لوهانسك على خطى القرم في طرح استفتاء على الانضمام إلى روسيا

  • 3/27/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - أعلن زعيم منطقة لوهانسك الانفصالية في أوكرانيا ليونيد باسيشنك الأحد أن منطقته قد تنظّم استفتاء على الانضمام إلى روسيا بعدما غزت موسكو أوكرانيا الموالية للغرب. ونقلت وكالات إخبارية روسية عن باسشينك قوله "أعتقد أن استفتاء سيجري في المستقبل القريب في أراضي الجمهورية (الانفصالية)، سيعبّر الناس خلاله عن رأيهم بشأن الانضمام إلى جمهورية روسيا الاتحادية"، مضيفا "أنا متأكّد من أن هذا ما ستكون عليه الحال". وهذا الأمر مماثل إلى ما حدث في القرم في العام 2014 التي أجرت استفتاء للانضمام إلى روسيا الاتحادية ومن المتوقع أيضا أن يجري إقليم الانفصالي خطوة مماثلة لتلك التي ترغب لوهانسك في إجرائها والتي جرت من قبل في شبه جزيرة القرم. وأطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا أواخر فبراير/شباط، مشيرة إلى أن الخطوة هدفها الدفاع عن جمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد في شرق البلاد. وقبل الغزو بأيام، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اعترف باستقلال المنطقتين. وقال ليونيد كلاشنيكوف الذي يرأس لجنة العلاقات مع الجمهوريات السوفييتية السابقة في مجلس الدوما (البرلمان الروسي) "أعتقد أنه حاليا ليس الوقت المناسب للقيام بذلك". ونقلت عنه وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء قوله "أن نشغل أنفسنا بأسئلة كهذه ليس ضروريا إلى حد بعيد بينما يتقرر المصير على الجبهة"، لكن أندريه كليشاس رئيس لجنة التشريع الدستوري في مجلس الشيوخ اعتبر أن المناطق الانفصالية لها كامل الحق في تقرير مستقبلها. وقال لوكالة 'ريا نوفوستي' إن "روسيا اعترفت بسيادة جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين"، مضيفا "سلطات هاتين الجمهوريتين لها الحق في اتخاذ أي قرارات تتماشى مع دساتيرها". ولم تعد المنطقتان الصناعيتان، حيث تعد الروسية اللغة الرئيسية، خاضعتين لسيطرة كييف عام 2014 وأسفرت المعارك التي تواصلت على مدى السنوات التالية عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص. وانتقدت كييف اقتراح الاستفتاء الذي وصفه المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو بأنه جزء من الجهود الروسية المتواصلة "لتقويض سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها". وقال في تصريحات مكتوبة إن "الاستفتاءات الزائفة في الأراضي المحتلة مؤقتا جميعها لاغية وباطلة ولن يكون لها أي شرعية قانونية". وحذّر رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية اليوم الأحد من أن روسيا تريد تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، كما حدث عند تقسيم كوريا إلى شمالية وجنوبية وتعهد بشن حرب عصابات "شاملة" لمنع تقسيم البلاد. وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب على منح بلاده دبابات وطائرات وصواريخ لصد القوات الروسية في حين قالت حكومته إن قوات موسكو تستهدف مستودعات الوقود والغذاء. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت قاعدة وقود كبيرة ومصنعا لتصليح وتحديث المعدات العسكرية بالقرب من مدينة لفوف في غرب أوكرانيا، باستخدام أسلحة عالية الدقة كانت توفر الوقود للقوات الأوكرانية في المناطق الغربية من البلاد، وكذلك في منطقة العاصمة كييف. وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية صباح اليوم الأحد، إن الجيش الروسي يواصل عملياته الهجومية في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. كما أعلنت أيضا تدمير مصنع في لفوف كان يقوم بتصليح وتحديث أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز 'تور' واس125 ومحطات رادار للقوات الجوية الأوكرانية ومعدات للحرب الإلكترونية وأجهزة تصويب للدبابات بصواريخ مجنحة عالية الدقة. وذكر المتحدث أنه تم أيضا تدمير مستودع صواريخ لمنظومات اس300 و'بوك' المضادة للطائرات في بلدة بليسيتسكوي قرب كييف، وذلك باستخدام أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى من قواعد بحرية. وبعد ما يزيد على أربعة أسابيع من بدء الصراع، فشلت روسيا في السيطرة على أي مدينة أوكرانية كبيرة، فيما كانت موسكو قد أشارت يوم الجمعة إلى أنها قلصت طموحاتها للتركيز على تأمين منطقة دونباس بشرق أوكرانيا حيث يقاتل الانفصاليون الذين تدعمهم روسيا الجيش الأوكراني منذ ثمانية أعوام. وتقول موسكو إن أهداف "العملية العسكرية الخاصة" تشمل نزع سلاح أوكرانيا و"القضاء على النازيين" هناك. ووصفت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون ذلك بأنه ذريعة لا أساس لها لغزو غير مبرر. ودمر الغزو الروسي عدة مدن أوكرانية وتسبب في أزمة إنسانية وأجبر نحو عشرة ملايين، يمثلون ما يقرب من ربع سكان البلاد، على الفرار من ديارهم. وطالب زيلينسكي في كلمة ألقاها عبر الفيديو في وقت متأخر من أمس السبت الدول الغربية بتقديم معدات عسكرية من مخزوناتها التي "علاها الغبار" قائلا إن بلاده لا تحتاج أكثر من واحد بالمئة فقط من طائرات حلف شمال الأطلسي وواحد بالمئة من دباباته. وأعطت الدول الغربية أوكرانيا حتى الآن صواريخ مضادة للدبابات والطائرات بالإضافة إلى أسلحة خفيفة ومعدات دفاع، لكنها لم تقدم أي أسلحة ثقيلة أو طائرات. وقال زيلينسكي "لقد انتظرنا بالفعل 31 يوما. من المسؤول عن المجتمع الأوروبي الأطلسي؟ هل ما زالت موسكو حقا بسبب الترهيب؟"، مضيفا أن الزعماء الغربيين يحجمون عن تقديم دعم لأنهم خائفون من روسيا. وأكد مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية فاديم دينيسنكو اليوم الأحدأ روسيا بدأت في تدمير مخازن الوقود والأغذية الأوكرانية، مما يعني أن الحكومة ستضطر إلى وضع هذه المخزونات في أماكن متفرقة في المستقبل القريب. وفي أحدث تقييم عسكري لها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية تركز جهودها في ما يبدو على محاولة تطويق القوات الأوكرانية التي تواجه المناطق الانفصالية مباشرة في شرق البلاد. وتابعت "ما زالت ساحة المعركة في شمال أوكرانيا ثابتة إلى حد كبير مع الهجمات المضادة الأوكرانية التي تعرقل المحاولات الروسية لإعادة تنظيم قواتها". وأكدت الأمم المتحدة مقتل 1104 مدنيين وإصابة 1754 في أنحاء أوكرانيا منذ بدء الغزو، لكنها تقول إنه من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك. وقالت أوكرانيا اليوم الأحد إن 139 طفلا قتلوا حتى الآن وأصيب أكثر من 205. وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك إن أوكرانيا وروسيا اتفقتا على إقامة "ممرين إنسانيين" لإجلاء المدنيين من الخطوط الأمامية للقتال اليوم الأحد، بما في ذلك السماح للأشخاص بالمغادرة بسياراتهم الخاصة من مدينة ماريوبول في جنوب أوكرانيا. ودُمرت ماريوبول الواقعة بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا والمناطق الشرقية التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، بعد قصف عنيف منذ أسابيع، مما أجبر الآلاف من السكان على الاحتماء في أقبية في ظل نقص في المياه والطعام والدواء والكهرباء.

مشاركة :