كفاءات مواطنة وراء ريادة الإمارات في الطاقة النووية

  • 3/28/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

جاء إعلان مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الأسبوع الماضي عن بدء التشغيل التجاري لثاني محطات براكة للطاقة النووية السلمية، ليلقي الضوء على الكفاءات الإماراتية المتميزة التي ساهمت في هذا الإنجاز، حيث كان العنصر البشري، وتوفير كافة الظروف والموارد لتطوير كفاءات إماراتية على درجة عالية من المعارف والمهارات في هذا القطاع العلمي والتقني المتقدم، من أبرز عوامل النجاح والتميز. ومع بدء التشغيل لثاني محطات براكة تمت إضافة 1400 ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية لشبكة كهرباء دولة الإمارات، ليصل مجموع ما تنتجه المحطتان الأولى والثانية في براكة إلى 2,800 ميغاواط، ما يسهم في تعزيز أمن الطاقة ودعم جهود الدولة الرامية لتحقيق أهداف الاستدامة. وشارك أكثر من 2000 إماراتي في تطوير محطات براكة منذ البداية، وفي مختلف التخصصات، كما أن 70% من الكفاءات الإماراتية في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها هم دون سن الخامسة والثلاثين. وقادت كفاءات إماراتية فرق عمل تنتمي لأكثر من 50 ثقافة وخبرة من مختلف بقاع العالم، عملوا جميعاً بتفانٍ من أجل ضمان مستقبل مشرق وأكثر استدامة للأجيال القادمة. وتمكنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها من ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة من خلال منح دراسية، وبرامج تدريبية متطورة، وإنشاء أحدث مراكز التدريب بالمحاكاة في العالم، ما يسهم في إعداد قادة متميزين بقطاع الطاقة محلياً ودولياً. وأكد إماراتيون شاركوا ضمن فريق تشغيل المحطة الثانية في «براكة» لـ «الاتحاد» أهمية المشروع في تعزيز أمن الطاقة بالإمارات، معربين عن فخرهم بالمشاركة في هذا الإنجاز، الذي جعل من دولة الإمارات الأولى في العالم العربي التي تمتلك مشروعاً للطاقة النووية السلمية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل. ومع تشغيل ثاني محطات براكة، تكون مؤسسة الإمارات للطاقة النووية قد قطعت نصف الطريق لتحقيق هدفها المتمثل في توفير ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية الخالية من الانبعاثات الكربونية. وستوفر محطات براكة، فور تشغيلها بالكامل ما يصل إلى 5600 ميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة، وستحد من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، والتي تعادل الانبعاثات من 4.8 مليون سيارة كل عام. مبادرة استراتيجية وقال سيف البحري الكتبي، مدير تشغيل المفاعل ومدير المناوبة، والذي قاد الفريق في مساء يوم بدء عملية التشغيل التجاري للمحطة الثانية: علاوة على مدى السعادة بأن عملنا طوال العام، تكلل بهذا الإنجاز الكبير، إلا أن الدافع الأساسي لنا كان خلال تلك الفترة هو الإحساس بالمسؤولية الكبيرة لما نقوم به، ففي اللحظة التي أعلنت دولة الإمارات عن مبادرتها الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، كأول دولة في المنطقة تخطو هذه الخطوة، شعرنا بأن علينا أن نكون على قدر رهان قيادتنا الرشيدة، وأن نصل الليل بالنهار لنكون أكبر داعم لجهود الدولة في هذا الإطار، ولاسيما أن محطات براكة هي أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في المنطقة. وأضاف: الطاقة النووية السلمية تقوم بدور كبير في حماية البيئة من التغير المناخي، عندما نؤدي مهامنا في محطات براكة نكون مطمئنين إلى أن الأجيال الحالية والقادمة ستعيش في بيئة أكثر ملاءمة، إذ أنه عند تشغيل محطات براكة الأربع ستحد من انبعاثات كربونية بكمية تزيد كثيراً عن تلك المنبعثة من كل وسائل النقل في الدولة. تمكين المرأة وكان للكفاءات النسائية الإماراتية نصيب في الإنجازات التي تحققت على أرض براكة، وآخرها التشغيل التجاري للمحطة الثانية. وقالت مريم عبدالله العامري، مديرة تشغيل المفاعل، والتي كانت أيضاً على رأس عملها داخل غرفة التحكم الرئيسية في المفاعل عند بدء التشغيل التجاري لثاني محطات براكة: منذ بداية التحضيرات والاستعدادات التشغيلية، عملنا عبر مناوبات منتظمة، لنصل إلى هذه اللحظة، لقد طبقنا كافة الدروس المستفادة من التشغيل التجاري للمحطة الأولى فاختصرنا قليلاً من الوقت وامتلكنا الكثير من الخبرة، وهو بالتأكيد ما سينعكس إيجاباً على المحطتين الثالثة والرابعة، الكفاءات الإماراتية عملت جنباً إلى جنب مع الخبرات العالمية لتحقيق هذا الإنجاز الذي نفخر به جميعاً. التغير المناخي من جهته، يؤكد جاسم بن صرم آل علي، مدير تشغيل المفاعل، أنه ينتمي لجيل الشباب، الذين باتوا أكثر وعياً فيما يخص التبعات السلبية لظاهرة التغير المناخي، وأنه لا بد من الإسراع في إيجاد الحلول لهذه الظاهرة. ويقول: من أكثر المحفزات لنا في عملنا، وما يجعلنا على درجة عالية جداً من الاهتمام والتركيز، هو إحساسنا بأننا نؤدي مهمة إنسانية كبيرة من خلال الحد من الانبعاثات الكربونية التي تتسبب بالاحتباس الحراري والتغير المناخي، هذه رسالة في منتهى الأهمية تجعل لعملنا قيمة إنسانية كبيرة». ويضيف زميله سعود أرجمند، مشغل المفاعل:«عملنا مرتبط بحياتنا ومعيشتنا، من الرائع جداً أن تعمل في محطات براكة وتنتج كهرباء خالية من الانبعاثات الكربونية». ويصف راشد سيف البلوشي، مدير تشغيل المفاعل والذي كان كذلك ضمن فريق التشغيل في غرفة التحكم الرئيسية في المفاعل وقت بدء التشغيل التجاري لثاني محطات براكة، الأجواء لحظتها بفخر لا يوصف، مع تركيز عالٍ جداً لمواصلة ضمان الالتزام بالمتطلبات الرقابية المحلية وأعلى المعايير وأفضل الممارسات التشغيلية العالمية.

مشاركة :