بكين 28 مارس 2022 (شينخوا) أجرى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الاثنين) مقابلة مع وسائل الإعلام بعد اختتام جولته في باكستان وأفغانستان والهند ونيبال. وقال وانغ إن جولته في جنوب آسيا جاءت في وقت ينتشر فيه تأثير الأزمة الأوكرانية باستمرار ويواجه فيه السلام والتنمية في العالم تحديات جديدة. وأضاف أن الصين شعرت بعمق بالرغبة القوية لدول جنوب آسيا في الحفاظ على السلام والهدوء اللذين تم تحقيقهما بصعوبة بالغة في المنطقة وتسريع التعافي الاقتصادي بعد الجائحة، بالإضافة إلى أمل هذه الدول في تعزيز الاتصالات الاستراتيجية وتعميق التعاون متبادل المنفعة مع الصين. وأوضح أن الزيارة دعمت الصداقة التقليدية بين الصين ودول جنوب آسيا، وعززت التفاهم المتبادل، وعمقت الثقة الاستراتيجية المتبادلة، وأوضحت اتجاهات ومجالات التعاون الرئيسية، وحققت توافقا واسعا بشأن التضامن والتنسيق والتنمية المشتركة في ظل الظروف الجديدة. وخلال جولته، حضر وانغ جلسة مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، وهي المرة الأولى التي توجه فيها الدعوة إلى وزير خارجية صيني لحضور مثل هذا الاجتماع، حيث توصلت الصين والدول الإسلامية إلى توافق مهم بشأن مجموعة واسعة من القضايا. اتفق الجانبان على تعميق التواصل والتنسيق الاستراتيجيين، ومواصلة العمل التضامني في مكافحة كوفيد-19، وتعميق التعاون في إنتاج اللقاحات والبحث والتطوير الدوائي، والبناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق، وتعزيز التواصل والتنسيق بشأن تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وفقا لما قال. وأوضح أن الجانبين اتفقا على أنه من الأمور الملحة للغاية تعزيز تسوية عادلة للقضايا الإقليمية الساخنة، وأنه ينبغي عدم نسيان القضية الفلسطينية أو تهميشها، مضيفًا أن الجانبين على قناعة بأنه من الضروري توجيه وتعزيز الوحدة الشاملة للدول النامية، وتدعيم التعددية الحقيقية، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة، ومعارضة المواجهة بين الكتل، وحماية المصالح المشتركة للبلدان النامية. كما أشار إلى أنه توصل إلى توافق جديد مهم مع الحكومة الباكستانية والقادة العسكريين هناك بشأن تعميق التعاون الاستراتيجي بين البلدين في ظل الظروف الدولية والإقليمية الحالية. وقال وانغ إن الصين وباكستان ستواصلان تعزيز صداقتهما الصالحة لكل الأحوال وأن صداقتهما التقليدية غير قابلة للكسر وصلبة كالصخر، مضيفا أن البلدين اتفقا أيضا على تعميق التعاون الشامل وأن الصين ترحب بمشاركة باكستان على نحو أعمق في نمط التنمية الجديد للصين. كما تعهد البلدان بحماية الإنصاف والعدالة الدوليين، وكذلك اتفقا على ممارسة التعددية الحقيقية، والمعارضة الحازمة لأعمال التنمر التي تمارسها القوى الكبرى، ومقاومة عودة ظهور عقلية الحرب الباردة. تضمنت زيارة أفغانستان ثلاثة أهداف رئيسية، منها تجديد الصداقة التقليدية بين الشعبين، والتعرف على إدارة الحكومة الأفغانية المؤقتة، وتعزيز التفاهم المتبادل وبناء أساس من الثقة المتبادلة مع الجانب الأفغاني من خلال التبادلات المباشرة، وفقا لما قال. وأوضح أن الزيارة تهدف إلى إرسال إشارة واضحة بأن القضية الأفغانية لا تزال مهمة في جدول أعمال السلام والأمن الدوليين الحالي، خاصة بالنسبة للدول المجاورة لأفغانستان، وحث جميع الأطراف على تحمل مسؤولياتها الواجبة ولعب دور بناء في هذا الصدد. وفيما يتعلق بالعلاقات بين الصين والهند، أشار وانغ إلى أن البلدين شريكان وليسا متنافسين، ويتعين أن يساعد كل منهما الآخر على النجاح بدلاً من تقويض بعضهما البعض. وقال إنه يتعين على الصين والهند، باعتبارهما جارتين ناضجتين وعقلانيتين، وضع قضية الحدود في وضع مناسب في العلاقات الثنائية، ويتعين عدم تركها لتحدد - أو حتى تعوق - التنمية الشاملة للعلاقات الثنائية. وخلال زيارة الهند، قال وانغ إنه يشعر بشدة بأن الجانبين ملتزمان بالتوافق المهم الذي توصل إليه زعيما الدولتين وهو "عدم تهديد الدولتين لبعضهما البعض والعمل كفرص لتنمية بعضهما البعض"، وحل المشكلات العملية ذات الاهتمام المشترك بشكل مناسب، ومعالجة وإدارة الخلافات على مر السنين، وتعزيز التنمية المطردة والمستدامة للعلاقات الثنائية. وخلال زيارة نيبال، قال وانغ إن الجانبين اتفقا على أن التفاهم والدعم المتبادلين ليسا فقط تقليد الصداقة بين الصين ونيبال، ولكنهما أيضًا أساس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما اتفق البلدان على تسريع بناء الحزام والطريق، وضمان الوصول السلس لنقاط الدخول عبر البر بين البلدين، ومناقشة التعاون عبر الحدود، والإقامة التدريجية لشبكة الارتباطية متعددة الأبعاد عبر الهيمالايا. وأضاف أن البلدين أكدا مجددا أنهما سيتمسكان بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية وسيقاومان الأحادية وسيعارضان سياسات القوة. وفي إشارة إلى تداعيات الصراع الروسي-الأوكراني عبر العالم، قال وانغ إن التوافق العام للدول المعنية على النحو التالي. يجب تسوية الخلافات سلميا من خلال الحوار، والحرب والعقوبات طرق غير جيدة. كما ينبغي التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وحماية سيادة واستقلال ووحدة أراضي جميع البلدان. على جميع الدول تدعيم رؤية أمن مشترك وشامل وتعاوني ومستدام، وحماية حق جميع الدول في اتباع سياسة خارجية مستقلة، ومعارضة الضغط السياسي والانحياز القسري، وفقا لما قال، مضيفا أنه من الضروري الحفاظ على ما تم تحقيقه بصعوبة من سلام واستقرار وتنمية في المنطقة، ومقاومة إغراء إثارة المواجهة بين الكتل وخلق الاضطرابات والتوتر في آسيا.
مشاركة :