البابا يدعو إلى الاستجابة لأزمة “الهجرة الطارئة” التي فاقمتها الحرب في أوكرانيا

  • 4/2/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشاهين الاخباري دعا البابا فرنسيس السبت، في مالطا، المجتمع الدولي إلى استجابات واسعة على خلفية “حالة الهجرة الطارئة” جراء الحرب في أوكرانيا التي أثارها، على قوله، “بعض الأقوياء” الذين يسيرون حسب “مصالح قومية”. وأعرب الحبر الأعظم في كلمة ألقاها في مستهل زيارة إلى مالطا أمام الرئيس جورج فيلا، عن أسفه لأنه “من شرق أوروبا، من الشرق حيث يشرق النور أولاً، جاء اليوم ظلام الحرب”. وأضاف “بعض الأقوياء الذين سجنوا أنفسهم في ادعاءات مصالح قومية عفا عليها الزمن أثار الصراعات وسببها مرة أخرى” في إشارة لا لبس فيها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدون أن يسميه. كما استنكر “إغراءات الاستبداد” و “الإمبريالية الجديدة” التي تهدد العالم بـ “حرب باردة” “لا تجلب إلا الموت والدمار والكراهية”. وأمام هذا النزاع الذي دفع بأكثر من 4.1 ملايين أوكراني إلى مغادرة بلادهم، دعا إلى “حلول عالمية” للرد على تدفق الفارين من سائر أنحاء البلاد. وأوضح البابا “لا يمكن لبعض الدول أن تتحمل كل المشكلة وحدها، والآخرون لا يبالون” وفي ذلك انتقاد واضح لسياسة الهجرة في مالطا التي لطالما اتهمت بإغلاق موانئها أمام سفن المنظمات غير الحكومية التي تنقذ المهاجرين العالقين في البحر المتوسط خلال عبورهم إلى أوروبا. فساد يتوجه البابا البالغ 85 عاما في فترة بعد الظهر في مركب شراعي إلى غوزو في شمال البلاد وهي إحدى جزرها الثلاث المأهولة، حيث سيترأس صلاة في مزار تابينو الوطني. والبابا فرنسيس هو ثالث حبر أعظم يزور مالطا بعد يوحنا بولس الثاني في 1990 و2001 وبنديكتوس السادس عشر في 2010. وعشية زيارته قال البابا إنه “حاج” يستعد لتطأ قدماه “أرضا منورة” على خطى القديس بولس شفيع الجزيرة. مع أن الكاثوليكية لا تزال مدرجة في دستور البلاد، إلا أن الديانة شهدت تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة فيما سيشجع البابا على التبشير الجديد على خلفية تراجع في الدعوات الكهنوتية. كما قارن البابا في خطابه أسس “الصدق والعدل والإحساس بالواجب والشفافية” مع “اللاشرعية والفساد” الذي يشوه سمعة مالطا. ويعود جزء من الازدهار الاقتصادي لهذه الدولة الصغيرة، العضو في الاتحاد الأوروبي، إلى المراهنة عبر الإنترنت والشركات الخارجية وبرنامج “جواز السفر الذهبي” الذي يمنح الإقامة أو الجنسية للأثرياء. وكان اغتيال الصحافية دافني كاروانا غاليزيا العام 2017 الذي خلف صدمة في مالطا والعالم، أجج الاتهامات بالتساهل والتراخي بشأن هذه الآفة. خلال هذه الزيارة وهي السادسة والثلاثون له في الخارج سيستقل البابا فرنسيس مجددا السيارة البابوية “باباموبيلي” لإلقاء التحية على الحشود. واصطفت حشود المؤمنين على امتداد مساره في شوارع العاصمة. وأعربت جوانا سلطانة، وهي ربة منزل تبلغ 41 عامًا، عن سعادتها لأنها تمكنت من رؤية البابا الأرجنتيني الذي تأمل منه “رسالة سلام للجميع”. وقالت “لقد رأيته للتو، لكن الأمر يستحق هذا العناء”. “قريب من الناس” تقع مالطا بين جزيرة صقلية الإيطالية وتونس، وهي أصغر دول الاتحاد الأوروبي وتشكل بوابة دخول إلى أوروبا لمهاجرين يسلكون طريق المتوسط. وقال برنارد فاليرو الدبلوماسي السابق والخبير في شؤون المتوسط، “لمالطا أبعاد رمزية على أصعدة عدة، فموقعها في وسط المتوسط مسرح مأساة الهجرة، وتاريخ الجزيرة نفسها زاخر بعمليات غرق سفن وبالقديس بولس وبموجات الهجرة، مع رمزية دينية كبيرة”. سيصلي رأس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1.3 مليار مؤمن في العالم، في مغارة القديس بولس شفيع الجزيرة الذي يفيد التقليد المسيحي أن مركبه غرق قبالتها في العام 60 بعد الميلاد، ثم يترأس قداسا في فلوريانا قرب فاليتا يتوقع أن يحضره نحو عشرة آلاف شخص. ويلتقي البابا أيضا مهاجرين في مركز استقبال في هال فار في جنوب البلاد. وخلال مؤتمره الصحافي التقليدي خلال الرحلة التي تعيده إلى روما، قد يتطرق الحبر الأعظم إلى الحرب في أوكرانيا التي ندد كثيرا بها. وكان يفترض أن يتوجه البابا إلى مالطا العام 2020 لكن الزيارة أرجئت بسبب جائحة كورونا. وخضع البابا في 2021 لعملية في القولون وألغى في شباط/فبراير التزامات بسبب “ألم حاد في الركبة”. أ ف ب الوسوم "الهجرة الطارئة" الشاهين الاخباري

مشاركة :