دخل عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب الصهيونية الدينية (هتسيونوت هدتيت) إيتمار بن غفير اليوم (الخميس) إلى المسجد الأقصى شرق مدينة القدس، وسط تنديد فلسطيني. وقال إيتمار في فيديو مصور أثناء تجوله في باحات المسجد الأقصى "خلال ساعات الليل المتحدث باسم حماس هددني، وقال إنني سأكون هدفا وأن لا أصل إلى الأقصى، لذلك أقول له أنصحك أن تغلق فمك". وأضاف أن "المخربين لم يتجرؤا على التهديد لولا أنهم وجدوا من طرفنا الضعف، جولتي هنا هي رسالة بسيطة أنني لا أخضع ولا أتراجع، ولا يجوز لإسرائيل أن تتراجع أمام هؤلاء المخربين". وكان المتحدث باسم حماس فوزي برهوم حذر بن غفير في بيان صدر عنه الليلة الماضية الاقتراب من المسجد الأقصى، محملا السلطات الإسرائيلية تداعيات "الخطوة الاستفزازية ونتائجها". وجاءت زيارة بن غفير بعد سماح الشرطة الإسرائيلية له بدخول المسجد الأقصى وسط تصاعد أعمال العنف خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قتل 11 إسرائيليا في ثلاث عمليات منفصلة نفذها فلسطينيون في غضون أسبوع. من جهتها قالت مصادر فلسطينية رسمية إن بن غفير قاد المستوطنون ونفذوا جولات استفزازية وأدوا صلوات دينية في باحات المسجد تحت حماية العشرات من عناصر الشرطة. وذكرت المصادر أن قوات الشرطة الإسرائيلية احتجزت الناشط محمد أبو الحمص داخل باحات الأقصى وأفرجت عنه بعد انتهاء جولة بن غفير الاستفزازية. ولاقت الزيارة تنديدا من قبل أوساط فلسطينية. وقال وزير الأوقاف الفلسطيني حاتم البكري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن زيارة بن غفير "اعتداء على المسجد الأقصى وانتهاك لكافة القيم والأعراف ومس بالمكان المقدس". وحذر البكري من أن زيارات بن غفير المتكررة إلى باحات المسجد الأقصى قد "تنتج عنه ما لا يحمد عقباه، معتبرا أن الخطوة تدفع في تأجيج الصراع الديني في المنطقة. بدوره حمل مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي الحكومة الإسرائيلية مسئولية "توتر" الأوضاع الميدانية قبيل حلول شهر رمضان عبر السماح لبن غفير بدخول المسجد الأقصى. وقال الرويضي لـ ((شينخوا)) إن الهدف واضح هو تكرار المشهد الذي رأيناه العام الماضي بهذا التواجد الأمني، معتبرا أن ما يجري تجاه المسجد الأقصى "تحريض" بموافقة الحكومة الإسرائيلية وهو من شأنه تأجيج الصراع. ودعا الرويضي المجتمع الدولي إلى تحمل مسئوليته عما يجري في القدس والتحرك لوقف كافة الإجراءات والممارسات الإسرائيلية التي من شأنها "اندلاع التوتر من جديد". يأتي ذلك فيما قرر المجلس الوزاري للشئون السياسية والأمنية في الحكومة الإسرائيلية خلال جلسة عقدها الليلة الماضية عدم إلغاء التسهيلات التي تقرر منحها للفلسطينيين خلال شهر رمضان. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن الأجهزة الأمنية أوصت بالإبقاء على هذه التسهيلات تجنبا لحصول تصعيد أخر، مشيرة إلى أن الشرطة ستنشر حوالي 3 الاف من عناصرها في المدينة المقدسة في أيام الجمعة خلال شهر رمضان. وأوضحت الإذاعة أنه سيسمح للرجال فوق سن الستين والنساء بدخول الحرم القدسي الشريف بدون قيود، أما الرجال البالغون 45 عاما إلى 60 فسيضطرون إلى تلقي تصاريح خاصة. وخلال شهر رمضان الماضي، شهد حي الشيخ جراح شرق مدينة القدس توترات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية على خلفية إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات يهودية، أسفرت عن حدوث توتر عسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة استمر لمدة 11 يوما في مايو الماضي ووصف بأنه "الأعنف" منذ العام 2014. والمسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد في العالم، إذ تبلغ مساحته (144 دونما) ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
مشاركة :