بعد ما يزيد على العام بأشهر قليلة انتهت أزمة الجنود اللبنانيين المختطفين من قبل تنظيم جبهة النصرة في جرود عرسال أمس إثر إتمام عملية التبادل التي أشرف عليها مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم. الصفقة والتي تأجل إتمامها أكثر من مرة لأسباب تارة كانت تقنية، وتارة أخرى لأسباب متضادة، نفذت بمنهجية واضحة أمس في جرود بلدة عرسال وبوجود اللواء إبراهيم شخصيا. وإن كان أمر إطلاق الجنود اللبنانيين طبيعيا، وفقا لصفقة التبادل، فإن مفاجأة سجلت وخطفت كافة الأضواء من العملية، تمثلت برفض السجينة سجى الدليمي، المعروفة بـ «زوجة أبو بكر البغدادي»، الانتقال إلى مناطق سيطرة النصرة في جرود القلمون، وقرارها بالبقاء داخل الأراضي اللبنانية مع عائلتها بعد تسوية وضعها القانوني. الدليمي وبعدما انتقلت إلى موقع النصرة بسيارة إسعاف لبنانية أبلغت مسؤول الجبهة هناك برغبتها في البقاء داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بحضور رجل دين لبناني من عرسال. وفور عودتها صرحت قائلة «إنها تريد العودة الى بيروت ومن ثم الانتقال إلى تركيا بعد تسوية أوراقها»، ولفتت الى أن أخاها ينتمي إلى جبهة النصرة، وأوضحت أنها طليقة البغدادي منذ 7 سنوات. الجنود اللبنانيون المفرج عنهم بلغوا ستة عشر جنديا معظمهم من عناصر قوى الأمن الداخلي، فيما أفرجت السلطات اللبنانية عن ثلاثة عشر سجينا، من بينهم خمس نساء، وأدخلت مساعدات غذائية وطبية إلى النازحين السوريين الموجودين خلف آخر نقطة عسكرية للجيش اللبناني في عرسال. من جهته أكد وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي لـ «عكاظ» أن التنازلات التي قدمها لبنان مهما كانت باهظة الثمن لا تساوي شيئا أمام استعادة الجنود اللبنانيين لحريتهم، مشيرا إلى أن لبنان وعلى الرغم من الفرحة والعرس الذي يعيشه إلا أن هناك غصة لبقاء عدد من العسكريين مختطفين لدى تنظيم داعش. وتابع قائلا: «علينا في الأيام المقبلة تركيز كل الجهود على إيجاد الثغرة التي يمكن العبور من خلالها لتحرير العسكريين الذين ما زالوا محتجزين لدى داعش، إلى ذلك دعا رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام إلى الثقة بالدولة والحكومة وتضافر الجهود لتحرير العسكريين لدى داعش، مؤكدا أن لبنان بحاجة لكل ابنائه. وقال أثناء استقباله العسكريين المحررين أمس، إن الحكومة ماضية لتحقيق المزيد من الانجازات ومنها تحرير العسكريين الذين لا يزالون في الأسر.
مشاركة :