تحوّل في الدبلوماسية السعودية يعبر عن موقف سياسي قوي مدعوم بدور اقتصادي فاعل

  • 12/9/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رفع رئيس الجمعية المصرية للقانون الدولي وزير الشؤون القانونية والبرلمانية المصري السابق الدكتور مفيد شهاب الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ولحكومة المملكة على ما قدمته لمصر من دعم ومساندة بما يعكس حالة التآخي والتلاحم بين البلدين. المملكة ومصر شقيقتان صقلتهما التجارب والخبرات ووقائع التاريخ.. والعلاقات بينهما تجسد حالة الأخوة والوحدة وقال شهاب في كلمته خلال افتتاح الجمعية المصرية للقانون الدولي موسمها الثقافي بالقاهرة ندوة حول "القرار السعودي بالاعتذار عن عضوية مجلس الأمن": إن المملكة ومصر شقيقتان صقلتهما التجارب والخبرات ووقائع التاريخ، واستعرض مشاهد من تاريخ العلاقات السعودية/المصرية بما يجسد حالة الأخوة والوحدة بين البلدين منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - تغمده الله بواسع رحمته - وزيارته لمصر عام 1946م مروراً بموقف الملك فيصل - رحمه الله - إبان حرب 1973م ومساندته لمصر بوقف تصدير البترول إلى الدول الغربية والولايات المتحدة وانتهاءً بالموقف الأخير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - المساند لمصر عقب ثورة 30 يونيو مشيداً بالحملة الدبلوماسية والسياسية التي أطلقتها المملكة لمساندة مصر ودفع الدول الغربية إلى التراجع عن التدخل في شؤون مصر بالإضافة إلى الدعم الاقتصادي الكبير من قبل المملكة ودول الخليج العربي لمصر الذي ساعد مصر على تخطي تلك الأزمة، وحول قرار المملكة بالاعتذار عن عضوية مجلس الأمن أكد الدكتور شهاب أن المملكة رغم الاعتذار تؤمن برسالة وأهداف منظمة الأمم المتحدة حيث إنها كانت من أوائل الدول التي شاركت في تأسيس المنظمة الدولية مبيناً أن مرجع قرار المملكة بالاعتذار عن عضوية مجلس الأمن تمثل في عجز مجلس الأمن عن أداء دوره المنوط به وفشله القيام بمسؤولياته خاصة تجاه القضايا العربية الكبرى مثل القضية الفلسطينية وما يحدث في سوريا من مذابح وقمع يتعرض له الشعب السوري من قبل نظام بشار الأسد، وأوضح أن المملكة باعتذارها أرادت أن تكون صادقة مع نفسها برفض مقعد ترى شغله تكليفاً والتزاماً بمسؤولية تؤدي من خلالها خدمة للمجتمع الدولي وللشعوب العربية وشعوب العالم وليس منصباً شرفياً أو مكاناً للراحة والتباهي مؤكداً أن رسالة المملكة بهذا الاعتذار تمثل قيماً ومثلاً يجب الاقتداء بها من أجل إصلاح مجلس الأمن والأمم المتحدة. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي من جانبه في مداخلة له أن إساءة استخدام حق الفيتو بمجلس الأمن هي أكبر عيوبه وما يجعله يفشل في القيام بدوره المنوط به ويسمح بسيطرة دولة أو عدة دول عليه. وأوضح العربي أن جميع الدول العربية تتفق مع مطلب المملكة وتؤيده مشيراً إلى أن الجامعة العربية تنادي بإصلاح وتطوير مجلس الأمن منذ عام 1979م حتى الآن، وقال المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي في كلمته بوصفه متحدثاً رئيسياً في الندوة إن اعتذار المملكة جاء بسبب أن المنظمة الدولية ومجلس الأمن يمران بما يوصف بمشكلة أن التوازن بين الدول الأعضاء غائب وبالتالي لا تتحقق العدالة في العلاقات الدولية. وعد نقيب الصحفيين المصريين الأسبق مكرم محمد أحمد من ناحيته في مداخلة له اعتذار المملكة عن عضوية مجلس الأمن بأنه تحول في الدبلوماسية السعودية تجاه الدبلوماسية النشطة والهجومية بما يعبر عن موقف سياسي قوي مدعوم بدور اقتصادي فاعل تقوم به المملكة حالياً على المستوى العالمي. وأكد الوزير السابق والفقيه القانوني الدكتور يحيى الجمل بدوره أن موقف المملكة من هذا الاعتذار رسالة للمجلس بأنه غير فاعل بسبب عدم قيامه بالدور المناط به في تحقيق السلم والأمن الدوليين، وعدد الجمل في هذا السياق المواقف التاريخية التي اتخذتها المملكة لمساندة لمصر على مر التاريخ التي تجسدت مؤخراً في دعم المملكة لثورة 30 يونيو والحملة الدبلوماسية التي حذرت فيها المملكة الدول الغربية من التدخل في شؤون مصر. حضر الندوة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد بن عبدالعزيز قطان وعدد من السفراء العرب وكبار المسؤولين المصريين وأساتذة القانون ورجال الصحافة والإعلام.

مشاركة :