عزيزة امرأة صعيدية ملهمة وقصة كفاح مشرفة

  • 3/27/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يضع الإنسان لنفسه هدفاً ويظل يركض خلفه حتى يحققه بعزيمة، يتجاوز كل الصعوبات، يتخطى الإرث والتقاليد التي تقف أمامه، طالما غايته نبيله وهدفه سام. هذه قصة "عزيزة" .. امرأة ملهمة كافحت من أجل أن تحقق حلمها فلم تستسلم لـ«الظروف» التي فرضت عليها حيث تركت التعليم في طفولتها؛ إرضاءً للعادات والتقاليد في الصعيد، تزوجت وأنجبت وانخرطت في مسؤوليات الحياة، وظلت رأسها أسيرة فكرة التعليم ونفض غبار الجهل عنها، حاربت وتجاوزت ما حرمته منها الظروف، واتخذت قراراً جريئاً بدعم من زوجها، وبدأت حياة جديدة حققت فيها ذاتها، بدأتها بفصول محو الأمية، حتى وصلت بعزيمتها وصبرها إلى رئاسة قريتها، التي تنتمي إليها وفق صحيفة الوطن.   قبل أكثر من 20 عاما، كسرت «عزيزة أدم» ابنة مركز إسنا بمحافظة الأقصر في أقصى صعيد مصر، حاجز المألوف في بيئتها، بدأت مسيرتها مع فصول محو الأمية وسرعان ما حققت فيها تقدما ملحوظا واجتازت مراحل التعليم الابتدائية والإعدادية والثانوية بنجاح تام، رغم مسؤولية البيت والأسرة: «كنت بقعد أذاكر مع ولادي تعبت عشان أحقق حلمي لاني كان نفسي أكمل تعليمي»، بلهجة صعيدية أثناء تجولها بين المنازل تسمع شكاوى أهلها وتسعى لحلها قدر استطاعتها. برفقة ابنها الأكبر، التحقت السيدة الخمسينية بالجامعة؛ إيمانا بأن المرأة تستطيع أيضا العمل في المناصب الكبرى، وفي نهاية عام 2006 حصلت على شهادة الليسانس من كلية الآداب قسم اجتماع، بينما حصل ابنها على بكالوريوس التربية في العام الدراسي نفسه: «أنا وابني خدنا الشهادة الجامعية في نفس الوقت لإني مشيت معاه سنة بسنة بذاكر وأمتحن وأنجح». صبورة تعافر من أجل حلمها لا تتنازل عن كلمتها كأخلاق أهل الصعيد، هكذا باتت تُعرف «عزيزة» بين أهلها ومعارفها، لم تكتف بالشهادة الجامعية، بل التحقت بالعمل المجتمعي لخدمة أهل قريتها «الشغب» التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، وتقلدت منصب سكرتير رئيس الوحدة المحلية، وفي أغسطس 2017 تولت رئاسة الوحدة المحلية، وباتت مسؤولة عن مشاكل آلاف الأهالي وتباشر العمل في المشاريع المختلفة في قريتها. بين أجولة الرمل والأسمنت وعلى خلفية ضجيج آلات الحفر، اعتادت «عزيزة» الصعيدية قضاء ساعات نهار يومها، إذ نشأت في بيئة لا متنفس فيها للفتيات خارج البيت، حتى أن كثيراً منهن لم يكملن دراستهن كي يلحقن بما يعرف بينهن بـ«قطر الزواج»، لم تغريها تلك الحياة بقيودها، تمكن حب العمل والعلم من قلبها وأبت أن تتركه، أحبت العمل المجتمعي وخدمة المواطنين ومباشرة المشاريع القائمة، غرابة الفكرة في مجتمع الصعيد كانت أولى الصعاب التي واجهتها لتحقيق هدفها. «أنا طول النهار مبقعدش في المكتب مكاني بين الناس أسمع شكاويهم وأساعدهم على حلها هو ده رصيدي الحقيقي في  النجاح»، تقول ابنة محافظة الأقصر، في وصف طبيعة عملها، إلى جانب دورها في الحفاظ على أملاك الدولة ومتابعة مشاريع مبادرة حياة كريمة في الوحدة المحلية، حتى باتت معروفة اسما وشكلا بين الأهالي من الرجال والنساء.   طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :