أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن نهج دولة الإمارات هو تعزيز أجندة الاستقرار والازدهار مع جميع دول العالم، مشدداً على ضرورة حل النزاعات العالمية قبل امتدادها وخروجها عن السيطرة، وفتح صفحة جديدة في العلاقات الإقليمية تتضمن التواصل مع جميع الأطراف. جاء ذلك، خلال جلسة رئيسية ضمن فعاليات «القمة العالمية للحكومات 2022»، بعنوان «منعطف تاريخي لنظام عالمي جديد.. هل نحن جاهزون؟»، شارك فيها إلى جانب معاليه، فريدريك كيمب الرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي، ود. جورج فريدمان المؤسس ورئيس مجلس إدارة Geopolitical Futures، والدكتورة بيبا مالمغرين خبيرة اقتصادية ومستشارة سابقة لرئيس الولايات المتحدة، وأدارتها بيكي آندرسون، التي تناولت المتغيرات المتسارعة في الشؤون العالمية، خاصة بعدما بدلت جائحة «كوفيد-19» الواقع اليومي، وأزالت الحواجز بين الملموس والافتراضي، لتتبعها التوترات الجيوسياسية وأزمة المناخ وتحديات الأمن السيبراني، ما أثار التساؤل حول مدى سير العالم نحو نظام جديد متعدد الأطراف. وقال معالي الدكتور أنور محمد قرقاش: «إن العالم يعيش القدرة التحويلية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في القرن الحادي والعشرين وتأثيرها على حياتنا والعلاقات الدولية، ولكن في الوقت نفسه، فإن أطر التفكير ما زالت في القرن التاسع عشر، حيث نرى حولنا مفاهيم الحدود الوطنية والسيادة والموارد والقوى». وتابع قرقاش: إن هذا الواقع يجعل من الضروري محاولة جسر الفجوة بين ما يحكم العلاقات الدولية في تفكيرنا، والتطور التكنولوجي المتسارع، والسؤال هو: ما الذي تعنيه التكنولوجيا والأمن السيبراني لهذه المنطقة وسط سيادة المنظور الغربي للأمور؟ ولفت إلى أن المنطقة تحتاج إلى اللحاق بركب التطور، خصوصاً أن العالم يتحول مما هو سياسي إلى ما هو اقتصادي، وهناك حالياً قضايا عالمية بعضها اختبار حقيقي للبشرية، مثل تغير المناخ والأمن الغذائي، لكن المنطقة ما زالت متأخرة عن تحقيق مشاريع اندماج اقتصادي، مشدداً على أن لمجلس التعاون لدول الخليج العربية القدرة على التحول إلى قطب اقتصادي كبير، في حال نجاح السعي للوصول لسوق حرة واحدة مشتركة. ورداً على سؤال عن رؤيته لمستقبل المنطقة، قال قرقاش: «مررنا بعقد صعب، ومن منظور الإمارات يجب قلب الصفحة لنبدأ بداية جديدة يتم فيها التواصل مع الجميع، والتأكد من إعادة بناء الجسور، وترسيخ أجندة استقرار شاملة لكافة دول المنطقة، وهناك موضوع الطاقة الذي عاد ليكون رئيسياً في نقاشات الشرق الأوسط والنقاشات العالمية، كما عاد الحديث عن الوقود الأحفوري بعد أن ساد الكلام عن اختفائه، وهو بالتأكيد ما لم يعد مناسباً». من جهته، تحدث فريدريك كيمب، الرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي عن النظام العالمي الذي عاشه العالم بعد اتفاقيات «ويستفاليا» والحروب العالمية، وتأسيس الأمم المتحدة وحلف «الناتو»، ثم الحرب الباردة، ومواقف الصين، وصولاً إلى الأزمة الأوكرانية، والتي رأى أنها تشكل نقطة حاسمة في العلاقات الدولية، داعياً إلى الانتظار لرؤية كيفية تعامل العالم معها وتجاوز تبعاتها. وقال: «اعتدنا في النظام العالمي وجود مجموعة من الدول التي تتفق على قواعد وتعمل وفقها، وبعد أن قررت أوروبا تجاوز زمن القوة العسكرية، نرى ما آلت إليه الأمور مع أوكرانيا، إن السياسة تخدم الاحتياجات الاقتصادية، وما هو جيوسياسي يتحرك بطبيعته نحو الاقتصاد، وأرى أن المستقبل سيشهد تطور منظمات إقليمية، وسنرى أنظمة إقليمية وروابط بينها تقودها المصالح الاقتصادية، وتخلق تكتلات على مستوى إقليمي، وهذا يحدث الآن». تحولات كبرى تحدث الدكتور جورج فريدمان، المؤسس ورئيس مجلس إدارة Geopolitical Futures، عن حالة انعدام الاستقرار التي يعيشها العالم حالياً وحاجة البشرية للسلام. وقال إن العالم يعيش كل ثلاثة إلى أربعة عقود مرحلة تحولات كبرى، مستشهداً بالقرن العشرين الذي شهد الكثير من الحقب الزمنية الخطيرة، والتي اعتاد الخبراء معها التعامل مع أحداث يصعب توقعها.
مشاركة :