بعد نحو شهرين يقف «الأبيض» أمام منتخب أستراليا «ثالث المجموعة الثانية» بالتصفيات في لقاء الملحق الآسيوي المؤهل إلى الملحق العالمي على مقعد في كأس العالم 2022، وذلك يوم 7 يونيو المقبل بالدوحة، وبغض النظر عن خطة الإعداد المميزة التي قدمها الجهاز الفني للمنتخب الوطني، للجنة المنتخبات والآلية التي سيتم تنفيذها من قبل الأرجنتيني أروابارينا، لا يزال منتخبنا يحتاج الكثير من العمل، حتى يرتقي لهذا النوع من المواجهات المصيرية. وكان الجهاز الفني للمنتخب طلب الحصول على فترة تحضير كافية ومعسكر لا يقل عن 15 يوماً، وخوض تجربة ودية على الأقل، قبل مواجهة أستراليا، كما وضع الجهاز الفني خطة لمتابعة اللاعبين الدوليين سواء في دوري الأبطال أو خلال مباريات الدوري حتى ختام الموسم الجاري. واستطلع «الاتحاد الرياضي» رأي خبراء فنيين عن أفضل النصائح التي يجب التركيز عليها، وعدم إغفالها خلال تحضير المنتخب للمواجهتين أمام أستراليا، وأمام منتخب بيرو في حالة الفوز، وقد اتفق أصحاب الخبرات الفنية على ما يمكن تلخيصه في 5 نصائح أساسية تمثل «روشتة» فنية لتطوير أداء المنتخب، ومنحه الفرصة الكافية للمنافسة على بطاقة مؤهلة للمونديال. أبرزها يتعلق بأهمية الحصول على وقت كافٍ للتجمع المرتقب، خاصة وأنه يأتي بنهاية الموسم، وبعد ضغط مباريات، ما يجعل اللاعبين بحاجة إلى وقت تدريبات الاستشفاء أولاً، ومن ثم بدء التدرج في التدريبات والحصص البدنية والتكتيكية والنظرية للاعبين، مع ضرورة خوض تجربة ودية على الأقل خلال فترة التجمع المقبلة، والتي اتفقت الآراء على أنها يجب أن تزيد عن 15 يوماً، وذلك لرفع منحنى الأداء البدني والتدرج بالحمل التدريبي للاعبين، وزيادة الانسجام بين عناصر المنتخب، خاصة أن المنتخب الأسترالي يمتاز بالقوة البدنية طوال 90 دقيقة، ما يتطلب تحضير اللاعبين بشكل يمكن المنتخب الوطني، من الصمود أمام القوة البدنية للكانجارو، ومجاراة لاعبيه خصوصاً على مستوى الوسط والدفاع. وشدد الخبراء على وجود متطلبات تتعلق بالعمل خارج الملعب كثاني أبرز النصائح، وذلك فيما يخص الإعداد النفسي والذهني للاعبين، واستغلال الفوز على كوريا الجنوبية، ليكون دافعاً البناء للمستقبل بثقة كبيرة في النفس، بات المنتخب مطالباً بالحفاظ عليها، ثالث النصائح، هو ضرورة إيمان اللاعبين بأنهم قادرون على مقارعة الكبار والتفوق عليهم، وأشار الخبراء الفنيون إلى أن الفوز على كوريا الجنوبية، يجب أن يمنح المنتخب واللاعبين الدفعة اللازمة لمنازلة أي منتخب خصوصاً أستراليا الذي يعتبر «غير مخيف» على حد وصف بعض الآراء، فضلاً عن ضرورة التحلي بالروح القتالية من أجل التعامل مع المباريات بجدية وتركيز «مكثف». أما رابع النصائح فتعلق بضرورة اتباع فلسفة تدريبية توظف قدرات لاعبي المنتخب، لاسيما مهام الضغط العالي على المنافس، وعدم ترك مساحات في الوسط وأمام خط الدفاع، والالتزام التكتيكي واللعب على المرتدات، هي من الأمور التي يجب التركيز عليها في الجوانب التكتيكية والخططية، وخامس النصائح تتلخص بضرورة اختيار أفضل 23 لاعباً من الدوري، للمهمة الأخيرة في مشوار التصفيات، بهدف الوصول التوليفة السحرية من بين الأسماء التي ستلعب المباراة المرتقبة أمام أستراليا، كما اتفقت الآراء على أن أنسب تكتيك يجب التركيز عليه بالنسبة للمنتخب هو طريقتي 4-2-3-1 و4-3-3 ما ضرورة تقارب خطوط اللعب، وعدم ترك أي مساحات في العمق وعلى الأطراف. شايفر شايفر «فلسفة ألمانية».. رأى الألماني وينفرد شايفر، مدرب العين وشباب الأهلي وبني ياس الأسبق، وصاحب الخبرات الكبيرة في قيادة المنتخبات الوطنية، أن الأبيض يحتاج لتحضير مميز للقاء يعد مصيرياً أمام أستراليا ومن بعدها بيرو في الملحق العالمي حال عبور الكانجارو. وشدد شايفر على ضرورة اتباع «الفلسفة الفنية الألمانية» التي تعتمد على القدرات البدنية والانضباط التكتيكي، والضغط العالي على المنافس، خصوصاً حامل الكرة، مع عدم ترك مساحات في الوسط والدفاع، وتابع: الأسلوب الأكثر نجاحاً حالياً هو الفلسفة الألمانية في التدريب، بدليل نجاح مدربين ألمان في أغلب دوريات العالم، ومنها الدوري الإنجليزي، خاصة أن الوصول لكأس العالم لن يكون سهلاً وعلى المنتخب أن يرفع قدرات لاعبيه فنياً وبدنياً وذهنياً. ونصح شايفر لاعبي الأبيض بالتحلي بالروح القتالية، خاصة أن منتخب أستراليا يلعب على «قوة الالتحام» ما تتطلب منتخباً جاهزاً لهذا النوع من المواجهات، وهو نفس الأمر بالنسبة لمنتخب بيرو صاحب الأداء البدني القوي. وأكد شايفر على ضرورة تحلي المنتخب الإماراتي بالثقة في النفس، وأن يكون هناك التفاف كبير من الجماهير هو المنتخب، لأن الحضور الجماهيري سيكون مفيداً للغاية من واقع قرب المسافة بين قطر والإمارات، والتي ستمكن جماهير الإمارات من الحضور بكثافة لدعم فريقها، وهي نقطة يجب استغلالها بشكل جيد على حد وصفه. هاشيك هاشيك «انضباط تكتيكي».. من جهته، أكد التشيكي إيفان هاشيك، مدرب منتخب لبنان خلال مشوار التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، أن منتخب أستراليا يمتلك ميزة تجعله متفرداً عن باقي منتخبات القارة، وهي قوة الالتحام واللياقة البدنية للاعبيه، التي تجعلهم قادرين على الأداء طوال 90 دقيقة بنفس المستوى، ولفت إلى أن ميزة الأبيض هي امتلاك لاعبيه حلولاً فردية، حتى وإن غاب ذلك خلال التصفيات الحالية، لكن اللاعب الإماراتي بشكل عام يمتلك المهارة الفردية ويمكنه أن يقدم أداءً مميزاً وأن يحقق المطلوب في مواجهات الملحق على حد وصفه. وأضاف: مواجهة أستراليا تحتاج الالتزام بالانضباط التكتيكي من «الأبيض» في المقام الأول، وعدم ارتكاب أي هفوات خصوصاً في المنطقة الدفاعية، فليس عيباً أن يلعب المنتخب بطريقة متحفظة دفاعياً ويلجأ للمرتدات، مستغلاً الثغرات المتوقع أن تظهر في أداء أستراليا، هذا المنتخب الذي عانى في التصفيات بالفعل، خاصة من حيث قلبي الدفاع وغياب اللاعب المحوري في الوسط، ما يمكنه أن يفيد الأبيض إذا ما فرض أسلوبا قائما على اللعب ككتلة واحدة في الدفاع والهجوم، وتقارب خطوطه الثلاثة وغلق الملعب وعدم منح لاعبي أستراليا فرصة امتلاك الكرة أو حرية التحرك بها أو التسديد من خارج المنطقة. وأشار هاشيك إلى أن المنتخب يحتاج للتدريب كثيراً على ركلات الجزاء، لأنه من الوارد الوصول لهذه المرحلة، وبالتالي يجب أن يكون لدى الجهاز الفني رؤية كاملة لأفضل المسددين لركلات الجزاء وأنسب الحراس القادرين على التصدي لركلات الترجيح. وتابع: التسديد من خارج المنطقة يجب أن يكون سلاحاً فعالاً للأبيض، هذا الأمر يغيب عن فلسفة وتكتيك المنتخب الإماراتي بشكل دائم، فلا يوجد مسدد قوي من خارج المنطقة، وهي نقطة ستحتاج للعمل عليها خلال التجمع المنتظر للمنتخب. نور الدين العبيدي نور الدين العبيدي الخطوة الأولى يرى التونسي نور الدين العبيدي، المحلل الفني لـ «الاتحاد الرياضي»، ومدرب المنتخب الأولمبي وأندية شباب الأهلي والفجيرة السابق، أن الفوز على منتخب أستراليا أمر ليس بعيداً عن الأبيض، ولكنه حذر من التفكير في «بيرو» ونسيان التركيز على أستراليا. وتابع: يجب أن يتعامل لاعبو المنتخب على أن المباراة المؤهلة للمونديال هي مباراة أستراليا ولا شيء غيرها، ومن ثم يكون التفكير في الخطوة الأخيرة أمام البيرو.وتابع: من واقع متابعة مشوار التصفيات، أرى أن المنتخب الأسترالي ليس مخيفاً، بل يعاني بالفعل على مستوى ظهيري الجنب، ويمكن الفوز عليه حال لعب منتخب الإمارات بالتركيز الكافي، وتقاربت خطوطه، وتحلى لاعبوه بالروح القتالية العالية» أوجه الشبه بين الأبيض والكانجارو شهد مشوار منتخبنا الوطني، ونظيره الأسترالي بالتصفيات عبر المجموعتين الأولى والثانية عن قارة آسيا، عدة أوجه للشبه، ما يجعله منتخباً يمكن مقارعته، حيث رأى الخبراء أن منتخب أستراليا بالفعل منتخب يقع في العديد من الأخطاء التكتيكية، حيث فاز خلال مشوار التصفيات في 4 مباريات فقط، بينما فاز الأبيض في 3 مباريات، كما تعادل كلاهما في 3 مباريات، وخسر منتخبنا 4 مباريات بينما خسر منتخب أستراليا 3 مباريات. تمتع المنتخب الأسترالي بغزارة تهديفية، حيث سجل 15 هدفاً في مشوار التصفيات، مقابل تسجيل الأبيض 7 أهداف فقط، حيث عانى المنتخب من«عقم تهديفي» خلال مشواره بالمجموعة الأولى، وهو ما يحتاج المنتخب للتغلب عليه قبل مواجهة أستراليا. ودفاعاً تلقى أستراليا 9 أهداف مقابل تلقي منتخبنا 7 أهداف، وهنا يمكن اكتشاف وجود نقاط ضعف دفاعية في المنتخب الأسترالي الذي يمكن اختراق دفاعاته، خصوصاً من العمق، أما النقاط التي جمعها كلا المنتخبين في التصفيات، فكانت 12 نقطة للأبيض مقابل 15 لمنتخب أستراليا، ما يعكس تقارب مخرجات مشوار التصفيات لكلا المنتخبين بالفعل.
مشاركة :