خفي أول أبريل 2022 (شينخوا) ترأس عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس الخميس حوار وزراء خارجية "دول جوار أفغانستان + أفغانستان" في تونشي بمقاطعة آنهوي شرقي الصين. وحضر الحوارَ القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية أمير خان متقي، جنبا إلى جنب مع وزراء الخارجية وممثلون عن الدول الأعضاء في آلية التنسيق والتعاون بين دول جوار أفغانستان. وتمت دعوة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي بصفتهما ضيفين. وقال وانغ إنه "بصفتنا دول جوار لأفغانستان، شهدنا مآسي وكوارث للشعب الأفغاني ناجمة عن سنوات من الحرب والفوضى، كما شهدنا أيضا مشاكل ناجمة عن الفوضى طويلة الأمد في أفغانستان. ولا توجد دولة أكثر رغبةً منا في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في أفغانستان في وقت مبكر". وأضاف "بعد الاجتماعين السابقين لوزراء خارجية دول جوار أفغانستان، أعربنا عن وجهة نظر مشتركة، وأظهرنا دورا فريدا، ووجهنا انطباعات المجتمع الدولي بشأن قضية أفغانستان". وتابع قائلا إنه يتعين على دول المنطقة التمسك بالتعاون بدلا من النزاع، والتمسك بالانفتاح عوضا عن العزلة، ومعاملة بعضها البعض على قدم المساواة، ومعارضة التنمر. وأوضح أنه يتعين على المجتمع الدولي تجنب إهمال القضية الأفغانية بسبب اهتمامه بالوضع في أوكرانيا، ومواصلة زيادة الاستثمار في أفغانستان لمساعدة الشعب الأفغاني. ومن الضروري مواصلة حشد التوافق والتضافر لمساعدة أفغانستان على تحقيق استقرار وضعها، ومكافحة الإرهاب بفاعلية، وتحسين معيشة الشعب وتطوير الاقتصاد، بحسب وانغ. وأضاف أنه يتعين على دول جوار أفغانستان تطبيق مبدأ "الأفغان يقودون ويملكون" وكذا العمل مع المجتمع الدولي على خلق مستقبل أفضل. وشكر متقي الصين على دعوة أفغانستان للحوار، قائلا إن بلاده تعطي الأولوية لشواغل جميع الأطراف المعنية. وأكد أن أفغانستان لن تسمح مجددا للقوى الخارجية باحتلال أراضيها، ولن تسمح لأي قوة باستخدام أراضي أفغانستان ضد الدول الأخرى. ومشيرا إلى أن بلاده ملتزمة بالتعايش السلمي والعلاقات الودية والتعاون متبادل النفع مع دول الجوار، لفت متقي إلى أن أفغانستان عدلت أولويات الحُكم الخاصة بها مع التركيز بشكل أكبر على تحقيق الاستقرار وتدعيم التنمية. وتابع قائلا إن بلاده تعتزم أن تصبح جسرا للارتباطية الإقليمية، وتسعى إلى تحقيق الازدهار المشترك مع دول الجوار، وتتطلع بشغف إلى الاعتراف الدبلوماسي المبكر من جانب دول الجوار بحكومة تصريف الأعمال. وأضاف متقي أن الولايات المتحدة لطالما قوضت السيادة السياسية والاقتصادية لأفغانستان. وانتقد الانسحاب الأمريكي المتهور من البلاد، الذي أسفر عن تدمير المنشآت وعواقب ضخمة على أفغانستان. ومشيرا إلى أن أفغانستان حثت الولايات المتحدة على فك تجميد أصولها الخارجية ورفع العقوبات غير المشروعة، ذكر متقي أنه يأمل من المجتمع الدولي توفير الدعم والمساعدة لبلاده. كما أعربت جميع الأطراف عن مواقفها ومقترحاتها بشأن قضية أفغانستان، داعية حكومة تصريف الأعمال الأفغانية إلى أن تصبح أكثر شمولا، وتكافح الإرهاب على نحو حازم وشامل، وتدفع حماية حقوق ومصالح النساء والأطفال. وقال متقي إن أفغانستان أعادت فتح المدارس وعاد الطلاب إلى فصولهم الدراسية، مضيفا أن بلاده لم تحظر مطلقا تعليم الفتيات. وتابع "يوجد عدد كبير من السيدات في جميع القطاعات في أفغانستان، ومن بينها الرعاية الصحية والتعليم". وأضاف أن الحكومة ترحب بمشاركة جميع المجموعات القومية في السياسة، وستدعو المزيد من الخبراء للمشاركة في عمل الحكومة. وأعرب وانغ عن أمله في وفاء حكومة تصريف الأعمال الأفغانية بجميع التزاماتها التي قطعتها بجدية، مضيفا أنه يُنتظر من جميع جيران أفغانستان لعب دور بناء في إعادة الإعمار السلمية لأفغانستان. كما اتفقت الأطراف على مواصلة حوار وزراء خارجية "دول جوار أفغانستان + أفغانستان"، الذي وصفه وانغ بالمفيد.
مشاركة :