أعلنت روسيا، أمس، أن المفاوضات مع أوكرانيا لم تحرز تقدماً حول النقاط الرئيسة، وذلك بعد 30 يوماً على الهجوم العسكري الروسي على جارتها الموالية للغرب، فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الأهداف الرئيسة للمرحلة الأولى من عمليتها العسكرية تحققت بالكامل. وقال المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي للصحافيين: «فيما يتعلق بالنقاط الثانوية فإن المواقف تتلاقى، ولكن بالنسبة إلى النقاط الرئيسة، فإنها في الحقيقة تراوح مكانها»، حسبما نقلت عنه وكالات أنباء روسية. وأوضح ميدينسكي أن روسيا تسعى إلى صفقة شاملة في المحادثات مع أوكرانيا، تغطي القضايا كافة، وأن من غير المرجح التوصل إلى اتفاق بغير ذلك. وقال ميدينسكي إن «موسكو تعتقد أن كييف تحاول إطالة أمد المفاوضات». وفي وقت سابق قال إن الجانبين يحرزان القليل من التقدم بشأن القضايا الرئيسة. واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن المفاوضات مع روسيا «بالغة الصعوبة». وقال كوليبا في بيان: «العملية التفاوضية بالغة الصعوبة»، نافياً التوصل إلى «تفاهم» مع موسكو في هذه المرحلة. من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس، بأن القوات الروسية «حررت» 93 في المئة من أراضي «جمهورية لوهانسك» الشعبية المعلنة من جانب واحد، وهي واحدة من منطقتين انفصاليتين مدعومتين من روسيا في شرق أوكرانيا. وقالت الوزارة، في وقت سابق، إن الأهداف الرئيسة للمرحلة الأولى في ما تسميه موسكو «عملية خاصة» في أوكرانيا قد تحققت بالكامل. وأعلن الجيش الروسي أنه سيركز من الآن فصاعداً على «تحرير» شرق أوكرانيا. وقال نائب رئيس الأركان العامة الروسية سيرغي رودسكوي: «جرى خفض القدرات القتالية للقوات الأوكرانية بشكل كبير، وهو ما يسمح بتركيز الجزء الأكبر من الجهود على الهدف الرئيسي: تحرير دونباس»، في شرق أوكرانيا. وشدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، على أنه لا بد من مواصلة العملية العسكرية الخاصة حتى تحقيق أهدافها. وقال ميدفيديف، في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء: «اضطرت روسيا إلى إجراء العملية العسكرية بأوكرانيا لأن الأهداف التي وضعتها الدولة الروسية نصب عينيها لم يتم تحقيقها بالطريقة الدبلوماسية». وأشار ميدفيديف إلى أن أوكرانيا يجب أن تعتمد نظام الحياد ولا تنتهج السياسة المعادية لروسيا. ونوه إلى أن العملية العسكرية تجري وفقاً للخطة التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وحدد بوتين الأهداف اللازم تحقيقها خلال العملية العسكرية، وتتمثل في تحويل أوكرانيا إلى منطقة «منزوعة السلاح» و«تخليصها من النازية». وتأتي تصريحات ميدفيديف في الوقت الذي دخلت فيه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهرها الثاني. وفي هذه الأثناء، ذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية تمكنت جزئياً من إنشاء ممر بري إلى شبه جزيرة القرم من منطقة دونيتسك الأوكرانية. وقالت الوزارة، في منشور على الإنترنت: «إن الروس نجحوا جزئياً في إنشاء ممر بري» بين القرم وجزء من منطقة دونيتسك. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014. وفي شمال أوكرانيا، قال حاكم إقليمي إن القوات الروسية عزلت فعلياً مدينة تشيرنيهيف. وقال الحاكم فياتشيسلاف تشاوس للتلفزيون الوطني: «الروس يطوقون المدينة عمليا»، مضيفاً إن المدينة تعرضت لقصف بالمدفعية والطائرات الحربية. وفيما أعلنت أوكرانيا أن خسائر القوات الروسية في الأفراد منذ بدء الهجوم العسكري قبل شهر بلغت ما يقرب من 16 ألفاً و100 جندي، أقرّ الجيش الروسي، أمس، بمقتل 1351 من جنوده، متّهمًا الدول الغربية باقتراف «خطأ» عند تسليمها أسلحة لكييف. وقال نائب رئيس هيئة الأركان الروسي سيرغي رودسكوي، خلال مؤتمر صحافي: «خلال العملية العسكرية الخاصة، قتل 1351 جندياً، وأصيب 3825 آخرون». واستقبلت روسيا 419.736 لاجئاً من أوكرانيا منذ بداية العملية، بحسب مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع ميخايل ميزينتسيف. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في بيان بصفحتها على موقع «فيسبوك»: «جرى تدمير 561 دبابة قتالية، و115 طائرة حربية روسية». وأضاف: «تضمنت الخسائر أيضاً 1089عربة و5 سفن و72 شاحنة صهريج وقود و53 طائرة مسيرة تكتيكية و18وحدة من المعدات الخاصة». من جهتها، نفت روسيا أن تكون قد انتهكت القانون الدولي بعدما اتهمتها أوكرانيا باستخدام قنابل فوسفورية، في إطار عمليتها العسكرية. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بعد سؤال من أحد الصحافيين حول الاتهامات الأوكرانية باستخدام موسكو قنابل فوسفورية في أوكرانيا: «لم تنتهك روسيا أي اتفاق دولي». والقنابل الفوسفورية هي أسلحة حارقة يحظر استخدامها ضد المدنيين، لكنها ليست محظورة ضد الأهداف العسكرية، بحسب اتفاق وقّع عام 1980 في جنيف. وينص البروتوكول الثالث للاتفاق المتعلق بأسلحة تقليدية معينة، والموقع عام 1980 والذي دخل حيز التنفيذ في ديسمبر 1983، على أن هذا النوع من الأسلحة «محظور في كل الظروف» ضد السكان المدنيين. والأسلحة الحارقة محظورة أيضاً ضد الأهداف العسكرية عندما تكون قريبة من المدنيين. لكن هذا البروتوكول لا يتعلق بقنابل الفوسفور الأبيض التي تستخدم لإنتاج الدخان أو للإضاءة. وروسيا وأوكرانيا من الدول الموقعة للبروتوكول الثالث منذ عام 1982، خلال حقبة الاتحاد السوفياتي. وفي السياق، اتهم الكرملين، أمس، الرئيس الأميركي جو بايدن بالرغبة في «صرف الانتباه» عن برنامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الأميركي في أوكرانيا من خلال تصريحاته حول احتمال استخدام روسيا أسلحة كيميائية في أوكرانيا.
مشاركة :