بكين 29 مارس 2022 (شينخوا) أجرى عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، ورئيس سويسرا ووزير خارجيتها إيجناسيو كاسيس اليوم (الثلاثاء) محادثة هاتفية، ناقش خلالها المسؤولان بشكل أساسي الوضع في أوكرانيا. وقال وانغ إنه من المؤسف أن الوضع في أوكرانيا تطور إلى هذه النقطة، مضيفا أن الصين، باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن، تقرر دائما موقفها وسياستها تجاه أمر ما وفقا لمعطيات وحقائق الأمر نفسه. وفي إشارته إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قدم مؤخرا التوضيح الأكثر رسمية للموقف الأساسي للصين تجاه الأزمة، خلال قمة فيديو مع زعيمي فرنسا وألمانيا، قال وانغ إن جميع الإجراءات التي تتخذها الصين تستند إلى "الضرورات الأربع". وقال أيضا إن الصين ملتزمة بتعزيز محادثات السلام، وبدأت في تشجيع روسيا وأوكرانيا على إجراء مفاوضات وجها لوجه اعتبارا من اليوم التالي لاندلاع الصراع. وأضاف أن الجانب الصيني أكد دائما أن تعزيز جهود المجتمع الدولي لتدعيم محادثات السلام هو السبيل الوحيد لاستكشاف مجال للمفاوضات الدبلوماسية وتسوية الصراع، وأن الصين ستواصل المساهمة في ذلك بطريقتها الخاصة. وقال وانغ إن العقوبات لم تكن قط وسيلة فعالة لحل المشاكل، مضيفا أن التصعيد غير المحدود للعقوبات لن يؤدي فقط إلى تفاقم صعوبة تعافي الاقتصاد العالمي بعد تفشي الجائحة، بل سيزيد أيضا من توسع وتعقيد التناقضات. وحث على عدم تأثر التبادلات الاقتصادية والتجارية الدولية الطبيعية بين الدول غير الأطراف في الصراع، كما تجب حماية الحقوق والمصالح المشروعة لمختلف الدول بجدية. وقال كاسيس إن الحرب في أوكرانيا أكبر حرب اندلعت في أوروبا منذ أكثر من 70 عاما، ما أدى إلى نزوح عدد كبير من المدنيين وإحداث تأثير خطير على التعافي الاقتصادي والعولمة والتعددية. وأضاف الرئيس السويسري أن بلاده تؤمن أيضا بأن الدبلوماسية هي الطريقة الصحيحة الوحيدة للتعامل مع هذه الحرب، وتؤيد حل الخلافات من خلال الحوارات والمفاوضات. وأشار إلى أن سويسرا تحافظ على الحوار مع روسيا وأوكرانيا، وأنها لا تدعم استبعاد روسيا من المؤسسات المتعددة الأطراف، مضيفا أن سويسرا ستواصل الحفاظ على وضعها كدولة محايدة وتقديم الخدمات المفعمة بحسن النية لتيسير الوساطة الدبلوماسية وتعزيز محادثات السلام. وشدد وانغ على أن الصين طرحت مبادرة من ست نقاط لمنع حدوث أزمة إنسانية واسعة النطاق في أوكرانيا، وقدمت دفعتين من المساعدات الإنسانية الطارئة لأوكرانيا، وساعدت الدول المجاورة لأوكرانيا في إعادة توطين النازحين الأوكرانيين. وأضاف أن الأهداف قصيرة المدى للصين في التعامل مع الوضع في أوكرانيا هي نفسها أهداف سويسرا، التي تتمثل في تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن وتجنب حدوث أزمة إنسانية. وقال إنه على المدى الطويل، يتعين على جميع الأطراف معالجة المخاوف المشروعة الخاصة بكل منها، واستكشاف طرق لبناء إطار أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام. وفي إشارته إلى أن الصين تقدر التزام سويسرا المتكرر بالحياد الدائم ودورها كحلقة وصل في الشؤون الدولية، أوضح وانغ أن الصين تتطلع إلى أن تلعب سويسرا دورها الفذ، وأنها على استعداد لتعزيز التواصل والتنسيق مع سويسرا. وقال كاسيس إنه يوافق على ضرورة إعادة بناء الإطار الأمني الأوروبي. وأوضح كاسيس أن سويسرا تولي أهمية كبيرة لوضع الصين كدولة كبيرة ولنفوذها الدولي، مضيفا أن سويسرا مستعدة لاستكشاف سبل تعزيز التعاون مع الصين والقيام معا بدور بناء في السعي لحل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية.
مشاركة :