قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرج اليوم الأربعاء إن الحلف العسكري يستكشف إمكانية استئناف المحادثات السياسية رفيعة المستوى مع موسكو من خلال مجلس الناتو-روسيا الذي أصبح إلى حد كبير غير نشط منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وقد تأسس مجلس الناتو-روسيا عام 2002 لبناء الثقة بين أعداء الماضي، وقد انعقد آخر مرة على مستوى الدبلوماسيين في حزيران/يونيو عام 2014، ومنذ ذلك الحين تجمد الحوار بسبب تصاعد الصراع في أوكرانيا، حيث يتهم الناتو روسيا بمخالفة القانون الدولي في ضم شبه جزيرة القرم، كما يتهم الحلف روسيا بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا. وقال شتولتنبرج بعد بحث العلاقات بين الحلف وروسيا "سوف استكشف الآن كيف يمكننا استخدام المجلس كأداة للمشاركة السياسية". وتابع "هذا لا يعني العودة للعمل كالمعتاد.. الأمر يتعلق بكيفية استخدام ما الذي لدينا بالفعل وهو مجلس الناتو-روسيا. سنبحث الآن كيف يمكن أن نجتمع وجدول الأعمال والتوقيت." ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا مستعدة لإجراء محادثات مع الناتو. وتابع لافروف "لدينا العديد من الأسئلة.. هناك حاجة إلى الحوار"، مضيفا أن روسيا تنتظر أن يأخذ الأمين العام للناتو شتولتنبرج بزمام المبادرة. وأشار شتولتنبرج "أولويتنا الآن هي العمل على استعادة القدرة على التنبؤ في علاقاتنا". من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه يتوقع "إمكانية عقد اجتماعات على مستوى السفراء قريبا." وقال وزير الخارجية الدنماركي كريستيان ينسن "اذا كنتم تعتقدون أن الدبلوماسية لديها دور، يجب أن تكونوا في نفس الغرفة". ودعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارسيا مارجالو إلى عقد اجتماع جديد لمجلس الناتو-روسيا قبل قمة الحلف العسكري القادمة في تموز/يوليو. واعترف أيضا، مع ذلك، أن هناك "بعض التحفظات" من دول شمال شرق الحلف وهي الدول الأقرب جغرافيا إلى روسيا، والتي شعرت بالتهديد بسبب أفعالها في أوكرانيا، ويشعرون بالقلق من العودة إلى العمل كالمعتاد مع موسكو.
مشاركة :