مع ختام فعاليات شهر القراءة الوطني مارس 2022، ناقش أعضاء مجلس الفكر والمعرفة كتاب «مشوار المشي» للكاتب روبرت فالزر افتراضياً عبر منشط ندوة الكتاب، بحضور ومشاركة الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان. استهلت الندوة بتحليل قدمته الشيخة د. شما حول القصة الطويلة لمشوار المشي قائلة: اليوم نحن أمام رواية مختلفة، مكتنزة بين السطور، إذ يتراءى للقارئ أن هناك فكرةً يبحث عنها الكاتب ووجعاً يخفيه متأملاً بأن تتغير حياته، إذ هناك ترابط قوي بين الكاتب وشخصيات أبطاله، ورغم أوضاعه وأوجاعه وآلامه كان التفاؤل حاضراً. وتحدثت عن حال اليوم فذكرت: ونحن نمشي بطريقنا لا نتأمل، ولا نمشي بهدوء، نحن نركض ونضع سماعات الأذن أو نسمع كتاباً أو محاضرة أو نرد على الإيميل أو على رسالة، من هنا جعلني الكاتب أتخذ قراراً بأن أغير طريقة المشي، والفكرة أن كل واحد منا لديه سيرة حياة يحب أن يرويها، وقد تستحق أن نتوقف عندها ونستمع لأسرارها وندرك بكل وعي الحياة من خلال صاحب السيرة. وأوضحت بأن الكتاب كأنه رحلة ذاتية لسيرة الكاتب المتماسة مع الحياة بكل جوانبها، وهي الرحلة التي بدأت مثل مشوار المشي من لحظات الشروق للحظات استرخاء الليل وظلمته، التي تبدل كل شيء بلحظة وجودية فارقة، فقد ظل الكاتب يسير بنا وكأننا نعيش معه داخل شريط سينمائي، واستطاع بقدرة وصفية رائعة أن يستحوذ على ذهني كقارئة، ويمنحني القدرة على التخيل للمشاهد، بدءاً منذ مغادرته غرفة المكتب والذي أسماها الأرواح، فالمكتب بالنسبة للكاتب غرفته التي يخلق فيها أرواح أبطاله، حتى وصل لمشاهد السماء والمطر الصيفي الدافئ، كما وصفها في لحظة تأمل بالعلاقة ما بين الإنسان وسجنه الأبدي، وما بين السماء والأرض والهواء والحرية المطلقة، حين تتحرر الروح من الجسد، وتنطفئ تلك الرغبات المادية التي مرت بيومه من مال وسلطة وغيرها، ولكن يظل الحب مفتاح تلك الزنزانة التي نعيش فيها، حين ندخل بوابة الحب فنحن نتحرر من دوامة المادية، ونكسر القيود ونحلق بجناحين من ألم وأمل تحت المطر، الذي يُنبت بالأرض زهوراً ووروداً، لتبقى الحياة جميلة بنوع مختلف للأمل. وقد شاركت العضوات بالنقاش والحوار بفعالية والتعبير عن الإعجاب بفلسفة الكتاب ورمزيتها العالية.
مشاركة :