في خضم الحملة الكلامية الشعواء المندلعة بين البيت الأبيض و الكرملين ، لاسيما بعد وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال كلمة ألقاها أمس السبت في وارسو، بالجزار، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من التصعيد اللفظي مع موسكو. وأوضح أن التصعيد الكلامي يتنافى مع مساعي التهدئة التي تسير عبر القنوات الدبلوماسية، من أجل وقف الصراع الروسي الأوكراني "لا يمكننا التصعيد بالأقوال" وقال في مقابلة مع قناة فرانس 3 اليوم الأحد، إن مهمته تتمثل في "تحقيق وقف إطلاق النار أولاً ثم الانسحاب الكامل للقوات الروسية بالوسائل الدبلوماسية من الأراضي الأوكرانية، مضيفاً أنه "لتحقيق ذلك، لا يمكننا التصعيد بالأقوال أو الأفعال" وفق ما نقلت فرانس برس. على صعيد آخر أكد ماكرون، الذي يعمل منذ فترة على تهدئة الصراع الذي اشتعل مع انطلاق العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، أنه سيتحدث مع بوتين غداً الاثنين أو بعده لتنظيم عملية إجلاء من مدينة ماريوبول في أسرع وقت ممكن. "جزار.. مجرم حرب" يذكر أن بايدن كان وصف أمس خلال زيارته إلى بولندا نظيره الروسي بالجزار، معتبرا أنه لا يمكنه البقاء في السلطة. ما استتبع ردا في الحال من قبل الكرملين الذي أكد أن تلك المسألة شأن داخلي محض، فالروس وحدهم من يقررون ويختارون رئيسهم. فيما أوضح لاحقا البيت الأبيض، وكذلك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن واشنطن لا تهدف إلى تغيير الحكم في روسيا أو غيرها من البلدان. وشهدت العلاقة بين موسكو وواشنطن على مدى الأسابيع الماضية سجالات لا تنتهي. ففي كل مرة يوجه بايدن انتقاداً لاذعاً لبوتين، يأتيه الرد من المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي سبق أن وصف الرئيس الأميركي بالمتعب وكثير النسيان، عقب اتهام الأخير لسيد الكرملين بالدكتاتور ومجرم الحرب، على خلفية العمليات العسكرية المستمرة منذ فبراير الماضي على الأراضي الأوكرانية.
مشاركة :