شهر ثانٍ من العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بدأ أمس، فيما تستمر موسكو في استهداف البنية العسكرية لكييف. وأفاد إعلام أوكراني، مساء أمس، بانفجار مستودع نفط في مدينة لفيف الأوكرانية جراء قصف صاروخي روسي. وأشارت تقارير إلى سقوط 5 جرحى من جراء القصف. كما قالت السلطات في كييف، إن القوات الروسية دخلت مدينة سلافيوتيتش القريبة من تشيرنوبل، فيما جددت السلطات حظر التجول في كييف من مساء أمس حتى صباح غد. أما سكان مدينة أوديسا، فقد عززوا إجراءاتهم الدفاعية في ظل توقعات بقصف روسي وشيك. وتزامنا، قال حاكم ماريوبول، إن قتال شوارع يدور حالياً في وسط المدينة. ومن جهته، قال قائد القوات الأوكرانية في ماريوبول إن المدينة تحولت لأنقاض، وعدد القتلى وصل إلى 4000. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الجمعة أن فرنسا وتركيا واليونان ستنفذ «عملية إنسانية» لإجلاء مدنيين من ماريوبول «في الأيام المقبلة». من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مستودع للذخيرة والأسلحة في منطقة جيتومير بصواريخ «كاليبر»، كما أعلنت إسقاط 3 مقاتلات أوكرانية، و6 مسيرات، وتدمير 117 منشأة عسكرية أوكرانية خلال يوم واحد. وأفادت الوزارة عن معركة للسيطرة على قريتي نوفوباخموتيفكا ونوفوميخايليفكا قرب دونيتسك. وكانت قيادة القوات الروسية قد أعلنت الجمعة «تركيز الجزء الأكبر من الجهود على الهدف الرئيسي: تحرير دونباس»، ما يتباين مع تأكيدات موسكو حتى الآن أن هجومها يهدف إلى «نزع السلاح واجتثاث النازية» في أوكرانيا ككل وليس فقط في المنطقة التي تضم «الجمهوريتين» الانفصاليتين المواليتين لروسيا. وأكّدت وزارة الدفاع الروسية أمس أنها لا تخطط لاستدعاء جنود احتياط للقتال في أوكرانيا، مستنكرًة «الدعوات المزيّفة» التي يتلقاها الروس والتي تنسب الدولة مصدرها للاستخبارات الأوكرانية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايجور كوناشينكوف في بيان «إن وزارة دفاع روسيا الاتحادية لا تستدعي ولا تخطط لاستدعاء مواطنين من الاحتياط إلى المراكز العسكرية». وتابع «خلال الأيام الأخيرة، تلقى العديد من الرجال الروس مكالمات هاتفية مزيّفة تُعلن فيها الأصوات المُسجّلة أنهم تم استدعاؤهم». وأوضح «كل هذه المكالمات المزيّفة تُجرى من الأراضي الأوكرانية، إنّها مزيّفة تمامًا وتُشكّل استفزازًا من قبل الاستخبارات الأوكرانية». من جهة ثانية التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس في وارسو وزيرين أوكرانيين ولاجئين فروا من الحرب في بلادهم. وأمام لاجئين اوكرانيين في وارسو، وصف بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه «جزار، نظرا لما يفعله بهؤلاء الناس». ونقلت وكالة تاس للأنباء عن متحدث باسم الكرملين قوله أمس إن تصريحات بايدن الجديدة تضيق آفاق إصلاح العلاقات بين البلدين. وفر أكثر من 2,2 مليون شخص منذ 24 فبراير إلى بولندا هربا من النزاع، بحسب حرس الحدود البولنديين، من أصل حوالي 3,7 ملايين بينهم 1,8 مليون طفل لجأوا إلى الخارج وفق أرقام الأمم المتحدة. وشارك بايدن في لقاء غير رسمي مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ووزير الدفاع الأوكراني أوليسكي ريزنيكوف ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن لنظيره البولندي أندري دودا خلال زيارة إلى وارسو امس إن الولايات المتحدة تعتبر البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي الخاصة بالدفاع المشترك «واجبًا مقدسًا». في الوقت ذاته حذر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والسفير الأمريكي لدى اليابان رام ايمانويل روسيا أمس من استخدام أسلحة نووية خلال زيارة لمدينة هيروشيما. يأتي تحذيرهما بينما رفضت موسكو الثلاثاء استبعاد إمكان استخدام ترسانتها النووية، مؤكدة أنها قد تستخدمها في أوكرانيا في حال شعرت بـ«تهديد وجودي».
مشاركة :