سديه بوكر - (رويترز): عقد وزراء خارجية دول عربية وإسرائيل اجتماعا نادرا في إسرائيل أمس الأحد حضره وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي سعى إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة بشأن سياسة واشنطن مع إيران. ومن المتوقع أن يهيمن هذا الأمر على الاجتماع الذي يستمر يومين ويضم وزراء خارجية ثلاث دول عربية طبعت علاقاتها مع إسرائيل عام 2020 على الرغم من استمرار تعثر عملية السلام مع الفلسطينيين. تأتي زيارة بلينكن في وقت يشكك فيه بعض حلفاء واشنطن في المنطقة في التزامات إدارة الرئيس جو بايدن تجاه المنطقة ويستعدون لتداعيات الاتفاق النووي مع إيران والأزمة الأوكرانية. ويحضر الاجتماع الذي يستضيفه لابيد في فندق في صحراء النقب وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب. وكانت الدول العربية الثلاث جزءا مما يسمى اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها إدارة ترامب السابقة في عام 2020 لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وسينضم للاجتماع أيضا وزير الخارجية المصري سامح شكري. وأوشكت المحادثات النووية على التوصل إلى اتفاق قبل عدة أسابيع إلى أن قدمت روسيا مطالب للولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة أصرت خلالها على عدم تأثر تجارتها مع طهران بالعقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا. وقال بلينكن ان إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 «هو أفضل سبيل لإعادة برنامج إيران النووي إلى الوضع السابق». وتابع وهو يقف بجوار نظيره الإسرائيلي يائير لابيد قبيل بدء الاجتماع أنه سواء حدث ذلك أو لم يحدث «فان التزامنا بالمبدأ الأساسي وهو ألا تمتلك إيران قط سلاحا نوويا لا يتزعزع». وأضاف «الولايات المتحدة ستظل تتصدى لإيران إذا ما هددتنا أو هددت حلفاء أو شركاء لنا». ومن المتوقع أن يضغط بلينكن أيضا على الحلفاء العرب لزيادة الدعم لأوكرانيا لصد الغزو الروسي في وقت أحجمت فيه عدة دول خليجية حتى الآن عن تقديم مساعدات ملموسة. وبعد محادثات مع بلينكن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي حذر من أن توقيع اتفاق نووي مع إيران لن يكون ملزما لإسرائيل انه يأمل أن «تستمع واشنطن للأصوات القلقة الصادرة من المنطقة سواء من إسرائيل أو من اخرين». وقال بلينكن «التطبيع أصبح هو الوضع الطبيعي الجديد في المنطقة» وأضاف أن واشنطن تأمل في «ضم اخرين» للتطبيع مع إسرائيل. وقبل أن يتوجه لمكان عقد الاجتماع أجرى بلينكن محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة. وقال بلينكن ان واشنطن ما زالت ملتزمة بحل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكنه أشار إلى أن «الطرفين متباعدان للغاية».
مشاركة :