الشراكات الاستراتيجية لدول الخليج العربي بين الأسس الأمنية والمستجدات الاقتصادية

  • 3/28/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرة‭ ‬هي‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬رتبتها‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬والتي‭ ‬تجاوزت‭ ‬حدودها‭ ‬الجغرافية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإنساني‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الشراكات‭ ‬وأسسها‭ ‬ومتطلبات‭ ‬تطويرها‭ ‬مستقبلاً‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬شراكات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدفاعية‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬فدول‭ ‬الخليج‭ ‬قد‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬علاقات‭ ‬استراتيجية‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬تاريخها‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬الخيارات‭ ‬الدفاعية‭ ‬للدول‭ ‬الصغرى‭ ‬سواء‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬شراكات‭ ‬أو‭ ‬تحالفات،‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬خضعت‭ ‬لاختبار‭ ‬حقيقي‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مرة‭ ‬إبان‭ ‬الأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬وكانت‭ ‬تشي‭ ‬بإحداث‭ ‬تحولات‭ ‬جذرية‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬ابتداءً‭ ‬بالحرب‭ ‬العراقية‭ - ‬الإيرانية‭ ‬1980‭-‬1988‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لتحالف‭ ‬دولي‭ ‬لحماية‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬الخليجية‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬الإرادة‭ ‬الجادة‮»‬،‭ ‬ومرورا‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحالفاً‭ ‬دوليا‭ ‬لتحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬وانتهاء‭ ‬بالغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬تداعيات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إمعان‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬يعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬مفادها‭ ‬أنها‭ ‬ضمت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وشركاءها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديد‭ ‬إقليمي‭ ‬مشترك‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬أم‭ ‬التهديدات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬اختبارها‭ ‬ضمن‭ ‬آفاق‭ ‬جغرافية‭ ‬أكبر‭ ‬نطاقاً‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭ ‬الأول‭: ‬مشاركة‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أعضاء‭ ‬مبادرة‭ ‬إستانبول‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬اللوجستي‭ ‬للعمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬وثانيها‭: ‬الدعم‭ ‬اللوجستي‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بإجلاء‭ ‬رعايا‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الانسحاب‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬وكان‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬وإشادة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وثالثها‭: ‬دور‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ضمن‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لمحاربة‭ ‬داعش‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬ويضم‭ ‬84‭ ‬دولة‭.‬ ومع‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬كانت‭ ‬محلاً‭ ‬للاختبار‭ ‬ضمن‭ ‬الإطارين‭ ‬الخليجي‭ ‬والإقليمي‭ ‬الأوسع‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كذلك‭ ‬ضمن‭ ‬أزمة‭ ‬دولية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬اختباراً‭ ‬جديداً‭ ‬لمضامين‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬آثار‭ ‬تساؤلاً‭ ‬وجيهاً‭ ‬مؤداه‭: ‬هل‭ ‬تكفي‭ ‬الجوانب‭ ‬الأمنية‭ ‬للشراكات‭ ‬بمعناها‭ ‬التقليدي‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تضمينها‭ ‬الأبعاد‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الالتزام‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬بأمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي‭ ‬كالأزمة‭ ‬اليمنية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأبعاد‭ ‬السياسية؟،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬المعادلة‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬حكمت‭ ‬السياسات‭ ‬الغربية‭ ‬عموماً‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬هي‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬المصالح‭ ‬والقيم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يضاف‭ ‬إليها‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأمنية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬القدرات‭ ‬الدفاعية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬نوعي‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استهداف‭ ‬طائرات‭ ‬الدرونز‭ ‬للمنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.‬ بقراءة‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬الخليجية‭ ‬تجاه‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬يمكن‭ ‬استنتاج‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬اختباراً‭ ‬للشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬والتي‭ ‬لديها‭ ‬علاقات‭ ‬متميزة‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬روسيا‭ ‬وكذلك‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬فحسب‭ ‬ولكنها‭ ‬بمثابة‭ ‬إعادة‭ ‬قراءة‭ ‬لمضامين‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬لتعكس‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬أولها‭: ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتأثيره‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬الجدل‭ ‬بشأن‭ ‬استقرار‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬ودور‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تجاه‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬والتي‭ ‬واجهت‭ ‬معضلة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬باتفاقيات‭ ‬دولية‭ ‬بشأن‭ ‬معدلات‭ ‬ضخ‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬ومقتضيات‭ ‬الشراكات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬الأخرى،‭ ‬وثانيها‭: ‬حتمية‭ ‬التلازم‭ ‬بين‭ ‬البعد‭ ‬الأمني‭ ‬ونظيره‭ ‬السياسي،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ومخاوفها‭ ‬الأمنية‭ ‬والتي‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬تؤخذ‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬الاعتبار‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المواقف‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬داخل‭ ‬دهاليز‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬ضرورة‭ ‬لإعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬خصوصية‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تثيره‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬والجهات‭ ‬داخل‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬بشأن‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬خصوصية‭ ‬النظم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عموماً،‭ ‬وثالثها‭: ‬إعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬حتمية‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬تنويع‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تنوع‭ ‬مصادر‭ ‬القوة‭ ‬لدى‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الأمنية‭ ‬فحسب‭.‬ وتأسيساً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬مدعوة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مضامين‭ ‬الشراكات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بما‭ ‬يتضمن‭ ‬كل‭ ‬المصالح‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬وتمثل‭ ‬تهديدات‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬بمفهومه‭ ‬الشامل‭ ‬سواء‭ ‬تحقيق‭ ‬استقرار‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬أو‭ ‬حماية‭ ‬منشآت‭ ‬الإنتاج‭ ‬والممرات‭ ‬البحرية‭ ‬الحيوية‭ ‬لنقل‭ ‬النفط‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مدعوة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لإيلاء‭ ‬مسألة‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الدولية‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬وهو‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مضمون‭ ‬نصيحة‭ ‬وجهتها‭ ‬إلى‭ ‬ابنتي‭ ‬التي‭ ‬تدرس‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الأجنبية‭ ‬عندما‭ ‬وجدت‭ ‬لديها‭ ‬شغفاً‭ ‬بالتعرف‭ ‬على‭ ‬تأثير‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬نظيرتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ضمن‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭.‬ ستظل‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬خياراً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬للجانبين‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬الأول‭: ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬محورية‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬خريطة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬واللوجستية‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وأثبتت‭ ‬فعاليتها‭ ‬في‭ ‬أزمات‭ ‬عديدة،‭ ‬والثاني‭: ‬أنه‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مضامين‭ ‬السياسات‭ ‬الدفاعية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تولي‭ ‬أهمية‭ ‬لمنطقة‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي‭ ‬والتأكيد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاتها‭ ‬على‭ ‬التزامها‭ ‬الثابت‭ ‬بأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬فإن‭ ‬محور‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬هدف‭ ‬استمرار‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لأن‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التوازن‭ ‬لن‭ ‬يمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬للمصالح‭ ‬الخليجية‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬محلاً‭ ‬للتنافس‭ ‬الدولي،‭ ‬والثالث‭: ‬التهديدات‭ ‬الجديدة‭ ‬المتنامية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬والتي‭ ‬اتخذت‭ ‬شكلاً‭ ‬عنيفاً‭ ‬وظفت‭ ‬فيه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬وهو‭ ‬تهديد‭ ‬نوعي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بنداً‭ ‬محورياً‭ ‬في‭ ‬الشراكات‭ ‬الخليجية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭.‬ الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬منشأة‭ ‬للجدل‭ ‬حول‭ ‬مضامين‭ ‬الشراكات‭ ‬ولكنها‭ ‬كاشفة‭ ‬لأبعاد‭ ‬ذلك‭ ‬الجدل‭ ‬وخلاصته‭ ‬أن‭ ‬الاعتمادية‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬قد‭ ‬جعلت‭ ‬العالم‭ ‬بمثابة‭ ‬قرية‭ ‬صغيرة‭ ‬فما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬يجد‭ ‬صداه‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬تحدي‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وهو‭ ‬كان‭ ‬تحدياً‭ ‬لبعض‭ ‬صانعي‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬ذاتها‭ ‬دول‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬التسلح‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬احتياجاتها‭ ‬الغذائية‭ ‬من‭ ‬روسيا‭.‬ ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬مثلت‭ ‬تحدياً‭ ‬لمصالح‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬تقدم‭ ‬فرصة‭ ‬لتطوير‭ ‬مضامين‭ ‬الشراكات‭ ‬الخليجية‭- ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ -‬ولاتزال‭- ‬صمام‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.‬ {‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

مشاركة :