استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس، السلطان حسن البلقية معز الدين، سلطان بروناي دار السلام، على هامش أعمال القمة العالمية للحكومات 2022، المنعقدة في مقر «إكسبو 2020 دبي»، التي يشارك السلطان حسن البلقية في أعمالها بإلقاء كلمة رئيسة. ورحّب سموه بسلطان بروناي والوفد المرافق، في مستهل اللقاء الذي حضره سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، حيث تناول اللقاء بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، انطلاقاً من عمق الروابط الأخوية بين البلدين والشعبين الصديقين، المرتكزة على أساس متين من توافق وجهات النظر حول مجمل القضايا الحيوية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن اعتزاز دولة الإمارات بعلاقاتها التاريخية مع سلطنة بروناي، وحرصها على توسيع قاعدة التعاون في مختلف المجالات، لاسيما الاقتصادية والثقافية، بما يستدعيه ذلك من السعي المشترك لاكتشاف مزيد من الفرص التي من شأنها الارتقاء بمستقبل التعاون بين البلدين نحو مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية. وتطرق اللقاء إلى بحث أهمية العمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وإشراك القطاع الخاص، وتشجيع المستثمرين في الجانبين على تفعيل جسور التعاون وبناء المزيد منها، خصوصاً في مجالات السياحة والخدمات المالية والزراعة، وغيرها من القطاعات الاقتصادية الرئيسة، بما يزيد من أثر التعاون في دعم أهداف التنمية المستدامة للبلدين. وناقش الجانبان الأهداف الطموحة للقمة العالمية للحكومات، التي تسعى من خلال المشاركة النوعية التي استقطبتها هذا العام إلى إحداث فارق إيجابي ملموس في حياة الشعوب، من خلال استشراف متطلبات التنمية على مدار المرحلة المقبلة، وإيجاد الحلول والأفكار التي يمكن من خلالها تطوير النموذج الأمثل للعمل الحكومي الذي يخدم صنع مستقبل أفضل للإنسان، من خلال رصد أبرز التحديات العالمية، سواء الراهنة أو المحتملة، والكيفية التي يمكن بها تعزيز قدرة الحكومات على استباق التغيرات المتسارعة، والاستعداد لها بابتكار حلول ترقى بحياة المجتمعات. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر صفحته على «تويتر» أن «ضمان الاستقرار المالي الدولي هو ضمان لاستقرار العالم.. ولابد من فصل جهود التكامل المالي الدولي عن الخلافات السياسية». وكانت أعمال القمة، انطلقت أمس، في مركز دبي للمعارض في «إكسبو 2020 دبي». وأكد وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، محمد عبدالله القرقاوي، في الكلمة الافتتاحية، أن الأهداف الأساسية للقمة العالمية للحكومات، تجيب عن أسئلة المستقبل، وتستشرف أهم التطورات في عالمنا، اقتصادياً وعلمياً وتقنياً وسياسياً، وتقريب المسافة بين الحكومات وما ينتظرها من تطورات وتغيرات قادمة في المستقبل، مشيراً إلى أن هدفها مع نهاية أعمال دورتها الحالية سيتمثل في محاولة معرفة بعض الإجابات، ومساعدة الحكومات على تحديد الأولويات ورصد التحديات. كما أكد أن القمة تسعى لتوضيح الصورة، وإبراز الفرص، وكشف التحديات التي يحملها المستقبل في موضوعات أمن الطاقة، ومستقبل التغيرات المناخية، والتطوير الحكومي، والثورة الجديدة في العملات المشفرة، ودور البنوك المركزية. وتطرق إلى ثلاث قراءات استشرافية للمستقبل، الأولى أن سرعة التغيير القادمة أكبر بكثير مما نتوقع، والثانية أنه لا وجود لمسلّمات عند التعامل مع المستقبل، والثالثة أن شراكات الحكومات مع الشركات في المستقبل ضرورة وليست ترفاً. وقال القرقاوي إن «ما حدث في السنوات الـ10 الماضية من تطورات علمية واقتصادية واجتماعية وتقنية يفوق ما حدث في 100 سنة مضت، وما حدث في آخر عامين يفوق ما حدث في السنوات الـ10 التي سبقتهما، والقادم سيكون أسرع بكثير». وأضاف أن «الاقتصاد الرقمي تضاعف ثماني مرات في آخر عامين، ليصل إلى أربعة تريليونات دولار، كما تضاعف التعليم عن بُعد 11 مرة في آخر عامين، وزاد التطبيب عن بُعد بنسبة 154%، فيما سيبلغ حجم السوق الخاصة به 400 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وستتضاعف أعداد الأجهزة المتصلة بالإنترنت من 26 مليار جهاز بنهاية العقد الماضي إلى 50 مليار جهاز في عامين فقط». وأضاف: «كان الاعتقاد أن التحالفات الاستراتيجية العالمية، والالتزامات القانونية الدولية، والقيم المشتركة بين الأمم، من المسلّمات.. لتنقلب الموازين فنرى في عام 2022 حرباً في قلب أوروبا، وموجات من ملايين اللاجئين. كنا نعتقد أن العالم استقر عبر اتفاقيات ومعاهدات في مجالات أمن الطاقة ومستقبلها، وها نحن اليوم أمام أسئلة أكثر من الإجابات في هذا المجال». وقال: «ظلت الحكومات بشكلها الحالي عبر مئات السنين الأداة الرئيسة لتطوير المجتمعات، وقيادة عجلة النمو، لكن جزءاً كبيراً جداً من التطورات والتغيرات التي تشهدها المجتمعات الإنسانية اليوم يقوده القطاع الخاص». وأضاف القرقاوي: «كان تطوير شبكات وأدوات النقل، وحتى استكشاف الفضاء، حكراً على الحكومات، واليوم نرى القطاع الخاص يعمل على تصنيع مركبات فضائية، كلفتها تبلغ عُشر الكلفة التي كانت تنفقها الحكومات، ويمكن أن نقول الشيء ذاته أيضاً عن الطاقة الجديدة، وعن التعليم، وغيره». وتابع أنه: «لابد من علاقة راسخة بين الحكومات والشركات لإحداث توازن بين مصلحة المجتمعات ومصلحة الشركات، حتى نحافظ على تماسك وأمن المجتمعات العالمية». واستعرض محطات فارقة في تاريخ القمة التي نجحت في استشراف تحولات عالمية جذرية. وذكّر باستشراف القمة العالمية للحكومات في دورة عام 2018 مستقبل الأوبئة، لافتاً إلى أن الاستشراف، وتعزيز الجاهزية للتحديات مثّل العنصر الأهم في معادلة الحكومات التي نجحت في اختبار «كوفيد-19». وتطرق إلى استشراف القمة في دورة عام 2016 مستقبل تكنولوجيا التعاملات المالية (البلوك تشين) والعملات الافتراضية والمشفرة، وتوقعت لها نمواً هائلاً. وقال: «اليوم تحاول الحكومات أن تتعايش مع واقع وجود أصول مشفرة، تبلغ قيمتها تريليوني دولار حول العالم». نائب رئيس الدولة: • «لابد من فصل جهود التكامل المالي الدولي عن الخلافات السياسية». الميتافيرس قال رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، محمد القرقاوي، إن القمة العالمية للحكومات استضافت، منذ سنوات عدة، حواراً حول تقنيات الواقع الافتراضي، مع رائد الأعمال العالمي إيلون ماسك، واليوم أصبحت تقنيات الميتافيرس، وإمكاناتها الهائلة، وتطوراتها السريعة، حديث العالم، وسط توقعات أن يبلغ حجم هذا القطاع 800 مليار دولار، خلال العامين المقبلين. وتابع القرقاوي: «في هذه القمة عام 2013، كانت لدينا نسخة مصغرة من متحف المستقبل. وقبل أسابيع، افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، متحفاً دائماً للمستقبل». وأكد ضرورة التنبه للتحديات التي تحملها موجة التغيير الجديدة، التي تشمل آثارها تضاعف التضخم في دول العالم أربع مرات في آخر عامين، وتضاعف الكوارث الطبيعية عما كانت عليه في العقود الماضية ثلاثة أضعاف، بسبب التغيرات المناخية، ما يؤكد أن دراسة المستقبل أصبحت أكثر أهمية للحكومات، وأن مرونة الحكومات وقدرتها على مواكبة المتغيرات أصبحت ضرورة أكثر من أي وقت، لأن التباطؤ في الاستجابة للمتغيرات عواقبه أصبحت أكبر على الدول والشعوب. رسالة القمة: • المتغيرات لا تتوقف.. وعلى الحكومات التي تريد البقاء في إطار المنافسة أن تواكب كل هذه المتغيرات. • القمة استشرفت على مدى السنوات الماضية تحديات وفرص المستقبل لخدمة الحكومات. • الاقتصاد الرقمي تضاعف 8 مرات ليصل إلى 4 تريليونات دولار. • التطبيب عن بُعد ارتفع بنسبة 154% ليصل إلى 400 مليار دولار في 5 سنوات. • عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت مرشح للتضاعف من 26 مليار جهاز إلى 50 مليار جهاز خلال عامين. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :