صفعة سميث تنعش مشاهدات الأوسكار لكنها ربما تكلفه الكثير

  • 3/29/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لوس انجليس (كاليفورنيا) - استقطب  احتفال توزيع الأوسكار مساء الأحد أكثر من 15 مليون مشاهد أميركي، في أرقام ساعدت في تحقيقها صفعة وجهها الممثل ويل سميث للفكاهي كريس روك، لكنها ربما تكلفه في نفس الوقت جائزة افضل ممثل. وولحادثة فضل كبير في تمكن منظّمي الأوسكار من تحقيق هدفهم المتمثل في إنعاش نسب المتابعة التلفزيونية لاحتفال توزيع الجوائز السينمائية بعد التراجع الذي شهده في السنوات الأخيرة. وأظهرت نتائج أولية أوردتها قناة ABC التي وفّرت نقلاً حياً للاحتفال تسجيل قفزة مهمة على مستوى أرقام المشاهدين مقارنةً باحتفال العام الفائت الذي بلغ عدد مشاهديه أدنى مستوى على الإطلاق هو 9,85 ملايين مشاهد. ومع أنّ عدد المشاهدين بلغ 15,36 مليوناً مساء الأحد، لا يزال هذا الرقم متدنياً بمقارنة بالسنوات السابقة، إذ هو ثاني أسوأ أداء لجوائز الأوسكار منذ بدء النقل التلفزيوني المباشر الحدث. وساهمت صفعة سميث لكريس روك في زيادة الإقبال على مشاهدة الحفلة عبر الشاشة بشكل كبير. وقال مارك مالكان من مجلة "فارايتي" المتخصصة "هل أكاديمية الأوسكار بحاجة إلى هذا النوع من الدعاية؟ كلا، على الإطلاق، لا يرغبون في دعاية تًظهر وجود عنف في الأوسكار". وأضاف "مع ذلك، هل يتحدث الناس أكثر عن الأوسكار؟ طبعاً، لست واثقاً من أنهم يريدون أن يتحدث الناس عنهم بهذه الطريقة". وسرعان ما انتشرت عبر مواقع التواصل صور تظهر سميث وهو يصفع روك بعدما أطلق الأخير دعابة عن الرأس الحليق لزوجة سميث جادا بينكيت التي سبق لها وأن تحدثت علناً عن تساقط الشعر الذي تعاني منه بسبب إصابتها بداء الثعلبة. وساد الذهول الجمهور الموجود في القاعة والمشاهدين الذين تابعوا الأمسية من منازلهم. وصاح سميث (53 عاماً) بمقدّم الاحتفال بعدما عاد للجلوس بجانب جادا "دع اسم زوجتي بعيداً من فمك اللعين". وغزت الاثنين صور ميم ساخرة ومقاطع فيديو معدلّة وتعليقات كثيرة شبكات التواصل الاجتماعية، أثنى عدد منها على الصفعة فيما دعم بعضها كريس روك. وتلاقى هذا الانتعاش في عدد المشاهدين مع الأرقام التي سجّلها في أيلول/سبتمبر الفائت احتفال توزيع جوائز إيمي ةوتلك التي حققها احتفال توزيع جوائز نقابة الممثلين الأميركيين. وأدّت جائحة كوفيد-19 عام 2021 إلى تنظيم عدد كبير من الحفلات والمهرجانات ضمن مجموعات صغيرة أو افتراضياً، الأمر الذي لم يثر حماسة كبيرة لدى الجمهور. وفي العام الماضي، سجل احتفال توزيع جوائز الأوسكار انخفاضاً في عدد المشاهدين فاق الخمسين في المئة مقارنة بـ23,6 مليون متفرجاً شاهدوه عام 2020. وتأثر النقل التلفزيوني التقليدي للاحتفال سلباً جراء تنامي الإقبال من الشباب خصوصاً على الشبكات الاجتماعية ومنصات الفيديو على الطلب. سميث يعتذر لكن الاوان ربما يكون قد فات وكتب سميث عبر حسابه على إنستغرام "كريس، أودّ أن أعتذر منك علناً. ما فعلته لم يكن مناسباً وقد أخطأت". اضاف سميث "تصرفي مساء أمس في حفلة الأوسكار غير مقبول ولا يغتفر. النكات التي تتناولني جزء من عملي، لكنّ نكتة تتعلّق بمشكلة جيدا الصحّية كانت أمراً تخطّى الحدود بالنسبة لي وكان ردّ فعلي عليه عاطفياً". كذلك اعتذر سميث من المنظمين ومن جميع الذين رأوا ما حصل. وأتى اعتذار سميث بعيد إعلان "الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها"، الجهة القائمة على جوائز الأوسكار، أنّها فتحت تحقيقاً رسمياً في الواقعة. ودانت الأكاديمية في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "تصرفات سميث خلال حفلة الليلة الماضية". وأضافت الأكاديمية "لقد بدأنا تحقيقاً رسمياً"، مشيرة إلى أنها ستدرس الخطوات الواجب اتخاذها في ضوء انظمتها "وقانون ولاية كاليفورنيا". ما هي الإجراءات التي يُحتمل أن يواجهها سميث الذي فاز بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم "كينغ ريتشارد" حيث يؤدي شخصية والد ومدرب بطلتي التنس سيرينا وفينوس وليامس. ودعا البعض أكاديمية الأوسكار إلى تجريد سميث من جائزته، لكن الممثلة ووبي غولدبرغ، وهي من مسؤولي الأكاديمية، استبعدت اتخاذ أي قرار من هذا القبيل. وقالت في تصريح تلفزيوني "أنا متأكدة من أن ثمة عواقب، لكنني لا أعتقد أن هذا ما سيفعلونه،وخصوصاً أن كريس" أعلن أنه لن يتخذ صفة الادعاء. كذلك يبدو أن لا توجه لأي ملاحقة على المستوى الجنائي أيضاً، نظراً إلى عدم تقدّم كريس روك باي شكوى، على ما أشارت شرطة لوس أنجليس مساء الأحد. من هذا المنطلق، لن يكون ويل سميث عرضة إلا لعقوبات تأديبية، يمكن أن تتراوح وفقاً لمدونة قواعد السلوك الخاصة بالأكاديمية من التوبيخ البسيط إلى الطرد. "خسر الفرصة"  وجاءت العقوبة الأولى للممثل من الشبكات الاجتماعية التي استنكر عبرها الكثيرون لجوء سميث إلى العنف. وصدرت الإدانة الأقوى عن الممثل والمخرج الأميركي جود أباتاو في تغريدة حذفها لاحقاً لكنّ الممثلة الكوميدية ميا فارو أعادت نشر مضمونها، وقد جاء فيها "كان من الممكن (لويل سميث) أن يتسبب بمقتل (روك). لقد فقد السيطرة على غضبه وعنفه (...). لقد فقد عقله". أما نجم فريق "غولدن ستايت ووريورز" لكرة السلة في سان فرانسيسكو ستيفن كاري فقال إنه لا يزال "في حالة صدمة، مثل الجميع". أما الكاتبة البريطانية ذات الوالد النيجيري برناردين إيفاريستو فرأت عبر تويتر أن ويل سميث الذي اصبح "خامس أسود فقط خلال نحو مئة عام والأول منذ 16 عاماً يفوز بجائزة الأوسكار عن دور رئيسي"، خسر فرصة ليكون مثلاً أعلى وخصوصاً للأميركيين من أصل أفريقي، لكونه "لجأ إلى العنف بدلاً من استخدام قوة الكلمات لهزيمة كريس روك". واضافت "ومن ثم يقول إن الله والحب جعلاه يفعل هذا". أما ريتشارد ويليامس، والد بطلتي كرة المضرب سيرينا وفينوس ويليامس، والذي يجسّد ويل سميث شخصيته في فيلمه، فأكد بلسان نجله إنه ليس مع "أي عنف ضد أي شخص"، بحسب محطة "إن بي سي" التلفزيونية. كذلك اعتذر ويل سميث عبر إنستغرام من "آل ويليامس" وفريق الفيلم. إلا أن بعض المشاهير أبدوا تأييدهم لويل سميث. وعلّق مغني "وان دايركشن" السابق ليام باين بقوله لصحافيين "أعتقد أنه مهما فعل، لديه الحق في القيام بذلك". أما النائبة عن ولاية ماساتشوستس أيانا بريسلي المنتمية إلى الحزب الديموقراطي فشكرته في تغريدة ما لبثت أن حذفتها. وكتبت "أهنئ جميع الأزواج الذين يدافعون عن زوجاتهم المصابات بالثعلبة في وجه الجهل والشتائم اليومية". ودافعت الممثلة تيفاني هاديش عن ويل سميث قائلة لمجلة "بيبول" "هذا ما يفترض أن يفعله الزوج، وهو حماية الزوجة، حمايتك".

مشاركة :