تواجه سريلانكا مشكلات في الملاءة المالية بسبب المخاطر الناشئة عن مستويات ديون لا يمكن تحملها، التي تعرض اقتصاد البلاد للخطر، وفقا لهيئة صندوق النقد الدولي. وبحسب وكالة بلومبيرج للأنباء، قال صندوق النقد الدولي في تقريره التشاوري للمادة الرابعة، الذي صدر في واشنطن أمس الأول، "بناء على تحليل الهيئة، فإن الضبط المالي الضروري لخفض الديون إلى مستويات آمنة سيتطلب تكيفا واسع النطاق على مدى الأعوام المقبلة، ما يشير إلى مشكلة واضحة في الملاءة المالية". ويقدم التقرير الكامل مزيدا من التحليل لديون سريلانكا، التي تقع في جنوب آسيا، وتمويلها، وفقا لـ"الألمانية". وذكر ملخص للتقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر، أن سريلانكا تواجه مستويات ديون لا يمكن تحملها وتحتاج إلى استراتيجية "موثوقة ومتماسكة" لاستعادة الاستقرار. وجاء في التقرير أن "عبء الديون" في البلاد، إلى جانب النقص المستمر في المالية العامة وميزان المدفوعات، "سيقيد النمو ويهدد استقرار الاقتصاد الكلي على المديين القريب والمتوسط". وقال صندوق النقد الدولي، "مخاطر التمديد مرتفعة للغاية.. ستتطلب خدمة ديون العملات الأجنبية البالغة سبعة مليارات دولار سنويا تحقيق مبالغ كبيرة جدا من التمويل الخارجي بمعدلات ميسرة وآجال استحقاق طويلة، تستمر على مدى أعوام عديدة". ومنذ دراسة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي لتقرير الخبراء في أواخر شباط (فبراير)، أدى ارتفاع أسعار النفط وتراجع السائحين بسبب الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم أزمة الصرف الأجنبي، ما أجبر حكومة الرئيس جوتابايا راجاباكسا على طلب مساعدة صندوق النقد الدولي. ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات بشأن حزمة مساعدات محتملة في نيسان (أبريل) المقبل، عندما يسافر وزير المالية باسل راجاباكسا، شقيق الرئيس، إلى واشنطن. وأدت الأزمة المتصاعدة في البلاد إلى رفع أسعار الفائدة وخفض قيمة العملة المحلية والحد من الواردات غير الضرورية. وتمتلك سريلانكا نحو ملياري دولار من احتياطي النقد الأجنبي، مقابل 3.9 مليار دولار من الديون بالعملات الأجنبية المستحقة لما تبقى من 2022، وفقا لحسابات "بلومبيرج"، التي تستند إلى بيانات البنك المركزي. ويشمل ذلك سندات سيادية بقيمة مليار دولار تستحق السداد في تموز (يوليو) المقبل. وقال البنك المركزي السريلانكي في بيان معدل أمس "مع إشارة الحكومة إلى أنها تسعى إلى تعاون أوثق مع صندوق النقد الدولي، فإن البنك المركزي السريلانكي على استعداد للتعاون في مثل هذه الشراكة". وقال أجيث نيفارد كابرال محافظ البنك المركزي الخميس إن سريلانكا يجب أن تكون مستعدة لإدارة السلبيات، في إشارة إلى الدخول في برنامج صندوق النقد الدولي، لكن دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.