بيروت - حذر البطريرك الماروني في لبنان بشارة بطرس الراعي من المخاطر المحدقة بلبنان والتي يمكن ان تؤدي لانهياره. وأفاد البطريرك اليوم الأربعاء إنه "طالما لا نشخص مشكلتنا في لبنان، نحن ذاهبون إلى الانهيار تماما كالمريض". وقال بطرس الراعي خلال رعايته في بكركي ندوة حوارية بعنوان "الحضور المسيحي في الشرق الأوسط التحديات والخيارات والسياسات" وفق ما نقلته ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" "إننا نتبنى كليا وثيقة "نختار الحياة" كونها تعالج الحضور المسيحي في الشرق الأوسط بفصولها الثلاثة". وشدد أن "هذه الوثيقة رفيقة حياة كل واحد منا وهي وثيقة أساسية لأنها من خلال المنهج الذي تتبعه تشخص الواقع". قائلا ان "البلد في أمس الحاجة إلى تشخيص واقعه" "وهذا ما ننادي به في لبنان على المستوى السياسي في وقت لا توجد الشجاعة لمواجهة الرهانات المطروحة علينا". وأضاف "للأسف لن نخرج من مشاكلنا إذا لم نشخص ما بنا وإذا لم نبحث عن الحلول، إنما سنتخبط أكثر في المشاكل وستكبر كما ترونها اليوم". وتابع البطريرك اللبناني "صحيح الموضوع هو الحضور المسيحي ولكن هذه الوثيقة تقدم الخطوط الواضحة للعائلة، الكنيسة، الدولة والمجتمع". ويشير البطريرك بطرس الراعي الى دور المسيحيين في الحياة السياسية في لبنان في ظل المخاطر التي تهدده ومع تصاعد النفوذ الايراني والجماعات اللبنانية المرتبطة بهذا النفوذ. والاحد وصف البطريرك القضاء اللبناني بالانتقامي والمسيس، وذلك بعد ايام قليلة من توجيه اتهامات لزعيم حزب القوات المسيحي سمير جعجع بالتورط في احداث عنف العام الماضي، وفي ظل تجميد التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت منذ عامين. وفجرت الخلافات السياسية أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة في تاريخ لبنان المعاصر وكشفت عن مدى الهيمنة التي يتمتع بها حزب الله على مؤسسات الحكم. وسبق ان رفض جعجع المثول امام القضاء في أحداث "الطيونة الدموية" الا بخطوة مماثلة من قبل حسن نصرالله زعيم حزب الله، الذي يرفض التحقيقات القضائية بشأن انفجار المرفأ في 2020. وكان عدد من الإحياء المسيحية هي الأكثر تضررا جراء الانفجار الذي أودى بحياة حوالي 300 وأحدث دمارا واسعا في بيروت. وقُتل سبعة أشخاص، جميعهم من أنصار جماعة حزب الله وحركة أمل الشيعيتين، في 14 أكتوبر/تشرين الأول قرب منطقة شهدت اشتباكات من قبل أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين عامي 1975 و1990. ويعيش المسيحيون في لبنان على وقع خلافات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الحليف المسيحي لجماعة حزب الله. وترى القوات اللبنانية ان التيار الوطني الحر اضر بالطائفة المسيحية مشيران بان الانتخابات النيابية المقررة في مايو/ايار المقبل ستفرز مشهدا جديدا محذرا من محاولات تاجيلها.
مشاركة :