طالت التفجيرات الإرهابية وجرائم القتل والاستهداف التي تعرضت لها المملكة خلال السنوات الماضية عدداً من الرعايا الأجانب من جنسيات مختلفة أميركية وبريطانية وأوروبية بالإضافة إلى عدد من المقيمين العرب ومن دول شرق آسيا إذ لا يفرق الإرهاب بين مواطن سعودي أو وافد أجنبي مسلماً كان أو غير مسلم. وانطلاقاً من تعاليم الإسلام التي تحرم كل أشكال الاعتداء على الأنفس المعصومة والمعاهدين والمستأمنين الذين يفدون إلى المملكة، تأتي أحكام القضاء في الذين أزهقوا أرواح المواطنين أو الوافدين بغض النظر عن جنسياتهم أو أديانهم تعكس عدالة القضاء ونزاهته، وفي نفس الوقت يكون ردعاً لكل من تسول له نفسه الاعتداء على الأنفس المعصومة أو ترويع الآمنين أياً كانت جنسياتهم. ردع المعتدين وإنصاف أُسر القتلى مهما كانت جنسياتهم دليل على قدرة الدولة و حزمها وتشير التقارير إلى الحوادث الإرهابية التي تعرضت لها المملكة خلال الأربعة عقود الماضية تجاوزت 100 عملية إرهابية راح ضحيتها عدد من المواطنين والوافدين من جنسيات أميركية أو أوروبية أو آسيوية، ولا تزال يد الإرهاب تحاول ان تفتك بالأرواح وتسفك الدماء وتمارس كل انواع الإفساد في الأرض، وستظل العمليات الاجرامية الارهابية التي اودت بحياة الأبرياء المشاهد الأسوء في أذهان ذويهم وأقاربهم والعالم أجمع الذين رأوا بعينهم بشاعة المناظر وسط دموع الاطفال وبكاء النساء، إذ ان هذه الاحداث الاجرامية لمت شمل العالم أجمع لمواجهة هذا السرطان القاتل الذي يهدد الإنسانية لمحاربته بكل الوسائل وهذا ما عملت عليه المملكة في جميع الجوانب الامنية والفكرية لتصدي لهذه الآفة الخطيرة. وفيما يلي رصد سريع للعمليات الإرهابية التي استهدفت رعايا أجانب ففي 14 نوفمبر 1995م استهدفت احدى العمليات الاجرامية مكتب تطوير وتدريب الحرس الوطني السعودي في شارع الثلاثين بالعليا أودى بحياة (6) قتلى خمسة منهم أمريكيون وواحد فلبيني و60 جريحاً، وفي 25 يونيو 1996م وقع انفجار لسيارة ملغومة أما مبنى تابع لوزارة الدفاع والطيران يسكنه أجانب أودى بحياة 19 جميعهم من الجنسية الأميركية و386 جريحاً. وفي 17 نوفمبر 2000 انفجرت سيارة في حي العليا بالرياض وقتل بريطاني وأصيبت زوجته البريطانية بجروح طفيفة، وفي 22 نوفمبر 2000 انفجرت سيارة أخرى في الرياض وجرح ثلاثة بريطانيين، وتوالت بعد ذلك عمليات الاستهداف للرعايا الاجانب حيث أصيب بريطاني بجروح في يده وبعض أجزاء من جسمه إثر انفجار عبوة ناسفة وضعت على الزجاج الأمامي لسيارته في أواسط شهر ديسمبر من عام 2000، كما وقع انفجار أمام محل تجاري لبيع الساعات والكماليات بمحافظة الخبر أودى بحياة أميركي وإصابة أربعة بجروح منهم فلبينيان وبريطاني وأميركي إضافة إلى مقتل منفذ العملية الإرهابية 6 أكتوبر 2001م، وفي 20 يونيو 2002 قتل بريطاني في الرياض في حي النخيل بعد انفجار سيارة مفخخة، وفي 29 سبتمبر 2002 قتل ألماني بالرياض في حي السليمانية في انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته، وفي 15 مارس من عام 2003م أصيب مصري وبريطاني بجروح إثر انفجار بالرياض أمام مكتبة (جرير) بشارع العليا العام، وفي 20 مارس 2003م مقتل مقيم بريطاني يعمل في الشركة البريطانية للطيران والفضاء إثر إطلاق النار عليه أثناء توقفه بسيارته عند إحدى الإشارات المرورية بشارع خالد بن الوليد بحي غرناطة شرق العاصمة الرياض. ومن أبرز الاعمال الارهابية كذلك تفجير 3 سيارات مفخخة استهدفت مجمعات سكنية قتل فيها (20) شخصاً وإصابة 194 آخرين، كما شملت الاحداث الارهابية مقتل أميركي أصيب بجروح خطيرة في قاعدة بحرية سعودية في 3 يونيو 2003م والذي كان يعمل بقاعدة الملك عبدالعزيز البحرية بالجبيل، وفي 8 أكتوبر من العام 2003م هزت عدة انفجارات مجمع المحيا السكني في وادي لبن غرب الرياض نتج عنها وفاة 17 شخصاً وإصابة 122 من جنسيات مختلفة، كما قام مسلحون باقتحام أحدى المواقع الصناعية في مدينة ينبع وقتل 5 أشخاص (أسترالي وأمريكيان وبريطانيان) بالإضافة إلى رجل أمن سعودي وإصابة 64 من زملائه وذلك في 1 مايو 2004م، وأيضاً في 29 من شهر مايو من العام نفسه 2004م قام 4 من الإرهابيين من ذوي السوابق الإجرامية بإطلاق نار بصورة عشوائية على مقر إحدى الشركات ومجمع الواحة السكني بمدينة الخبر ونتج عن الحادث وفاة (22) شخصاً وإصابة (25) من جنسيات مختلفة. ومن الأحداث كذلك تعرض سيارة استقلها أمريكيان في طريقهم إلى إسكان البحرية شرق الرياض لإطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة بعيدة ولم يصابا خلالها بأي أعيرة نارية فيما تعرضت سيارتهما ل40 طلقة في 6 يونيو 2004م، وفي نفس اليوم مقتل المصور التلفزيوني الإيرلندي سميون كامبرز وإصابة زميله البريطاني فرانك غراندر مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لشؤون الأمن نتيجة اعتداء غادر بحي السويدي بمدينة الرياض، وفي 8 يوليو 2004م مقتل أميركي يعمل في شركة فيتيل إثر تعرضه لإطلاق نار في منزله بحي الخليج، وأيضاً في 12 يوليو 2004م مصرع مقيم أميركي يعمل في شركة الالكترونيات المتقدمة إثر تعرضه لإطلاق نار في الرياض، بالإضافة إلى الإعلان عن مقتل الرهينة الأمريكي بول مارشال جونسون على أيدي عناصر إجرامية تابعة لتنظيم القاعدة بعد مرور سبعة أيام على اختطافه حدث ذلك في 18 يوليو 2004م، وفي محاولة فاشلة لاقتحام مبنى القنصلية الأميركية في جدة انتهت بمقتل (3) مسلحين وإلقاء القبض على 3 آخرين وسقوط عدد من القتلى من غير الأميركيين، وفي 26 فبراير 2007م مقتل (4) فرنسيين على أيدي مجهولين في منطقة صحراوية على طريق المدينة المنورة – تبوك أثناء عودتهم من رحلة برية برفقتهم ثلاث نساء وطفلان. وشهد العام الماضي 2014 عملية ارهابية ضد الاجانب في 14 أكتوبر قتل فيها أميركي واصيب مرافقه عند توقفهما عند إحدى محطات الوقود بالقرب من استاد الملك فهد شرق مدينة الرياض، وتم القبض على الجاني.
مشاركة :