صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف أمس الخميس بأن القوات الروسية تواصل عملياتها في شرق أوكرانيا، وأنها سيطرت على منطقة زولوتا نيفا جنوب غرب دونيتسك. وأعلن كوناشينكوف أن القوات الروسية تقدمت يوم أمس الأول لمسافة ستة كيلومترات، وتمكنت من قتل 60 من قوات العدو. ولا يمكن، نظرا لطبيعة الأوضاع، التحقق من هذه البيانات بشكل مستقل. وأضاف المتحدث أن وحدات من منطقة لوهانسك الأوكرانية الانفصالية تقدمت لمسافة خمسة كيلومترات، وتشتبك حاليا مع "القوميين" الأوكرانيين في مدينة كريمينا شمال غرب لوهانسك. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن مقاتلاتها دمرت خلال اليوم السابق 52 منشأة عسكرية أوكرانية ومستودعين للوقود. وجاء في بيان للوزارة، نقله موقع قناة "آر تي عربية"، :"دمرت مقاتلاتنا الحربية 52 منشأة عسكرية أوكرانية، بما في ذلك نظام دفاع جوي من طراز إس-300، ومستودعين للوقود، و38 معقلا ومنطقة تمركز للمعدات العسكرية الأوكرانية". وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس الأول سحب قواتها من كييف ومدينة تشيرنيهيف المجاورة، من أجل "استكمال التحرير الكامل لدونباس". معارك مقبلة أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أنّه لا يصدّق التعهّدات التي أطلقتها روسيا بشأن تقليص عملياتها العسكرية في بلاده، مشيراً إلى أنّ قواته تتحضّر لخوض معارك جديدة في شرق البلاد. وجاء إعلان الرئيس الأوكراني بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ قواتها ستلتزم اعتبارًا من صباح الخميس وقفًا لإطلاق النار في ماريوبول إفساحًا في المجال أمام إجلاء المدنيين من المدينة الأوكرانية المحاصرة، ما اعتبرته نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشوك "تلاعبًا". وقال زيلينسكي في رسالة مصوّرة "نحن لا نصدّق أحدًا، ولا حتّى عبارة جميلة واحدة"، مشيرًا إلى أنّ القوات الروسية تعيد انتشارها لمهاجمة إقليم دونباس الواقع في شرق البلاد. وأضاف "لن نتنازل عن أيّ شيء. سنقاتل من أجل كلّ شبر من أرضنا". وتستعد كييف لإرسال 45 حافلة الخميس لإجلاء مدنيين من مدينة ماريوبول، حسبما قالت فيريشوك في تسجيل مصوّر نشر على تلغرام. وحثّ الرئيس الأوكراني الخميس هولندا على الاستعداد لمقاطعة صادرات الطاقة الروسية، خلال خطاب ألقاه أمام البرلمان الهولندي. وقال خلال مداخلة عبر الفيديو "استعدّوا لمقاطعة (صادرات) الطاقة من روسيا (...) لكي لا تساهموا بدفع المليارات لدعم الحرب" مضيفًا "إن عضويتنا في الاتحاد الأوروبي تعتمد عليكم". محاصرة تشيرنيهيف لفت المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك الأربعاء إلى أنه لاحظ خروج وحدات معينة من كييف وتشرنيهيف، لكن "لم يكن هناك انسحاب مكثف للقوات الروسية من هذه المناطق"، على عكس ما تعهّدت به موسكو قبل يوم. وتواصل القوات الروسية في الشرق "محاصرتها لمدينة خاركيف وقصفها"، بحسب هيئة الأركان الأوكرانية التي قالت إن "باتجاه دونيتسك، يحاول العدو السيطرة على بوباسنا وروبيجني والاستيلاء على ماريوبول" حيث يواصل الروس "تنفيذ هجماتهم". وقال فاديم دينيسينكو، أحد مستشاري وزير الداخلية الأوكراني، عبر قنوات تلفزيونية أوكرانية إن "الروس بدأوا باستخدام مطار بريست (في بيلاروس) لقصف أراضينا". وأعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة دونباس الأوكرانية الخميس أنهم يسيطرون على منطقة لوغانسك بشكل كامل تقريبًا بالإضافة إلى أكثر من نصف دونيتسك، لكن لم يكن من الممكن التحقق من هذه المعلومات فورًا من خلال مصادر مستقلة. وفي شرق أوكرانيا أيضًا، استعاد الجيش الأوكراني السيطرة على طريق سريع استراتيجي يربط خاركيف بشوهويف. وقال مسؤول في الاستخبارات الأوكرانية لوكالة فرانس برس "هناك جثث روسية منتشرة في كل مكان"، مضيفًا "كان القتال صعبًا جدًا (...) واستمر قرابة ثلاثة أيام". وغادرت القوات الروسية مدينة تروستيانتس بعد شهر من احتلالها. حرب الاقتصاد توقّع البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية الخميس بأن ينكمش الاقتصاد الروسي بـ10% العام الجاري ويتراجع إجمالي الناتج الداخلي الأوكراني بنسبة تصل إلى 20% في ظل "أكبر صدمة في الإمدادات" منذ 50 عاما تتسبب بها الحرب. وقبل الغزو الروسي، توقّع المصرف الذي يتّخذ من لندن مقرًا بأن ينمو إجمالي الناتج الداخلي الأوكراني بـ3,5 في المئة هذا العام وبأن يحقق الاقتصاد الروسي تحسنا بنسبة ثلاثة في المئة. وذكر المصرف، الذي أصدر توقّعات طارئة، أنه أول مؤسسة مالية دولية تحدّث توقعات النمو منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا الشهر الماضي. ورغم المفاوضات التي جرت الثلاثاء في اسطنبول بين الوفد الروسي والوفد الأوكراني، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين مساء الأربعاء "في الوقت الراهن، لا يمكننا الإشارة الى أي نتائج واعدة جدًا أو تقدم من أي نوع. هناك كثير من العمل لانجازه". وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من جهته مساء الأربعاء إلى أن باريس لا ترى "تقدمًا" في المفاوضات الروسية الأوكرانية أو "أمرًا جديدًا" في الوضع في أوكرانيا بعد إعلان روسيا تقليص نشاطها العسكري حول كييف وشمال أوكرانيا. وصرح لودريان لقناة فرانس-24 "الحرب مستمرة. في الوقت الحالي ليس هناك تقدم أو أمر جديد بحسب علمي". ومن المحتمل أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الأوكراني دميترو كوليبا خلال أسبوعين لإجراء محادثات، حسبما أعلنت تركيا الخميس بعد استضافتها الطرفين الثلاثاء. وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو في مقابلة تلفزيونية "قد يحصل اجتماع على مستوى أعلى، على الأقلّ على مستوى وزراء الخارجية، خلال أسبوع أو أسبوعين"، مشيرًا إلى أن "من المستحيل تقديم موعد". وأضاف "المهمّ هو أن يجتمع الطرفان وأن يتفقا على وقف دائم لإطلاق النار"، مشيرًا إلى أن تركيا "تودّ استضافة اجتماع لوزيري الخارجية بصفتها وسيط صادق".
مشاركة :