قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي - في خطبة الجمعة من الحرم المكي -: إن غاية خلق الإنسان أن يعبد خالقه جل جلاله، وعلى مدار العبادة ينبغي أن تقوم حياة العبد كلها، «قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ»، فمن أجل تحقيق العبودية أنزل الله كتبه، وبعث أنبياءه ورسله، مبشرين ومنذرين، ليخرجوا الناس من ظلمات الجهل، إلى نور هذا الدين، فأكمل الخلق وأفضلهم، وأقربهم إلى الله وأحبهم هم أهداهم وأتمهم عبودية، فربنا عز شأنه يحب عباده المتقين، وهو غني عنهم، فلا تنفعه عبادة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين. وأضاف أن العبادة تعظم بحسب زمانها ومكانها، وها نحن مقبلون على شهر كريم، وموسم للعبادات عظيم، إنه شهر الصلاة والصيام والقرآن، شهر الجود والبر والإحسان، وهو نفحة من نفحات الرب على عباده، يفيض فيه من رحمته وعفوه، وجوده وكرمه، وفيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد مردة الجان، وينادي منادي الله: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، فمن صام رمضان إيمانا واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام مع إمامه في صلاة التراويح حتى ينصرف الإمام منها كتب له قيام ليلة، وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولكل مسلم في رمضان في كل يوم وليلة، دعوة مستجابة، فهنيئاً لمغتنم أيام رمضان ولياليه. وأكد أن شهر الصيام، شهر العتق من النيران، من دار الذل والهوان، فلله تبارك وتعالى عتقاء من النار، في كل يوم وليلة من رمضان، فلنجتهد ما استطعنا، في إعتاق رقابنا، ولنرِ الكريم المنان من أنفسنا خيراً، بالتقرب إليه بأنواع الطاعات، من الفرائض والمستحبات، فالمحروم من حرم المغفرة في رمضان. وأفاد أن شهر رمضان شهر لتزكية النفوس وتربيتها، وهو ميدان للاجتهاد في الطاعات، وتحصيل المحاسن والخيرات، والبعد عن المعاصي ومساوئ العادات، فلا يصح أن يتخذ الصيام، ذريعة للتقصير في العمل، أو أن يكون ذريعة للتراخي والكسل، وحري بالمؤمن أن يستحضر ثواب النية الصالحة، واحتساب الأجر على الله، وكل في ميدانه، فالطلاب والطالبات، والمعلمون والمعلمات، في تحصيل العلم ونشره، ومنسوبو القطاع الصحي، في حفظ البدن ووقايته، ورجال أمننا في المحافظة على الأمن، والمرابطون في دفاعهم عن الوطن، وكل من كلف بواجب، فعليه أداؤه بصدق ونزاهة، وإخلاص وأمانة.
مشاركة :