اليوان عملة احتياط باعتراف صندوق النقد

  • 12/2/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دخل اليوان الصيني أول من أمس في سلة العملات الرئيسية للاحتياطي الدولي من خلال اندماجه في الوحدة الحسابية لصندوق النقد الدولي لينضم إلى الدولار الأميركي والجنيه الاسترليني والين الياباني واليورو. وتعتبر بكين أن دخول العملة الصينية في سلة عملات الاحتياطي الدولي يمثل نجاحاً سياسياً كبيراً في سعيها إلى الاعتراف الدولي باقتصادها. ويعكس هذا القرار خصوصاً التقدم الذي أحرزته السلطات الصينية في الأعوام الأخيرة لإصلاح نظامها النقدي والمالي، كما لفتت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في تصريح في مقر المؤسسة بواشنطن. وأضافت أن استمرار هذه الجهود وتعزيزها سيؤديان إلى نظام نقدي ومالي دولي أكثر متانة، سيدعم بدوره نمو واستقرار الصين والاقتصاد العالمي. واعتبرت لاغارد أيضاً أن اندماج اليوان في الوحدة الحسابية لصندوق النقد هو اعتراف بانفتاح الاقتصاد الصيني. مصادقة وقد صادق مجلس إدارة صندوق النقد الذي يمثل الدول الـ188 الأعضاء في المؤسسة، من دون مفاجأة، على تقرير خبراء من الصندوق اعتبروا أن العملة الصينية تستوفي الشروط للانضمام إلى حقوق السحب الخاصة، أي الوحدات الحسابية لصندوق النقد الدولي. وحقوق السحب الخاصة هي الأداة المالية لصندوق النقد يستخدمها خصوصاً لحساب نسب الفوائد على القروض التي يمنحها. ويعود التغيير الأخير في سلة العملات أو تركيبة حقوق السحب الخاصة إلى العام ألفين عندما حلت العملة الأوروبية الموحدة اليورو مكان الفرنك الفرنسي والمارك الألماني. تنفيذ لكن قرار صندوق النقد لن يدخل حيز التنفيذ قبل تسعة أشهر (أكتوبر 2016) لإتاحة الوقت لإنجاز فعلي لعملية دخول العملة الصينية التي تعرف أيضاً باسم رنمينبي في وحدته الاحتياطية. لكن التوازن الجديد الناجم عن إدخال عملة خامسة في السلة التي تضم حقوق السحب الخاصة لم يتضح. وقد تراوح حصة الرنمينبي بين 10 و16%. لكن التوازن الجديد قد يضعف خصوصاً حصة الجنيه الاسترليني واليورو ولا يمس قطعاً الدولار الأميركي الذي زادت أهميته في المبادلات الخارجية منذ خمس سنوات تاريخ التوازن السابق. اعتراف ولفت انج اوديب الخبير الاقتصادي لدى مؤسسة بيترسون للأبحاث الاقتصادية العالمية إلى أن الصينيين يريدون اعترافاً بالرنمينبي كعملة دولية، إنه أمر مهم بالنسبة لهيبتها (الصين) وسمعتها وأيضاً للمبادلات التجارية. وتابع هذا الخبير إن الانضمام إلى سلة عملات الاحتياط يرغم على إجراء إصلاحات عدة داخل الاقتصاد في حين أن بعض المحافظين داخل الحكم في الصين قد يترددون في مواصلة تحرير الاقتصاد. وأضاف أن الأمر بمثابة معاهدة تجارية، إنه أداة جيدة للإرغام على تحرير الاقتصاد الداخلي الذي تحتاجون إليه. شرطان واعتبر صندوق النقد أنه تم توافر شرطين من الشروط الرئيسية لدخول اليوان في سلة عملات الاحتياطي في الصندوق هما: أن يستخدم بشكل أكبر في المعاملات الدولية وأن يستخدم بحرية. لكن هذه النقطة الأخيرة ليست مرادفاً لقابلية التحويل بشكل كامل لأن الصين تمارس رقابة على رؤوس الأموال ولا زالت عملتها مرتبطة بالدولار، حتى وإن قررت السلطات في أغسطس إضفاء مرونة على آلية الصرف. وعلى الصعيد التجاري سجلت الصين صعوداً لتصل إلى المصاف الأول في التجارة العالمية، لتصبح بذلك ثالث أكبر مصدر بحسب لاغارد. وعلى الجبهة المالية، سمحت بكين أخيراً بدخول البنوك المركزية الأجنبية إلى سوق الصرف الصينية. وأشار ادويب إلى أن المؤسسات العامة الأجنبية - ليس الخاصة - أصبح بإمكانها منذ بضعة أشهر شراء سندات خزينة صينية، معتبراً أن التحرير يتم بخطوات صغيرة. أما الولايات المتحدة التي تمثل غالبية داخل مجلس إدارة صندوق النقد الدولي وتعد مموله الأول، فقد أيدت انضمام العملة الصينية. وقالت متحدثة باسم الخزانة الأميركية لوكالة فرانس برس إن خبراء صندوق النقد الدولي أوصوا بضم اليوان إلى حقوق السحب الخاصة (الوحدة الحسابية لصندوق النقد). وقد دعمنا اليوم هذه التوصية. حملات لكن دخول اليوان في سلة عملات صندوق النقد قد لا يلقى ترحيباً في الكونغرس الأميركي الذي في خضم حملة الانتخابات الرئاسية ويرفض بعناد المصادقة على إصلاح صندوق النقد الذي تم التصويت عليه في 2010 بهدف إعطاء وزن أكبر داخل المؤسسة المالية لدول ناشئة كبرى مثل الصين. وتتهم واشنطن بانتظام السلطات الصينية بتخفيض عملتها إلى ما دون قيمتها الحقيقية لتشجيع صادراتها، حتى وإن خففت لهجتها في الآونة الأخيرة. وأورد اوديب أن الموقف الأميركي ليس واضحاً على الإطلاق. فهم يقولون إنهم يريدون سعر صرف تمليه السوق للعملة الصينية لكن أيضاً أن يكون اليوان أقوى، معتبراً أن ذلك لن يكون حكماً متناغماً، خصوصاً مع تباطؤ النمو الصيني. المركزي الصيني يرحب رحب بنك الشعب (المركزي) الصيني أمس بقرار صندوق النقد الدولي. وقال في بيان إن قرار صندوق النقد سيسرع وتيرة الإصلاحات المالية في الصين وانفتاحها اقتصادياً على العالم. وأضاف انضمام الرنمينبي إلى سلة العملات يعني أيضاً أن توقعات المجتمع الدولي أصبحت أكبر بشأن الدور النشط الذي يجب أن تلعبه الصين في العالم على الصعيدين الاقتصادي والمالي. كما رحب جين ليكوين الرئيس المعين للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية المدعوم من الصين بالقرار خلال كلمته أمام المؤتمر السنوي لغرفة التجارة الأوروبية في الصين أمس. وقال أهنئ كل المشاركين على قرارهم. أخيراً، تحلوا بالذكاء.. بمجرد أن يصبح اليوان واحدة من العملات في سلة عملات صندوق النقد، ستتحمل الحكومة (الصينية) مسؤولية كبيرة، في إشارة إلى الضغوط المنتظر على الصين من أجل الحفاظ على استقرار عملتها المحلية.

مشاركة :