اختتمت جمعية الريادة الشبابية يوم الأربعاء الماضي النسخة الثانية من برنامج الوعي المالي (ديناري) والذي أطلقته بشراكة استراتيجية مع معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية (BIBF)، بهدف تعزيز الوعي المالي لدى الشباب البحريني من الجنسين، ومساعدة الشباب البحريني على إدارة شؤونهم المالية الشخصية بشكل فعال، من خلال تزويدهم بالمعرفة والأدوات والمهارات عبر دورات وورش عمل قدمها كلاً من الاستاذ عارف خليفة والاستاذة نورهان الظن والاستاذ خالد العمادي والاستاذة حميدة فروتن. وقالت المستشارة والمدربة المعتمدة في المحاسبة المالية حميدة فروتن إن برنامج الوعي المالي (ديناري) يعتبر فرصة للشباب لتنمية وعيهم المالي وليكونوا قادرين على إدارة أموالهم والمساهمة في تطوير المجتمع، مشيرة إلى أن جمعية الريادة الشبابية استطاعت من خلال البرنامج توفير أهم المهارات والمفاهيم المالية الحديثة للشباب وبطرق تفاعلية وعملية يخرج بعدها المشارك بوعي مالي أعلى وثقة وحماس لمرحلة جديدة في حياته يطور فيها نفسه ومجتمعه. وذكرت فروتن أنها قدمت خلال البرنامج ورشتي عمل ركزت على العقلية والحرية المالية والاستقلال المالي وكيفية التخطيط المالي الشخصي وضع الأهداف المالية الذكية وبناء الخطة المالية وأهدافها وخطواتها بالإضافة الى تطبيق عملي لبناء الخطة المالية، مؤكدة أن ورش العمل كانت ضمن أجواء تفاعلية ونقاشية ممتعة ومفيدة، وكان المشاركين يعبرون عن فهمهم للمعلومات والمهارات عن طريق النقاش وتبادل الأمثلة والتجارب الواقعية وتطبيقها مع زملائهم من خلال الانشطة ودراسة الحالات ضمن فرق عمل تنافسية. وحول أهمية الوعي المالي، قال الباحث الاقتصادي والمحاضر المصرفي عارف خليفة أنه لا يقل أهمية عن أيٍ من العلوم والمعارف التي يتعلمها الشباب، وهي مهمة لتكوين مجتمع واعٍ يستطيع أن يدير نفسه مالياً ولتحقيق الاستقلال المالي، مؤكدا ان جمعية الريادة الشبابية تمكنت من تنفيذ البرنامج بصورة متميزة من خلال المواضيع التي تم طرحها، موضحاً أن البرنامج يبني مهارات مهمة لدى المشاركين بحيث يستطيعون إدارة محافظهم المالية بصورة فعالة. وعن ورش العمل التي قدمها خلال البرنامج، أوضح خليفة أن ورشة العمل الأولى التي قدمها كانت بعنوان (بالفلس والدينار) تناولت العقلية المالية والفروق بين عقلية الأفراد وفق مستويات دخلهم، وكيفية تحديد الأولويات خلال تحديد الميزانية المالية، وطريقة إدارة الميزانية في حال مواجهة قصور في احد الحاجيات، بالإضافة إلى التعرف على بعض القواعد والمناهج والنظريات في الإدارة المالية ونماذج تطبيقية عليها، موضحاً أن ورشة العمل الثانية كانت بعنوان (المال لا يشتري السعادة) حيث تطرق خلالها إلى كيفية الانتقال من الاستهلاك العادي إلى الاستهلاك الذكي، والتعامل مع الديون والتخلص منها، وهيكلة المحافظ المالية، وكيفية تنمية المدخرات من خلال الاستثمار الموثوق، وأنواعها، وطرق اختيارها، بالإضافة إلى امثلة تطبيقية عليها. من جانها، قالت المحاضر أول في العلوم المالية والمصرفية بمعهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية نورهان الظن أن الوعي المالي من أهم عوامل نجاح المجتمع، وأن قدرة الفرد على تقييم وضعه المالي وتطويره والتعامل مع مخاطر السوق يساعد المجتمع ككل للتطور والازدهار، مشيرة إلى أن برنامج (ديناري) يقوم بدور مهم لإبراز اهمية الوعي المالي واعداد الشباب لإدارة أموالهم بطريقة أفضل، ويساعدهم على اتخاذ قرارات مالية صحيحة والمساهمة بفعالية لبناء مستقبل مالي ناجح. وذكرت الظن أنها قدمت خلال البرنامج ورشتي عمل بعنوان (مستقبلك المالي) و(اصنع ثروتك)، موضحة أن خلالهما طرحت مبادئ الاستثمار والادخار وأهم النقاط المتعلقة ببناء خطة للمستقبل المالي وتحقيق الأمان التقاعدي. وحول أهمية البرنامج، أكدت المنسق العام للبرنامج آلاء الجار أن الوعي المالي يعتبر مفتاح النجاح لأنه يشكل أساس علاقة الأفراد بالمال، وذلك من خلال القدرة على فهم المهارات المالية المختلفة واستخدامها بفعالية، موضحة أن البرنامج تم إعداده وتطويره بالتعاون مع عدد من الخبراء في الاقتصاد والإدارة، وأن مرحلة إعداد وتنفيذ البرنامج كانت من التجارب الثرية التي اكسبتها العديد من الخبرات المتنوعة والتي ستساعدها لتخطيط وتنفيذ برامج جديدة ومبتكرة، مشيرةً إلى ان الجمعية تعكف على تخطيط نسخ جديدة من البرنامج لفئات عمرية مختلفة. من جانبه، أوضح عضو فريق عمل البرنامج عبدالله زاده أن ما دفعه للانضمام إلى فريق عمل البرنامج هو اعجابه بأهداف البرنامج والحلول التي يطرحها لكثير من المشكلات التي يواجهها الشباب، مؤكداً انها كانت فرصة مثالية للتطوع ولتنمية مجموعة من المهارات الشخصية مثل العمل الجماعي والتواصل وإدارة الوقت وأن يكون جزءا من عملية التنمية والتطوير التي يطمح الجميع لتحقيقها. وأوضح زادة أن فريق عمل البرنامج كان متنوعاً وغنياً بالخبرة في العمل التطوعي والذي ساهم في تبادل الخبرات وتعلم مهارات جديدة، معبراً عن سعادته بردود الفعل الإيجابية من الشباب المشاركين في البرنامج، وطريقة تفاعلهم وانطباعاتهم حول المواضيع التي تم طرحها والمهارات التي تم تزويدهم بها. وعن آراء المشاركين بالبرنامج، قال غازي فيصل جواد بأن ما دفعه للمشاركة في البرنامج هو الرغبة في تعلم إدارة المال على المستوى الفردي واكتساب الوعي المالي، ووصف مشاركته على أنها مشاركة قيمة وثرية لاحتواء البرنامج على ورش عمل ومواضيع شيقة ومفيدة يتم طرحها من قبل مدربين يتميزون بالوعي والخبرة الواسعة. وأشار جواد إلى أن البرنامج أكسبه المهارات الأساسية التي يحتاجها كل فرد في سن مبكر ليبدأ حياته المالية بالطريقة الصحيحة والتي يفتقر لها الأفراد في بعض الأحيان، مثل مهارات إدارة المال وطرق الادخار والمنتجات البنكية المتوفرة في مملكة البحرين. من جانبها، قالت شهد البلوشي بأنها شاركت في البرنامج كونه برنامج واعد يسعى إلى تفعيل الدور الشبابي في المجتمع البحريني وتمكينه من الانخراط في جميع ميادين الحياة، ووصفت مشاركتها على أنها فرصة فاعلة لتحسين الوعي المالي بين شباب البحرين من كلا الجنسين وتنمية مهاراتهم وتزويدهم بالمعرفة لتمكينهم من مواجهة مسؤولياتهم الحياتية، وذلك من خلال الاستعانة بنخبة من الخبراء. أما بالنسبة للورش والمواضيع المطروحة خلال البرنامج، أكدت البلوشي بأنها مواضيع قيمة تعمل على تعزيز روح العمل وبناء حس المسؤولية لدى فئة الشباب الذي يعتبر اليوم هو العنصر والأداة التي تدفع بعجلة التنمية والتطور، مبينةً أنها تتوقع اكتساب مهارات متصلة بتوفير المال وترشيد الاستهلاك وتحقيق العوائد المالية، مشيدة بتنظيم البرنامج الذي يستحق أعلى مستويات التقدير. وأشارت شيخة الخالدي إلى أن سبب مشاركتها في البرنامج يعود إلى القفزات المثيرة في عالم المال والاستثمار، ورغبتها في تطوير مفاهيم الوعي المالي واكتساب الخبرات من خلال برنامج مدروس يقوم بطرح الكثير من أسرار الوعي المالي، مبينةً أن اختيار المدربين تم بعناية فائقة، ولديهم خبرة في الاقتصاد والادارة المالية مما ينعكس إيجابًا على جودة المخرجات، وهو جزء من التنظيم والإعداد الرائع والتعاون بين فريق العمل في الجمعية. وتتوقع الخالدي أن تتغير مفاهيم وسلوكيات الاستهلاك والاستثمار وإدارة المال لديها ولدى المشاركين، مما سيفتح لهم آفاق جديدة في مجال الوعي المالي. ومن جانبه، قال حسن علي ميرزا بأن سبب انضمامه للبرنامج هو الرغبة في زيادة وعيه المالي، وذلك لضرورته في الأوضاع الاقتصادية الراهنة، موضحاً أن البرنامج قدم له فرصة مميزة لتحسن التخطيط المالي لديه. وأردف ميرزا بأن فريق البرنامج بذل الوقت والجهد الكبير لتقديم مثل هذا البرنامج المتميز والرائع، مؤكداً بأن المواضيع المهمة التي تم التطرق إليها خلال ورش العمل والاستعانة بمدربين متمرسين في الادارة المالية كان لهم بالغ الأثر في ترسيخ مهارات الادخار والاستثمار والفهم السليم للتمويل والاقتصاد لدى المشتركين، وذلك من خلال مشاركة خبراتهم الطويلة في هذا المجال مما أسهم في إثراء جودة البرنامج.
مشاركة :