سلطان بن زايد: تجربة الإمارات نموذج يحتذى

  • 12/2/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة أن تجربة دولة الإمارات في التنمية والتحديث باتت نموذجا يحتذى وملحمة تستلهم منها الشعوب النامية أسباب النجاح وتنظر إليها الدول المتقدمة الكبرى في العالم كله نظرة احترام وتقدير وإكبار. وقال سموه إن شعب الإمارات انتقل من مجتمع الكفاية إلى مجتمع الرخاء والرفاهية والسعادة وامتدت يد الخير الإماراتية بالعون والمساعدات الخيرة للمحتاجين من شعوب العالم معبرة عن مكانة الإمارات ومحققة مبادئ العمل الإنساني التي رسخها زايد الخير في مجتمع العطاء. وأضاف سموه في كلمة وجهها عبر مجلة درع الوطن بمناسبة اليوم الوطني ال 44 للدولة، أن دولة الإمارات وقفت وقفة قوية صامدة ضد التطرف والإرهاب وضد زعزعة الأمن العربي والخليجي بشكل خاص. وفيما يلي نص كلمة سموه بمناسبة اليوم الوطني.. تطل علينا الذكرى الرابعة والأربعون لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة مجسدة ذروة سامية من الارتقاء النوعي في كل مجالات الحياة.. وقد نعم الأبناء بما أنجز الآباء المؤسسون، وبما أضافت الأجيال الشابة من تطوير للأهداف وتحديث للرؤى ومواكبة أوسع للمستجدات واندماج أعمق في الأسرة العربية والدولية ومشاركة أكثر فاعلية في مسيرة التقدم الإنساني.. ونحمد الله أن تجربة دولة الإمارات في التنمية والتحديث باتت نموذجاً يحتذى وملحمة تستلهم منها الشعوب النامية أسباب النجاح وتنظر إليها الدول المتقدمة الكبرى في العالم كله، نظرة احترام وتقدير وإكبار. كان هذا هو الحلم الذي خطه الوالد القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - مع إخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وقادتها الذين آمنوا بأن الاتحاد قوة وبأن شعبهم يملك طاقات وكفاءات ضخمة تحتاج إلى تكاتف وتعاضد وتماسك.. فإذا التقت الأيدي الخيرة تدفق منها نهر العطاء، وتمكنت من أن تشكل البنية الصلبة التي ينهض عليها بناء المستقبل وقد امتلك هؤلاء القادة الكبار ما يحتاج إليه مشروع الاتحاد من إيمان عظيم وإصرار متين وإرادة قوية وأدركوا أن تحويل الحلم إلى حقيقة لن يتم إلا عبر إعداد الإنسان الإماراتي وتمكينه من أن يكون طاقة التنمية مثلما هو غايتها العظمى. وقد لبى شعبنا دعوة قادته مثلما لبوا أمنياته وأهدافه وانطلق الجميع رجالا ونساء منذ الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971 لإعلان ولادة دولة الاتحاد وبدء ملحمة التنمية والبناء. ولقد كان لمشاركة المرأة الإماراتية في كل ميادين العمل دور كبير في تسريع الإنجاز، حيث شغلت مختلف الوظائف الإدارية والتنفيذية والهندسية والتعليمية والتربوية والصحية والإعلامية والفنية ثم اتسعت مشاركتها في الحياة السياسية والقيادية مما أضاف قيما نوعية لمسيرة البناء والتنمية ومشاركة شاملة لكل القوى والطاقات في المجتمع. وبفضل القيادة الحكيمة التي تابع فيها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله ورعاه - ما أنجزه الآباء وأضاف إليه من خبرته وحنكته وفيض محبته لشعبه.. انتقل شعب الإمارات من مجتمع الكفاية إلى مجتمع الرخاء والرفاهية والسعادة وامتدت يد الخير الإماراتية بالعون والمساعدات الخيرة للمحتاجين من شعوب العالم، وحقق الهلال الأحمر الإماراتي حضورا دوليا لائقا.. وكانت خدماته على صعيد عربي وعالمي معبرة عن مكانة الإمارات ومحققة مبادئ العمل الإنساني التي رسخها زايد الخير في مجتمع العطاء الذي ينتقل اليوم من العطاء المادي والمعنوي إلى ذروة هي الأعظم والأصدق حيث الجود بالنفس وبذل الدم الوطني الغالي دفاعا عن شعب اليمن الشقيق وعن أرض الأجداد التي تتعرض اليوم لعدوان داخلي وخارجي، يهدد المنطقة العربية كلها وبخاصة دول خليجنا العربي. لقد عبرت دولة الإمارات في مشاركتها الفاعلة في صد العدوان ورفع الظلم عن اليمن الشقيق وعبر شعبنا العظيم الذي قدم أرواح أبنائه عن أصالة القيم التي تجمعنا داخل الأسرة العربية وفي الخليج العربي وتمكنت قواتنا المسلحة من الانتصار في معارك الشرف، ووقفت دولة الإمارات وقفة قوية صامدة ضد التطرف والإرهاب وضد زعزعة الأمن العربي والخليجي بشكل خاص وعلى الرغم من حرصنا الشديد على ترسيخ السلم في المنطقة وتجنب الحروب ومن دعواتنا المتكررة لحل المشكلات القائمة عبر الحوار السياسي والاحتكام إلى القوانين الدولية وبخاصة في قضية الجزر الإماراتية المحتلة.. فإن بعض الآخرين يصرون على العدوان وعلى إثارة الفتن من أجل بسط نفوذهم على شعبنا العربي وتفتيت وحدته الوطنية وهذا ما دعا التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلى إطلاق عاصفة الحزم من أجل إعادة الأمل واستعادة الأمن والسلام في المنطقة. إن روح الاتحاد التي تسري في أجسادنا وتنبض في قلوبنا هي مصدر الطاقة والقوة التي تحلى بها شعبنا فكانت دافعه للنجاح في التنمية وللنصر في الدفاع عن سلامة الوطن وعن أمن مستقبله. كما أن التلاحم الوطني الذي يشكل الوحدة المتماسكة بين قادة وحكام الإمارات وبين شعبهم الوفي هو البنية الراسخة التي ينهض عليها بناء الدولة.. وهو يتسع ويكبر مع اتساع الآمال وتعدد الأهداف وقد باتت تتصاعد مع زخم النجاحات لتبلغ مراتب عليا في التنافس الدولي على امتلاك أدوات التقدم المستحدثة.. وهذا ما جعل صاحب السمو رئيس الدولة يسمي هذا العام 2015 عام الابتكار في الإمارات لتعزيز ثقافة الإبداع والتميز ولتحقيق نجاح أكبر في مسيرة الحكومة الذكية. إننا مطالبون في كل احتفاء بذكرى ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة بأن يتزامن احتفالنا الوطني مع المراجعات والتقييم والتأمل لما تم إنجازه وتوسيع رؤيتنا للمستقبل.. وهذا ما يدعونا إلى تعزيز مواقع النجاح وأسبابه وإلى تدارك أي خلل يمكن أن يتسرب في هدير العمل.. وهنا تبرز اهتماماتنا الدؤوبة بزيادة التطور في ميادين التعليم والصحة وفي تطوير العمل الفكري والثقافي والإعلامي لترسيخ قيم الوسطية التي نعتبرها منهجا يقاوم التطرف ويمتن حضور القيم السامية في حياتنا. ومع احتفالنا بذكرى اليوم الوطني ال 44 .. فإننا نحيي أبطال جيشنا وقواتنا المسلحة ونؤكد اعتزازنا بما قدمه شهداؤنا الأبرار في ملاحم البطولة والفداء ويكبر اعتزازنا بشعبنا العظيم الذي يتنافس في العطاء والوفاء في أيام الشدة والرخاء. ونقدم أسمى آيات التهاني والمباركة باليوم الوطني المجيد لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة - حفظه الله - ولأشقائه حكام الإمارات العربية المتحدة وهم الأوفياء لمسيرة الخير التي بدأها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه. (وام)

مشاركة :