من المستغرب جدا أن تشير وزارة التعليم إلى أن قرار سحب 80 كتابا من الكتب ذات الخطاب التحريضي ومنها كتب حسن البنا ومحمد قطب وسيد قطب من المدارس حدث قديم، ليس لأن تلك الإشارة عارية عن الصحة، فالتعميم الذي ذكرت «عكاظ» أنها تحتفظ بنسخة منه صدر قبل أسبوع، وإنما لأن في إشارة وزارة التعليم إلى قدم التعميم ما يشبه التبرؤ منه والتخلي عن مقتضياته، وكأنما هو قرار سقط بالتقادم، وليس من لوم على معلم أو إدارة مدرسة إن تركت هذه الكتب ذات الطابع التحريضي بين أيدي الطلبة والطالبات، ما دامت الوزارة تتحدث عن أنه قرار قديم، وتتنكر لتعميم حديث وجهت به إدارات التعليم بسحب تلك الكتب. وإذا كانت وزارة التعليم قد لجأت إلى القول بأن الحدث قديم على أثر الضجة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، فإن ذلك يعني تخوف الوزارة من ردة فعل جماعات متشددة، لا تزال تتعلق بأذيال حسن البنا وسيد قطب ومحمد قطب، وما أسسوا له من جماعة الإخوان المسلمين، والتي كشفت ممارساتها عبر تاريخها عن أنها جماعة إرهابية، وهو ما دعا المملكة إلى تصنيفها باعتبارها جماعة إرهابية، واستدعى توجيه الأمير نايف رحمه الله بسحب كتب مؤسسي هذه الجماعة من المدارس قبل سبع سنوات. لم تكن وزارة التعليم من الشجاعة بحيث تؤكد أن الخبر الذي تداولته مواقع التواصل صحيح، وأن تعميمها حديث ومبني على قرار قديم لا يزال ساري المفعول، وما من تفسير غير تجنب مواجهة المتشددين يمكن له أن يفسر تصريح الوزارة بأن سحب كتب التحريض «حدث قديم».
مشاركة :