إسطنبول – الوكالات: أعلنت روسيا أنها ستقلص نشاطها العسكري في المناطق المحيطة بكييف وذلك عقب محادثات وُصفت بأنها «مفيدة» في إسطنبول امس مع الوفد الأوكراني الذي طالب من ناحيته بضمانات دولية لأمن أوكرانيا. وعقب المحادثات المباشرة في تركيا قال نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين إن «المحادثات حول إعداد اتفاق بشأن وضع أوكرانيا المحايد وخلوها من الأسلحة النووية انتقلت إلى مرحلة عملية». وبالتالي «تم اتخاذ قرار بتقليص النشاط العسكري بشكل جذري، بعدة مرات» في مدن كييف وتشيرنيهيف، على ما قال. بدوره أكد رئيس وفد التفاوض الروسي فلاديمير منديسكي إجراء «نقاشات مفيدة» في المحادثات. وأعلن رئيس الوفد الأوكراني ديفيد أراخميا عن إحراز تقدم كاف في المحادثات بما يسمح بعقد لقاء مباشر بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين. ودعا أراخميا إلى «آلية دولية من الضمانات الأمنية تعمل من خلالها دول ضامنة بطريقة شبيهة للفصل الخامس من ميثاق حلف شمال الأطلسي، بل حتى بشكل أكثر صرامة». مع ذلك قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس إن بلاده ما تزال تشك في جدية روسيا إزاء المفاوضات. وقال بلينكن في مؤتمر صحفي بالرباط، حيث يجري زيارة رسمية، «لم أر ما يشير إلى أن الأمور تتحرك بطريقة فعالة، لأننا لم نلمس مؤشرات جدية حقيقية». من ناحيته رحب وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بالتقدم الذي وصفه بأنه «الأهم» منذ اندلاع الحرب. وقال عقب ثلاث ساعات من المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني «إنه التقدم الأهم منذ بدء المفاوضات». وأوضح الوزير أن اجتماع اسطنبول انتهى. وقال «لن يستأنف غدا (الأربعاء)». من ناحيته قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيناقش «التطورات الأخيرة» مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا هاتفيا. وسجلت البورصات الأوروبية ارتفاعا وانخفضت أسعار النفط 5 بالمئة مع تهدئة المخاوف إزاء الإمدادات، فيما ارتفع الروبل الروسي بنسبة 10 بالمئة مقابل الدولار. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوجان قد افتتح المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني في قصر دولما بخشة في اسطنبول. وأقر بأن لدى الطرفين «مخاوف مشروعة» لكنه دعاهما إلى «وضع حد لهذه المأساة». وكان رومان أبراموفيتش، الملياردير الروسي وصاحب نادي تشلسي لكرة القدم، والذي طالته عقوبات غربية، حاضرا أيضا في افتتاح المفاوضات. وأعلن الكرملين أن أبراموفيتش يقوم بدور الوسط نافيا تقارير عن تعرضه لتسمم خلال جولة محادثات سابقة في أوكرانيا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن تلك التقارير تأتي «في إطار تخريب إعلامي، في إطار حرب معلومات». وكان بوتين قد طالب بـ«نزع الأسلحة واجتثاث النازية من أوكرانيا» وفرض الحياد والاعتراف بانفصال دونباس والقرم عن أوكرانيا. ميدانيا تواصلت المعارك في العديد من مناطق اوكرانيا. وأعلنت السلطات الأوكرانية عن مقتل سبعة أشخاص في قصف روسي طال مبنى حكوميا في مدينة ميكولايف الجنوبية الساحلية. وأرغمت المعارك المتواصلة أكثر من 10 ملايين شخص على الفرار من منازلهم.
مشاركة :