قال تقرير نشرته صحيفة «ذا صن» البريطانية إن القوات الروسية اختطفت ما يصل إلى 40 ألف أوكراني من المدن المحاصرة وتم إجبارهم على العمل بالسخرة في روسيا. وتحدث سيرغي أورلوف، نائب عمدة مدينة ماريوبول المدمرة، مع «ذا صن» من مخبئه أمس (الأحد) ليكشف عن محنة المدنيين الذين تم اقتيادهم إلى أراضي روسيا. وقال أورلوف: «القوات الروسية تقتحم الأقبية حيث يختبئ مواطنونا ويقولون لهم: (لديكم 15 دقيقة للمغادرة). فإذا رفضوا الخروج، فإن المباني تُدمر فوق رؤوسهم». وتابع: «علاوة على ذلك، فقد أجرينا اتصالات مع أشخاص أخبرونا بأنهم نُقلوا إلى روسيا للعمل لصالح الدولة في المناطق الفقيرة. إنها عمالة قسرية. عليهم العمل من أجل روسيا من أجل البقاء». وأضاف: «إنهم يحاولون كل ما في وسعهم لكسرنا. مدينتنا لم تعد موجودة. والآن يسلبون سكانها». وأشار نائب عمدة ماريوبول إن المدنيين المختطفين يتم نقلهم في سرية إلى مراكز في مدن دونيتسك ودوكوتشيفسك وستاروبيشيفو الشرقية الموالية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهناك يتم فحص أوراق هويتهم، وتفتيشهم بدقة بحثاً عن وشم يظهر دعماً للقومية الأوكرانية، قبل نقل العمال الذين يعتبرون مناسبين إلى المناطق الروسية المحرومة التي تحتاج إلى عمالة. وأضاف أورلوف: «يحتفظ الخاطفون الروس بجوازات سفر المواطنين الأوكرانيين، الذين حصل معظمهم على وظائف وضيعة في مناطق قاتمة تعاني من الحرمان الاجتماعي، بغض النظر عن مؤهلاتهم». ولفت أورلوف إلى أن بعض المصادر أخبرته أن مئات الأطفال تم فصلهم عن أسرهم ليُحتجزوا إلى جانب أيتام الحرب في مستشفى في دونيتسك. وقال لـ«ذا صن»: «الروس يفصلون الأطفال عن عائلاتهم ويحتجزونهم في هذا المستشفى. إنها جريمة حرب قاسية ولا إنسانية. المعاناة التي يتعين علينا تحملها لا تطاق». وأكد أورلوف أن ماريوبول تتعرض للقصف من كل الجهات، مشيراً إلى عدم تمكنهم من صد الهجمات الصادرة من السفن الحربية الموجودة في البحر، حيث إنهم لا يمتلكون وسيلة لتدميرها. وأضاف: «لا يوجد طعام أو ماء أو كهرباء في المدينة وكل يوم يُطلب مني المساعدة، لكن ليس هناك الكثير مما يمكننا فعله. لقد كانت إحدى أسوأ اللحظات عندما أخبرتني إحدى الأمهات أنه لم يتبق لها طعام لطفلها الرضيع وأنه كان جائعاً وسألتني: «ماذا يمكنني أن أفعل؟ ولكن لم يكن لدي إجابة». وتابع: «كل ما يمكن لأي منا فعله الآن هو أن نصلي من أجل أن نتجاوز هذا بطريقة ما ونكون قادرين على إعادة بناء مدينتنا المفقودة». واتهمت جماعة حقوق الإنسان الأوكرانية ZMINA أيضاً الحكومة الروسية بشن حملة من عمليات الاختطاف للمدنيين. وستنشر المجموعة اليوم قائمة بأسماء المختطفين وتطالب بالإفراج الفوري عنهم. يأتي ذلك في أعقاب تقارير أكدتها الأمم المتحدة عن اختطاف واحتجاز 36 مدنياً على الأقل. لكن المصادر التي تحدثت إليها «ذا صن» في ماريوبول كشفت أن حجم حملة الاختطاف أكبر بكثير.
مشاركة :