أعلن الكرملين أمس أن المفاوضات التي جرت بين الوفدين الروسي والأوكراني في اسطنبول لم تفض إلى نتائج «واعدة جدا» ولا أي «تقدم». وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين «في الوقت الراهن، لا يمكننا الإشارة إلى أي نتائج واعدة جدا أو تقدم من أي نوع. هناك الكثير من العمل لإنجازه». لكنه اعتبر أنه أمر «إيجابي» أن الجانب الأوكراني «بدأ أخيرا بصياغة اقتراحاته بشكل ملموس ووضعها خطيا». وقال «نحرص على تجنب الإدلاء بتصريحات علنية بخصوص جوهر» المواضيع التي تبحث في المفاوضات لأننا «نعتقد بأن المفاوضات يجب أن تجري» بعيدا عن الأضواء. وتتناقض هذه التصريحات مع الأجواء الإيجابية التي عبر عنها مسؤولون روس شاركوا في المحادثات التي جرت الثلاثاء في اسطنبول. ففي ختام المحادثات، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي الكسندر فورمين أن موسكو «ستقلص بشكل جذري أنشطتها العسكرية في اتجاه كييف وتشرنيهيف» في شمال البلاد. وقال أيضا إن الاقتراحات «الواضحة» من أوكرانيا بهدف التوصل إلى اتفاق «ستدرس قريبا جدا وستعرض على الرئيس» فلاديمير بوتين. وتلقت كييف والعواصم الغربية هذا الإعلان بتشكيك، وأعلن حاكم منطقة تشيرنيهيف الأوكرانية الأربعاء أن قصف المدينة استمر «طوال الليل» رغم الوعود الروسية. قصف روسي على تشيرنيهيف اتهمت السلطات الأوكرانية الأربعاء روسيا بانها قصفت طوال الليل مدينة تشيرنيهيف في شمال البلاد رغم إعلان موسكو عن «خفض الأنشطة العسكرية» وهو وعد استقبلته كييف وحلفاؤها الغربيون بشكوك. في هذا الوقت تجاوز عدد اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من البلاد منذ غزو الجيش الروسي في 24 فبراير الأربعاء عتبة أربعة ملايين شخص كما أعلنت من جهتها المفوضية السامية للاجئين في جنيف. وبعد ماريوبول في الجنوب، تعد تشيرنيهيف المدينة التي تتعرض لأعنف قصف منذ بدء الحرب. وفي كييف ومحيطها سمعت صفارات الإنذار عدة مرات ليلا. وقال حاكم المنطقة أولكسندر بافليوك على تلغرام «في الساعات الـ24 الماضية، قصف الروس 30 مرة الاحياء المأهولة وبنى تحتية مدنية في منطقة كييف» موضحا أن المناطق الشمالية للعاصمة كانت الأكثر تضررا مثل بوتشا، واربين وفيشوغورود وبروفاري. البنتاجون: إعادة تموضع اعتبر المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي ما يحدث في الجانب الروسي «إعادة تموضع» وليس «انسحابا فعليا». وكتبت وزارة الدفاع البريطانية على حسابها على تويتر «من المرجح جدا أن روسيا تسعى إلى نقل قوتها الضاربة من الشمال نحو المناطق (الانفصالية) في دونيتسك ولوغانسك في الشرق». وهو ما أكده وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قائلا إن روسيا حققت «هدفها، وهو خفض القدرة العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية بشكل كبير ما يتيح تركيز الانتباه والجهود على الهدف الرئيسي: تحرير دونباس».وبالنسبة للحلفاء الغربيين لكييف فإن الحكم سيكون على الأفعال. الفنّ يتكيف مع الحرب في مدينة لفيف ارتدى الفنّ أيضاً البزة العسكرية في لفيف، وهي العاصمة الثقافية لأوكرانيا، وانخرط هو الآخر في الحرب وتكيّف معها، إذ تنتشر منذ ثلاثة أسابيع في المدينة لتي كانت تجذب سياحاً كثراً قبل الغزو الروسي، أعمال فنية تتناول الصراع مع روسيا، ومنها ملصقات تمجّد أبطال الحرب أو رسوم كاريكاتورية لفلاديمير بوتين أو تذكارات عليها وشخصيات أوكرانية شهيرة. ويُظهر أحد الملصقات في مطبعة «ريكلاما زوفنيتشنيا» جراراً أوكرانياً ينقل دبابة روسية، فيما يبدو على شاشة أحد أجهزة الكمبيوتر رسم كاريكاتوري لهيكل عظمي لجندي روسي نمت فوقه نبتة دوار الشمس التي تمثّل أحد رموز أوكرانيا الوطنية. ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من شهر، تصنّع المطبعة صوراً ولافتات وملصقات تنطوي على نَفَس وطني واضح. وهذا المكان الذي تفوح فيه رائحة حبر قوية هو واحد من متاجر عدة في المدينة تبيع أعمالاً تشدد على أن أوكرانيا ستنتصر في الحرب.
مشاركة :