غيب الموت صباح أمس الثلاثاء، الأديب والروائي المصري إدوار الخراط عن عمر يناهز 89 عاماً بعد صراع مع المرض. ويعد الخراط من أهم الكتاب المصريين في العقود الأخيرة ممثلاً لتيار أدبي يرفض الواقعية الاجتماعية كما جسّدها نجيب محفوظ في الخمسينيات مثلاً ولا يرى من حقيقة إلا حقيقة الذات ويرجّح الرؤية الداخلية، وهو أول من نظّر ل"الحساسية الجديدة" في مصر بعد 1967. وأصدر أول مجموعة قصصية له بعنوان "الحيطان العالية" عام 1959 وكانت منعطفاً حاسماً في القصة العربية إذ ابتعد عن الواقعية السائدة آنذاك وركّز اهتمامه على وصف خفايا الأرواح المعرَّضة للخيبة واليأس، ثم أكدت مجموعته الثانية "ساعات الكبرياء" هذه النزعة إلى رسم شخوص تتخبط في عالم كله ظلم واضطهاد وفساد. أما روايته الأولى "رامة والتِنِّين" 1980 فشكّلت حدثاً أدبياً من الطراز الأول، تبدو على شكل حوار بين رجل وامرأة تختلط فيها عناصر أسطورية ورمزية فرعونية ويونانية وإسلامية. ثم أعاد الخراط الكرة ب"الزمان الآخر" 1985 وبعدد من القصص والروايات تحرره من الاعتبارات الإديولوجية التي كانت سائدة من قبل. صدر لإدوار الخراط أكثر من 50 كتاباً قصصياً أو شعرياً أو نقدياً، كما قام بترجمة أربعة عشر كتابا إلى اللغة العربية، وعدد من المسرحيات والدراسات، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1973.
مشاركة :