أوكرانيا تتعهد بشن حرب عصابات ضد القوات الروسية

  • 3/28/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، أمس، أن روسيا تريد تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، كما حدث عند تقسيم كوريا إلى شمالية وجنوبية، وتعهد بشن حرب عصابات «شاملة» لمنع تقسيم البلاد. وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب على منح بلاده دبابات وطائرات وصواريخ لصد القوات الروسية، في حين قالت حكومته، إن قوات موسكو تستهدف مستودعات الوقود والغذاء. في غضون ذلك، واصل المسؤولون الأميركيون جهودهم لتخفيف حدة تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي جو بايدن عندما قال أمس الأول: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لا يمكن أن يبقى في السلطة». وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن واشنطن ليس لديها استراتيجية لتغيير النظام في موسكو. وأضاف للصحفيين: إن بايدن كان يعني أنه «بكل بساطة لا يمكن السماح للرئيس بوتين بشن هجوم على أوكرانيا أو أي طرف آخر». وبعد ما يزيد على أربعة أسابيع من بدء الأزمة، لم تسيطر روسيا على أي مدينة أوكرانية كبيرة، وأشارت موسكو، يوم الجمعة الماضي، إلى أنها حددت هدفها بالتركيز على تأمين منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، حيث يقاتل الانفصاليون الذين تدعمهم روسيا الجيش الأوكراني منذ ثمانية أعوام. وقال كيريلو بودانوف، رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية في بيان، أمس: «إنها في الحقيقة محاولة لإقامة كوريّتين شمالية وجنوبية في أوكرانيا»، في إشارة إلى تقسيم كوريا بعد الحرب العالمية الثانية. وأضاف: «إضافة إلى ذلك، سيبدأ قريباً موسم رحلات السفاري للمشاركة في حرب العصابات الأوكرانية الشاملة.. وبعدها سيبقى للروس سيناريو واحد ذو صلة، وهو كيفية البقاء على قيد الحياة». وتقول موسكو: إن أهدافها من ما تصفها بأنها «عملية عسكرية خاصة» تشمل نزع سلاح أوكرانيا و«القضاء على النازيين» هناك. ووصفت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون ذلك بأنه ذريعة لا أساس لها لشن هجوم غير مبرر. ودمر الهجوم الروسي عدة مدن أوكرانية، وتسبب في أزمة إنسانية وأجبر نحو عشرة ملايين، يمثلون ما يقرب من ربع سكان البلاد، على الفرار من ديارهم. ودعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في عظته الأسبوعية، أمس، إلى إنهاء الهجوم. وطالب زيلينسكي، في كلمة ألقاها عبر الفيديو في وقت متأخر من أمس الأول، الدول الغربية بتقديم معدات عسكرية من مخزوناتها التي «علاها الغبار»، قائلاً: إن بلاده لا تحتاج أكثر من واحد في المئة فقط من طائرات حلف شمال الأطلسي «الناتو» وواحد في المئة من دباباته. وأعطت الدول الغربية أوكرانيا حتى الآن صواريخ مضادة للدبابات والطائرات، إضافة إلى أسلحة خفيفة ومعدات دفاع، لكنها لم تقدم أي أسلحة ثقيلة أو طائرات. وقال زيلينسكي: «لقد انتظرنا بالفعل 31 يوماً.. من المسؤول عن المجتمع الأوروبي الأطلسي؟ هل لا تزال موسكو حقاً بسبب الترهيب؟»، مضيفاً: إن الزعماء الغربيين يحجمون عن تقديم دعم لأنهم خائفون من روسيا. وأكد مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية فاديم دينيسنكو، أمس، أن روسيا بدأت في تدمير مخازن الوقود والأغذية الأوكرانية، وهو ما يعني أن الحكومة ستضطر إلى وضع هذه المخزونات في أماكن متفرقة في المستقبل القريب. وفيما بدا تأكيداً لذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن صواريخها استهدفت مستودع وقود ومنشأة إصلاح معدات عسكرية قرب مدينة لفيف في غرب البلاد، والتي تقع على مسافة 60 كيلومتراً فقط من الحدود مع بولندا. وفي أحدث تقييم عسكري لها، قالت وزارة الدفاع البريطانية: إن القوات الروسية تركز جهودها، فيما يبدو، على محاولة تطويق القوات الأوكرانية التي تواجه المناطق الانفصالية مباشرة في شرق البلاد. وقالت الوزارة: «لا تزال ساحة المعركة في شمال أوكرانيا ثابتة إلى حد كبير مع الهجمات المضادة الأوكرانية التي تعرقل المحاولات الروسية لإعادة تنظيم قواتها». ووُجهت انتقادات إلى بايدن بسبب تعليقاته في خطاب في وارسو سعى خلاله إلى وضع الأزمة، في إطار صراع تاريخي من أجل الحريات الديمقراطية. وقال بايدن عن بوتين: «لأجل الرب، لا يمكن لهذا الرجل أن يظل في السلطة». وقال الدبلوماسي الأميركي المخضرم ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، وهو مركز أبحاث، على «تويتر»: إن التعليقات تجعل «الوضع الخطير أكثر خطورة». وأكدت الأمم المتحدة مقتل 1119 مدنياً، وإصابة 1790 في أنحاء أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي، لكنها تقول: إن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك. وقالت أوكرانيا: أمس: إن 139 طفلاً قتلوا حتى الآن وأُصيب أكثر من 205. وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك: إن أوكرانيا وروسيا اتفقتا على إقامة «ممرين إنسانيين» لإجلاء المدنيين من الخطوط الأمامية للقتال أمس، بما في ذلك السماح للأشخاص بالمغادرة بسياراتهم الخاصة من مدينة ماريوبول في جنوب أوكرانيا. ودُمرت ماريوبول، الواقعة بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا والمناطق الشرقية التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، بعد قصف عنيف منذ أسابيع، وهو ما أجبر الآلاف من السكان على الاحتماء في أقبية في ظل نقص في المياه والطعام والدواء والكهرباء.

مشاركة :