7 تريليونات دولار استثمارات متوقعة في الطاقة المتجددة

  • 12/3/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

"المناخ" في كل أنحاء العالم هو "المناخ"، لكن بالنسبة إلى سويسرا، أو إلى مصرفها الأول "يو بي إس" تحديداً، فالمناخ هو المال، والاستثمارات، وأسهم الشركات، وأسواق الأوراق المالية، والصناعة، وهو أيضاً المناخ. وبحسب بحث أجراه "يو بي إس" بمناسبة انعقاد قمة المناخ الجارية في باريس حالياً، فقد ذكر المصرف أنه من المرجح أن تدفع مفاوضات الأمم المتحدة المتعلقة بالمناخ العالمي مزيدا من الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة لتصل إلى سبعة تريليونات دولار. وأشار "يو بي إس" إلى أن الاتفاقية سترفع الطلب على المحطات الكهربائية الذكية بمقدار 168 مليار دولار في أوروبا وحدها، وستوجِّه نحو الانتقال إلى الكهرباء في التدفئة والنقل، على وجه التحديد، وستفرض مزيدا من الكوابح على استخدام الفحم في محطات الطاقة الكهربائية، أو كمصدر للطاقة والصناعة عموما. ولفت المصرف إلى أن مؤتمر الأطراف الموقعة على الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة المتعلقة بتغير المناخ ـ 21 (COP21) يسعى إلى إنتاج هدف نهائي عالمي مُلزم قانوناً للدول الأطراف لتحقيق اقتصاد عالمي خالٍ من الكربون؛ أو "اقتصاد غير مُكربَن"، حسب تعبير البحث. وأضاف أن "هذا الهدف لن يأتي خالياً، حيث سيكون مصحوباً بآلية يتم إنشاؤها في باريس تتضمن رصداً دورياً لجهود الدول في التخلص من الكربون؛ وستتولى الآلية تنفيذ المساءلة لإلزام الحكومات بتنفيذ أهدافها، وكل هذه البنود تقع في إطار اتفاق عالمي شامل لوضع حد للاحترار العالمي بحيث لا يزيد على درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل العصر الصناعي". وقال، ألبرتو جاندولفي، المحلل في، "يو بي إس"، "إنهم يعتقدون أنه من أجل الحفاظ على هدف "+ 2 درجة مئوية" (المصطلح المتداول في باريس حالياً، أي عدم تجاوز الاحترار العالمي درجتين مئويتين)، فإن الاتفاقية الإطارية المتعلقة بتغير المناخ ستجلب ثلاثة آثار رئيسة، أولاً، في الوقت الذي سيتعين فيه على البلدان الأطراف في المعاهدة تقديم خطط مفصلة حول كيفية إبعاد اقتصاداتها عن إنتاج الكربون، فإننا سنرى مزيدا من الدعم لمصادر الطاقة المتجددة، وكفاءة استخدام الطاقة". وأضاف جاندولفي، أن "الأثر الثاني، يتمثل في الاندفاعة القوية نحو مزيد من الكهربة، وأغلبها سيقع في مجالات التدفئة والنقل، وثالثاً تنفيذ خطة طويلة الأجل لإغلاق محطات توليد الكهرباء التي تستخدم الفحم بشكل دائم". ويرى البحث، أنَّ الاندفاع العالمي لدعم مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن يُجدِّد نمو استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الاقتصادات المتقدمة مثل أوروبا، وفتح أسواق جديدة أمام هذين القطاعين. وأوضح جاندولفي، أن هذا سيؤدي إلى تحقيق نفقات رأسمالية طويلة الأجل "النفقات الرأسمالية، أو الإنفاق الرأسمالي، هي نفقات مُكرَّسة من أجل الإستحقاقات الاقتصادية المُقبلة حتى إن كانت بعيدة الأمد"، خاصة في مجالات تنفيذ الشبكات الكهربائية الذكية، وتخزين الطاقة الكهربائية الفائضة، واستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في توليد الطاقة الكهربائية. وقال جاندولفي، "إن التركيز على كفاءة استخدام الطاقة يمكن أن يعزز دور خدمات الطاقة بوصفها وحدة متنامية من وحدات الأعمال التجارية الصاعدة"، مضيفاً أنه "إلى جانب محطات الكهرباء "فوق الحرجة" التي بنيت أخيرا (أي تلك التي يعتمد تشغيلها، أو نسبة عالية من تشغيلها على الفحم، وتواجه انتقادات من المنظمات المدافعة عن البيئة)، فإن مؤتمر باريس يمكن أن يؤدي إلى وقف تفصيلي دقيق لأقل محطات الفحم كفاءة، ووقف متدرِّج لمحطات الفحم الأكثر حداثة". وأشار جاندولفي، إلى أن بريطانيا قد فعلت ذلك للتو، بوضعها خططا لتحقيق خروج كامل عن الفحم بحلول عام 2025، معتبراً أن مثل هذه القرارات ستحسن في نهاية المطاف من إمدادات محطات الطاقة الكهربائية، وكذلك الطلب على محطات الكهرباء المتقدمة، وسترفع أيضاً أرباح مصانع الغاز التي تقف في الوقت الحاضر في المنطقة السلبية من الأرباح. ويعتقد المحلل المالي في "يو بي إس" أن تخليص البلدان اقتصاداتها من الكربون سيحقق على المدى الطويل فرصاً استثماريه أكبر في مجال توليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية تصل إلى سبعة تريليونات دولار على الصعيد العالمي بحلول عام 2030، وبالتالي سيرتفع مستوى الحاجة للشبكات الكهربائية الذكية إلى 165 مليار دولار في أوروبا فقط، وستزداد الأرباح المتولدة من أنشطة الإمدادات "خدمات الطاقة". وقال، جاندولفي، "إن السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً، إضافة إلى شركات "إي دي بي" الأمريكية لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح، و"إينل" الفرنسية للطاقة المتجددة، و"إيبيردرولا" الإسبانية للطاقة الكهربائية و"إينجي" الفرنسية التي تنشط في المغرب بشكل خاص (حقل طرفاية لتوليد الطاقة من الرياح)، و"إس إس إي" السويسرية للصناعات الكهربائية والهندسية، ستصبح الأفضل في أخذ الوضع الاستراتيجي في التقاط هذه التوجهات الجديدة التي يُمكن أن تتضاعف بمقدار "الميجا" (أي المضاعفة بمقدار مليون)".

مشاركة :