تبوأت المرأة الإماراتية عبر عصور خلت وإلى الآن مكانة لا يستهان بها، على غرار نظيراتها في المجتمعين العربي والدولي. ونحن إذا سردنا قصة نضال وكفاح المرأة الإمارتية من المجحف حصرها في 44 سنة من عمر الاتحاد، فالاتحاد ما كان إلا محطة من محطات كثيرة لعطاء هذه المرأة ومكانتها التي لا يختلف عليها اثنان، بل وكانت المعادلة الأهم في مسيرة البناء والتنمية التي شهدتها دولة الإمارات وهي تنعم في كنف الاتحاد. تمحور دور المرأة الإماراتية خلال مراحل عديدة من تاريخ الإمارات في الأدوار الفطرية التي جبلت عليها المرأة، فكانت الأم ومربية الأجيال ويرجع لها الفضل الكبير في تكوين أجيال ممن اضطلعوا بمهام جسيمة وتقرير مصير أمة بأكملها، ولعل أدوارها داخل الأسرة كانت أكثر تنوعا وصعوبة بالنظر إلى انشغال الرجل الإماراتي قديما لتوفير لقمة العيش وكما هو معروف أن البحر كان مصدر الدخل الأول للأسرة الإماراتية حيث كان يغيب شهورا عن البيت وتتولى هي توفير الرعاية التامة للعائلة. ولقد عملت دائماً على توفير الطعام عن طريق زراعة المنتوجات المختلفة في تربة صحراوية شحيحة، كما حظيت النساء باحترام كبير من قبل المجتمع، امتثالا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، لما كن يقدمنه من فضائل جمّة، فهنّ لسن ربات بيوت أو زوجات فقط، وإنما الركن الأساس في إدارة المنزل. ولقد تعزز دور المرأة الإماراتية في الربع الأخير من القرن الماضي ولا يزال، واكتسب أبعاداً جديدة مع تطور دولة الإمارات، إذ حظيت المرأة الإماراتية بكل التشجيع والتأييد من قبل قيادات دولة الإمارات الذين أيقنوا منذ المراحل الأولى لتكوين الاتحاد على الدور المهم المنوط بالمرأة كونها الحجر الأساس لتقدم أي مجتمع والطرف الأهم في معادلة التنمية والتقدم. الحرف اليدوية تظهر براعة المرأة الإماراتية في تحدي الطبيعة ظل دور المرأة الإماراتية في الجانب المهني في عصر ما قبل النفط منحصرا في بوتقة الاشتغال بالحرف اليدوية، لكن مع التطورات الحاصلة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، أصبح دور المرأة أكثر أهمية ومواكبة لهذه التطورات وطموحها أكثر نضجا وأفقها أكثر تفتحا واتساعا، هذه الأعمال اليدوية كانت ولا تزال تشكل مصدر دخل آخر يضاف إلى دخل الأسرة، بالإضافة إلى أنها تصنع أغلب حاجيات البيت بيدها وبهذا توفر على الرجل وتعينه على مسؤوليات البيت وتريحه في الكثير من أعبائها. من بين أشهر الحرف اليدوية التي برعت وتفننت فيها المرأة الإماراتية من الصناعات المشهورة المعتمدة على سعف النخيل صناعة الخوص حيث كان للمرأة الحظ الأوفر منها، فقسوة الحياة في المجتمع الإماراتي قديمًا دفعت بالمرأة إلى توفير حاجيات أسرتها، ومساعدة زوجها. يصنع من الخوص الحصير، وهو مثل السجاد الذي نعرفه اليوم، ويكون مستطيل الشكل، عليه بعض النقوش الجميلة، وحجمه يكون تبعًا للمكان الذي سيوضع فيه. ويصنع من الخوص أيضا السرود الذي يفرش على الأرض ليتم تناول الطعام عليه. وسجادات الصلاة هي أيضًا إحدى منتجات الحصير، وتتميّز بنقوشها الهندسية البديعة. إلى جانب أسرّة الأطفال حديثي الولاد وصناعة السلال والأقفاص والحبال كانت أيضًا تصنع من الخوص. أبدعت المرأة الإماراتية في الصناعات اليدوية باستخدام "السدو"، وهذا ما يبرز القوة النفسية التي تتمتع بها فالعمل بالسدو يحتاج إلى وقت طويل وصبر كبير، إلى جانب الإبداع في الأشكال الهندسية وتناسق الألوان التي تنسجم مع البيئة الإماراتية. السدو يشبه "النول" المستخدم في صناعة النسيج في بعض البلاد العربية،. استطاعت المرأة الإماراتية أن تبدع الكثير من منتجات السدو وأهمها الخيمة التي كانت السكن الرئيس للإماراتيين قديما. رحلة الكفاح التي عاشتها المرأة الإماراتية قديمًا وجدت من يقدرها؛ فها هي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قرينة - المغفور له بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تقول: "لقد عاش كل إنسان على هذه الأرض تجربة الماضي القريب، حين شاركت المرأة في الكفاح تحت أقصى الظروف، ولا بد لها أن تشارك في ثمار الحاضر والمستقبل. وشهد التاريخ أيضًا للمرأة الإماراتية قديمًا بالدور البارز الذي كانت تقوم به، وقدرتها على صناعة الأجيال التي شاركت فيما بعد في بناء المجتمع الإماراتي الحديث". المرأة في ظل الاتحاد ورعاية الشيخ زايد إن قيام الاتحاد عزز مكانة المرأة وأبرزها، ووضع لها أطرًا قانونية وتشريعية تحقق للمرأة مكانتها، وتؤكد على دورها المحوري في المجتمع.. ومما قاله – المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: "إن ما حققته المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة في فترة وجيزة، يجعلني سعيدًا ومطمئنًا بأن ما غرسناه بالأمس بدأ اليوم يؤتي ثماره، ونحمد الله أن دور المرأة في المجتمع بدأ يبرز ويتحقق لما فيه خير أجيالنا الحالية والقادمة." ولأن دولة الإمارات العربية المتحدة دولة إسلامية عربية خليجية؛ فدستورها نابع من دينها وعروبتها وانتمائها لمحيطها الخليجي... ولأن الإسلام أعزَّ المرأة وأعطاها حقوقها وساواها بالرجل في الكثير من المجالات؛ فكذلك جاء الدستور منصفًا للمرأة معليًا من قدرها. لم تكن مواد الدستور هي وحدها التي مهدت الأرض أمام ابنة الإمارات؛ فقد كانت كلمات المغفور له- بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لعمل المرأة وتشجيعه لها حافزًا للمرأة الإماراتية على المضي قدمًا في طريق العلم والعمل وبناء المجتمع، ولكن هذا التشجيع كان مشروطًا بالتزامها بمبادئ إسلامها، ومن أقواله: "إنني أوافق على عمل لمرأة في أي مكان تجد فيه احترامها ووقارها، وكل موقع عمل تجده مناسبًا لها، عليها ألاّ تتوانى عن العمل به. وكما قلت فإنني أؤيد ما يؤيده الإسلام وأعارض ما يعارضه الإسلام". ومن أقواله أيضًا: "إنني أشجع عمل المرأة في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها، وبما يحفظ لها احترامها، وكرامتها، كأم وصانعة أجيال. ولا بد أن تمثل المرأة بلادها في المؤتمرات النسائية بالخارج؛ لتعبر عن نهضة البلاد، وتكون صورة مشرقة لنا ولمجتمعنا، ولديننا الذي أعطاها كافة الحقوق". ومن آمال الأب الحاني لابنته الإماراتية: "أملي في اليوم الذي أرى فيه الطبيبة والمهندسة والدبلوماسية بين فتيات الإمارات.. كما انني أتطلع إلى اليوم الذي أرى فيه فتاتنا وهي تقوم بواجبها وتلعب الدور الذي لعبته الفتيات العربيات في الدول الشقيقة". تمكين المرأة والمشاركة السياسية.. أمل القبيسي مثالاً انتخبت في 18 نوفمبر من السنة الجارية معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة للمجلس الوطني الاتحادي للفصل التشريعي السادس عشر في دولة الإمارات العربية المتحدة خلفا لمعالي أحمد بن محمد المر، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة، ان سيدة ترأس مجلسا وطنيا في دولة عربية، وذلك عقب تصويت أجراه أعضاء المجلس الاتحادي في الجلسة الافتتاحية التي حضرها صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الاتحادي الأعلى حكام الإمارات وأصحاب المعالي والسعادة أعضاء الحكومة الإماراتية وأعضاء المجلس الوطني. وأمل عبدالله القبيسي هي أول إماراتية تصل لقبة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات عبر انتخابات تشريعية، كما أنها الخليجية الأولى التي تصل للبرلمان عبر صناديق الاقتراع. وقد كانت أيضا أول إماراتية تترأس جلسة المجلس الوطني السادسة التي انعقدت في يناير 2012. سجلت أمل القبيسي في 16 ديسمبر عام 2006 أول فوز نسائي في الانتخابات المحلية التي كانت أيضا تجرى للمرة الأولى في الإمارات. وقد احتلت بذلك المرتبة الثالثة بين الفائزين الأربعة، مما يشير إلى تحقيق إنجاز تاريخي للمرأة الإماراتية داخل المجتمع الذي يحترم كفاءتها وعطاءها. حصلت أمل القبيسي في عام 2007 على جائزة الشرق الأوسط للتميز للقيادات النسائية كأهم شخصية نسائية ذات إنجاز سياسي قيادي. كما حصلت أيضاً على جائزة راشد للتفوق العلمي عام 2000. وقد تم تكريمها في الكويت من خلال احتفالية المرأة العربية، وأيضاً من خلال جامعة الدول العربية. لقد نص دستور دولة الإمارات على أن المرأة تتمتع بكامل الحقوق التي يتمتع بها الرجل، كما اشتمل على بنود تؤكد مبدأ المساواة الاجتماعية، وأن للمرأة الحق الكامل في التعليم والعمل والوظائف مثلها مثل الرجل، كما تبنى الدستور كل ما نص عليه الإسلام في ما يخص حقوق المرأة ومسألة توريثها وتمليكها، وهو ما كان معمولا به أصلاً قبل قيام الاتحاد، وجاء الدستور ليؤكده. تتقدم المجتمعات الإنسانية إذا استثمرت طاقات كل فرد فيها؛ ورعاية المرأة وتمكينها أحد أبرز المعايير التي تدل على تقدم المجتمع وتطوره. وقد شهد العالم لدولة الإمارات العربية المتحدة بالتقدم والتطور؛ فمن خلال الإحصائيات احتلت الإمارات مكانة متميزة في تمكين المرأة؛ فهي: تمثل ثلثي العاملين في القطاع الحكومي، وتشغل الآن مناصب عليا في جميع قطاعات المجتمع..القضاء، والسلك الدبلوماسي، والشرطة، والجيش، والأعمال والتمويل. وعلى الصعيد السياسي تتمثل المرأة بأربعة مقاعد في مجلس الوزراء. كما تم تعيين 7 نساء في المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان الإماراتي). وتحتل إنجازات الإمارات في تمكين المرأة المرتبة الثامنة والثلاثين من بين 187 دولة في مؤشر التنمية المتعلق بالجنس التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2011. ولا يخفى على أحد تبني صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، لقضية المرأة، وهو يعرف باحترامه البالغ لمجتمع نساء الإمارات وبدعمه المتواصل لهن. ولقد وجّه سموه إلى استحداث مشروع جديد لتعزيز مشاركة المرأة في الدوائر الحكومية، عرف بمشروع "انطلاق". وتعزيزاً لما قام به مؤسس دولة الإمارات الحديثة؛ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في 1 نوفمبر من العام 2004 بإصداره مرسوماً اتحادياً بتعيين لبنى القاسمي وزيرة للاقتصاد والتجارة كأول امرأة إماراتية تشغل منصباً وزارياً، تم تسريع العملية السياسية بعد تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئاسة الحكومة الاتحادية عبر انتخاب أمل الكبيسي كأول عضو نسوي في المجلس الوطني الاتحادي العام 2006، ليكمل شيوخ الإمارات هذا التوجه بتعيينهم ثماني نساء أعضاء في الهيئة البرلمانية من بين حصة إماراتهم من النواب العشرين المعينين، ليصبح المجلس الوطني الاتحادي الحالي يضم تسع نساء من بين أربعين عضواً. وتصديقاً لثقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأهمية دور المرأة في العملية التنموية، أمر سموه بتعيين مريم الرومي وزيرة للشؤون الاجتماعية في فبراير 2006، ليتبعها في 17 فبراير 2008 بتعيين ريم الهاشمي والدكتورة ميثاء سالم الهاشمي وزيرتي دولة، ليرتفع بذلك عدد الوزيرات في الحكومة الاتحادية إلى أربع من أصل 22 وزيراً. المرأة الإماراتية تجني ثمار مسيرة الاتحاد المرأة في الإمارات الآن، امرأة واعية متعلمة، جنت ثمار التطوير في ربع القرن الأخير، وأصبحت طموحاتها لا تحدها حدود، وبدأت تتطلع إلى الدراسات العليا والتخصصات الدقيقة، إذ أصبح لافتاً للنظر أن النساء يمثلن العدد الأكبر من طلاب جامعة الإمارات وكليات التقنية العليا، وقد انعكس كل هذا على رفد واقع العمل بنسبة متنامية من النساء، حيث تضاعف عدد الموظفات أربع مرات في الفترة ما بين عامي 1980 و1990، بما نسبته 5.03% و16.03% على التوالي، ليبلغ العام 2010 حوالي 100 الف مواطنة عاملة في المجالات كافة. وعلى الرغم من أن معظم الموظفات يعملن في القطاع العام، وبخاصة بدوائر الصحة والتعليم والخدمات، إلا أن ذلك لا ينفي وجود نسبة من المتخصصات في الهندسة والعلوم والإعلام وتكنولوجيا المعلومات والقانون والتجارة وصناعة النفط، يعملن في قطاعات أخرى، إذ لوحظ إقبال نسوي إماراتي مؤخراً على الوظائف في الشرطة والجيش. تعد المواطنة الإماراتية فاطمة علي سعيد سالم الخروصي من بين النساء الإماراتيات اللائي نجحن في الجانب المهني ومرآة عاكسة عن مدى ثقة القيادة الإماراتية فيهن وتمكينهن من المناصب القيادية الرفيعة، فالخروصي أوّل امرأة إماراتية تتولى منصب مدير مطار في الخارج، فهي تشغل حالياً منصب المدير المناوب للعمليات في اليابان في شركة الاتحاد للطيران الناقل الوطني الإماراتي. حيث أوكلت لها مهمة الإشراف على العمليات التشغيلية للشركة في مطار تشوبو سنتراير الدولي وتعزيز سلاستها ومتابعة الرحلات اليومية التي يتم تشغيلها بين العاصمة أبوظبي وناجويا بعدما عملت في الكثير من المدن، مثل الدوحة ولندن ومانشستر وسنغافورة وفيتنام والكويت وسيدني، قبل العمل في ناجويا. وأكدت الخروصي إلى أن أجمل ما تراه في وظيفتها أنها ليست محصورة في الجلوس وراء مكتب طوال اليوم، وأنّها عندما تأتي إلى عملها كلّ يوم لا يمكنها أبداً أن تتوقع ما سيحمله ذلك اليوم من أحداث. وحول الرسالة التي توجهها للأجيال المقبلة من المواطنين الإماراتيين، قالت الخروصي: "أقول لهم: توقّعوا غير المتوقّع، الفرص لا تأتيكم وأنتم جالسون في أماكنكم، بل عليكم أن تعملوا بجدّ، وأن توجدوا الفرص لأنفسكم بأنفسكم، ولا تستسلموا أبداً". ومازالت المرأة الإماراتية بفضل دعم القيادة الرشيدة في مختلف مراحل مسيرة تقدمها سباقة في نكران الذات والولاء للوطن والاستعداد للتضحية والفداء مما جعل منها نموذجا رياديا في المنطقة يستحق هذا الشرف الرفيع. حيث أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حول أهمية دور المرأة في المجتمع قائلا:"لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكان اللائق بها يجب ألا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها للنساء الحق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز بما يتناسب مع قدراتهن ومؤهلاتهن". المرأة الإماراتية تتفوق في السلك العسكري تحظى المرأة الإماراتية بتقدير القيادة الإماراتية الرشيدة ودعمها المتواصل بدءا من قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من شهر ديسمبر عام 1971، فقد كان القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" باني نهضة الإمارات حريصا على دعم المرأة وتمكينها وإزالة جميع المعوقات التي تقف حائلا أمام تقدمها والاعتراف بحقوقها. كما ظلت هذه الرؤية الحكيمة والقيادة الرشيدة متعمقة ومتجذرة في فكر ونهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، فعزز دعم المرأة من خلال إطلاق برامج طموحة وفتح أمامها آفاقا واسعة، لتكون شريكا أساسيا مع أخيها الرجل في مختلف مجالات العمل الوطني وتبوأت أرفع المناصب السياسية والتنفيذية والتشريعية ومختلف مناصب القيادة العليا التي تتصل بوضع الاستراتيجيات واتخاذ القرار. وأثبتت المرأة الإماراتية ومازالت تثبت يوما بعد آخر كفاءتها وتميزها في كل ما تولته من مهام وأوكل إليها من مسؤوليات وأكدت حضورها القوي وعطاءها الفاعل والمتميز في خدمة وطنها في مختلف مجالات العمل بما في ذلك مشاركتها في صفوف القوات المسلحة والخدمة الوطنية والشرطة والأمن. ويعود انضمام فتاة الإمارات إلى صفوف القوات المسلحة إلى نحو عقدين ونصف العقد من الزمان بفضل الرؤية الثاقبة للراحل المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" ورعاية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إطار الاستراتيجيات التي تم تنفيذها لبناء القوات المسلحة وتطويرها وتحديثها لتكون في طليعة الدول الحديثة والمتقدمة في العالم حيث تم تأسيس "مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية". ولتمكين المرأة الإماراتية في الجانب العسكري استحدث هيئات عسكرية خاصة لنساء الإمارات، سميت بأسماء الفارسات العربيات المجيدات، من أمثال خولة بنت الأزور، وتشرف كلية خولة بنت الأزور العسكرية على تدريب النساء اللواتي بدأت أفواجهن تتوالى منذ العام 1992، الذي شهد تخرج 59 امرأة، بعد دورة تدريبية استمرت ستة شهور، تضمنت، إلى جانب التعليم النظري، تدريباً عسكرياً منتظماً. ويمكننا القول إن المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة مضطلعة بدورها على أكمل وجه، وانها استطاعت أن تواكب كل التطورات التي شهدتها البلاد، وانها حظيت بكل الدعم من المغفور له الشيخ زايد، ومن لدن حرمه. كما تحظى بالدعم الكبير من قبل سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يصر دائماً على أن المرأة نصف المجتمع وأن النساء في كثير من الأحيان يقدمن أكثر مما يقدم الرجال. ولقد ذكر سموه في الحوار المفتوح عبر الإنترنت بتاريخ 11 نوفمبر 2001 أنه ربما تراجع دور المرأة في القديم عن دور الرجل، إلا أن المرأة اليوم ترتقي إلى أعلى المستويات، ولها القدرة على تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها المجتمع، وأنها ستستمر في الارتقاء بدورها لتبلغ كل أهدافها. وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بهذه المناسبة، "إن المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة تحظى باهتمام خاص من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتعمل حكومته برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، على ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان التي أقرها الدستور وضمنتها التشريعات الوطنية والدولية التي صادقت عليها الإمارات وهي تعمل ليل نهار على إسعاد مواطنيها وتوفير كل متطلبات الحياة لهم من رعاية وحماية ومشاركة". وفيما يتعلق برؤية سموها بالتركيز على المرأة في الخدمة العسكرية في أول احتفال ب "يوم المرأة الإماراتية" رغم اهتمام سموها بالمرأة في مختلف المجالات ومواقع العمل، أكدت سموها: "إن النجاح المنقطع النظير الذي حققته المرأة الإماراتية في مجالات عديدة لم يقف عند حد وكما كانت شريكا للرجل في كل المجالات فأصبح لزاما عليها أن تدافع عن هذا النجاح وأن تنضوي تحت لواء الخدمة العسكرية للذود عن الوطن الذي وفر لها كل شيء، وسيكون الاحتفال ب "يوم المرأة الإماراتية" فرصة للاحتفاء بالمرأة الإماراتية المنضوية في صفوف القوات المسلحة تقديرا وتثمينا لدورها البطولي وتضحياتها وعطاءاتها النبيلة والشجاعة في هذا الميدان". أمهات الشهداء وجه آخر لعملة واحدة. نوهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بتضحيات أمهات شهداء الإمارات، وقالت: "إننا ندرك حجم التضحيات الملقاة على عاتق المرأة تجاه وطنها الغالي وإننا لنشاطرها الهم نفسه فقد قدمت وتقدم دماء أبنائها الزكية خالصة وفداء للوطن وحماية له وصونا لترابه.. إنهم شهداء الوطن الأبناء البررة والتي ستبقى ذكراهم وسيرتهم العطرة خالدة ومحفورة في ذاكرة تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ننحني أمامهم إجلالا وإكبارا وتقديرا لتفانيهم ولصبر أمهاتهم وبذلك تسطر المرأة الإماراتية أروع الأمثلة في التضحية والوفاء ونكران الذات". وقالت "إننا في يوم الثامن والعشرين من أغسطس من عام 2015 المخصص للاحتفال الأول بيوم المرأة الإماراتية نجعله يوما تاريخيا لأمهات الشهداء اللاتي قدمن أرواح أبنائهن رخيصة لتراب الوطن كما نجعله للمرأة الإماراتية العسكرية المتفانية في خدمة وطنها والتي تخلت عن الراحة والرفاهية لتحمل هم وطنها على أكتافها وتقدم روحها فداء للوطن، هذه النماذج من النساء يرقى بها الوطن وتبقى رايته مرفوعة وخفاقة بين الأمم وهن وسام شرف نضعه على صدورنا فلهن كل التحية والتقدير والثناء". المرأة الإماراتية بعيون غربية منذ إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تحقق مكاسب تلو الأخرى في مجال المساواة بين الجنسين آخذة بعين الاعتبار المستجدات والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الساحتين الاقليمية والدولية وتأثيرهما على وضع المرأة وتقوم الإمارات بإجراء مراجعة شاملة دائمة لواقع المرأة الإماراتية بالمقارنة مع مسارات دولية مختلفة لا سيما مسار المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة لعام 1995م وتقييم عملية الأهداف الإنمائية الألفية وإعداد أجندة الأمم المتحدة للتنمية لما بعد العام 2015 ومسارات التنمية المستدامة والمؤتمر الدولي للسكان لما بعد عشرين عاما. حيث استحوذت مكانة المرأة في الإمارات على أنظار المهتمين بقضايا المرأة؛ فها هي مجلة (أورينت) الألمانية تشيد بالإنجازات التي حققتها المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة. هذه الإنجازات تبرز جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في تمكين المرأة في مجتمعها. وفي تقرير أعدته الألمانية باربرا شوماخر عن أوضاع المرأة في الإمارات ذكرت نماذج عن نجاح المرأة الإماراتية في التأقلم مع الحياة العصرية، وحرصها في الوقت نفسه على التمسك بجذورها الاجتماعية وتقاليد مجتمعها". ونوهت باربرا إلى تصدر الإمارات، دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث تقدم لمرأة، مشيرة إلى أن المرأة في الإمارات تشغل نسبة 59 في المئة من وظائف القطاع الحكومي و22 في المئة من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي، وتحدثت عن الدعم الذي تلقاه المرأة من أجل المشاركة في الانتخابات والحياة السياسية، لافتة إلى تزايد الاهتمام بإشراك المرأة في بناء المجتمع والدولة، وتوسيع نطاق المشاركة حتى أصبحت تشمل جميع الفئات والشرائح.. ورصدت باربرا دور المرأة الإماراتية في مجتمع الأعمال لافتة إلى وجود مجالس أعمال سيدات تنضوي تحت لواء غرف الصناعة والتجارة في الإمارات مثل مجلس سيدات الأعمال في أبوظبي الذي يضم أكثر من 12 ألف عضو".
مشاركة :