المتتبع لجدول برامج التلفزيون السعودي لرمضان هذا العام يلحظ ولأول مرة في تاريخ التلفزيون أن كل ما سيعرض على الشاشة هو من إنتاج هيئة الإذاعة والتلفزيون في عامها الأول ولهذا يحق للشاشة أن تقول في هذا العالم إن إنتاجها بالكامل صناعة سعودية وهي خطوة كبيرة على طريق تحويل الإنتاج السعودي إلى صناعة والتي نطالب بها منذ عقود فأتى هذا العام الذي منحت فيه الهيئة الثقة للمنتج السعودي وتبقى الإجابة مرهونة بما سنشاهده على مدار أيام هذا الشهر الفضيل. فهل يحقق المنتج طموحاتها وهل تطور الإنتاج المحلي ليصبح متابعا ومنافسا؟. لقد تنوعت التكليفات بالإنتاج هذا العام بين الأعمال التراجيدية والكوميدية والخفيفة وبرامج المسابقات إضافة إلى البرامج الدينية والأسرية وهي في مجملها تغطي كافة ساعات البث مع الإعادة اليومية المعتادة صباحا لما عرض في الفترة الذهبية وما يليها من أعمال. لقد قدمت الهيئة في هذا العام ما لديها ووضعت الكرة في مرمى المنتج السعودي وهي تأمل أن لا يخيب أملها ولعلنا من خلال المتابعات لحركة الإنتاج على مدار الأربعة الأشهر الماضية نلمس التنافس الكبير بين المنتجين لتحقيق التميز ولعل ما يميز إنتاج هذا العام أن الكل قد شارك حتى أصبح إقناع البعض بالمشاركة في أكثر من عمل من الأمور الصعبة أضف إلى هذا أن الهيئة قد طلبت أن لا يتكرر أبطال أي عمل في عمل آخر إضافة إلى أن هذا العام شهد إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المخرجين السعوديين للمشاركة وهي سابقة جديدة تحسب للهيئة ورئيسها معالي الأستاذ عبدالرحمن الهزاع الذي أطلق برامج هذا العام تحت شعار مرحبا بك في بيتك كناية عن عودة التلفزيون السعودي لاجتذاب المشاهدين. عذرا يا من تتسرعون في الأحكام المسبقة ومنح شهادات النجاح والفشل وفق الميول أرجوكم أجلوا إحكامكم إلى ما بعد المشاهدة فما يعجبك قد لا يعجب غيرك ولهذا أتى التنوع في رمضان. ستشاهدون مئات العمال على عشرات القنوات من هنا وهناك ولكن سأتحدث عن ميزتين سينفرد بهما التلفزيون السعودي دون سواه الأولى أن إنتاجه لهذا العام بالكامل صناعة سعودية أما الأهم فإنه تلفزيون يحافظ على قدسية هذا الشهر ولهذا لن نرى ما يتعارض مع هذا الأمر بأي حال من الأحوال. لقد منح التلفزيون الفرصة للغالبية من المنتجين ووضع ثقته فيهم وأرجو من الله أن يتمكن الجميع من إرضاء المشاهدين وأن يكون عطاؤهم عند حسن الثقة التي أوكلت لهم. ساعات تفصلنا عن أيام هذا الشهر الفضيل وفقكم الله لصيامه وقيامه وصالح العمل فيه وكل عام وانتم بخير.
مشاركة :