان فرضت خلال سبعة أشهر من الحكم منذ الصيف الماضي مجموعة قيود على النساء وكانت حميدة في سن العاشرة عندما أُجبرت على ترك المدرسة، وهي قلقة حالياً على مستقبل ابنتها. وقالت بحزن “ستتحطم أحلامها”. وانتقدت وزيرات خارجية 16 دولة بشدة تصرفات طالبان ضد الفتيات الملتحقات بالمدارس بداية من الصف السابع. وجاء في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية الألمانية في برلين الجمعة “بصفتنا نساء ووزيرات للخارجية، نشعر بخيبة أمل كبيرة وقلق عميق من أن الفتيات في أفغانستان سيُمنعن من الالتحاق بالمدارس الثانوية هذا الربيع”. وأضاف البيان أن قرار طالبان الذي يقضي بتعليق التعليم الثانوي مقلق بشكل خاص بالنظر إلى تعهدات طالبان المتكررة بأن جميع المدارس ستكون مفتوحة لجميع الأطفال. وجاء في البيان “ندعو طالبان إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه شعب أفغانستان والامتثال للاتفاقيات الدولية التي وقعتها أفغانستان… ندعو طالبان إلى التراجع عن قرارها الأخير والسماح بالوصول المتساوي إلى جميع مستويات التعليم في جميع مقاطعات البلاد. يجب التغلب على صعوبات عملية خلال تنفيذ سياسة تعليمية غير تمييزية”. وتعتزم الوزيرات “المتابعة عن كثب كيف ستفي طالبان بوعودها”، وربط المساعدات الإنسانية وما يتجاوزها في أفغانستان بـ”النتائج المتعلقة بهذا الأمر”. ويشمل البيان وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيراتها في ألبانيا وأندورا وأستراليا وبلجيكا والبوسنة والهرسك وإستونيا وأيسلندا وكندا وكوسوفو وملاوي ومنغوليا ونيوزيلندا والسويد وتونجا وبريطانيا.

مشاركة :