شهدت أسواق الأسهم والسندات الناشئة خلال الشهر الماضي نزوح 3.5 مليار دولار مع تجدد خروج رأس المال بعد فترة توقف قصيرة الشهر الماضي. وبحسب "رويترز"، فقد ذكر معهد التمويل الدولي ومقره واشنطن ويعد أحد المصادر المعتمدة لبيانات التدفقات الاستثمارية على الدول النامية في تقرير صدر أمس، أن النزوح من الأسهم الناشئة الشهر الماضي بلغ 2.9 مليار دولار بينما خسرت السندات 0.6 مليار. ويعني هذا أن الأسواق الناشئة شهدت خروج المستثمرين في أربعة من الأشهر الخمسة الأخيرة بينما كان الربع الثالث من 2015 هو الأسوأ من حيث التدفقات منذ 2008. وفي حين شهد تشرين الأول (أكتوبر) تدفقات بلغت 13.9 مليار دولار رجح المعهد أن تكون البيانات القوية للوظائف الأمريكية في نهاية ذلك الشهر قد أقنعت المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيقرر رفع أسعار الفائدة في كانون الأول (ديسمبر). وقال جيمس مكورماك كبير المحللين المعنيين بالتصنيفات السيادية في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، إن الأسواق الناشئة تواجه موجة جديدة من خفض التصنيفات العام المقبل، إذ إن البرازيل عرضة لخفض تصنيفها إلى "عالي المخاطر" بينما قد تحصل منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا على "نظرة مستقبلية سلبية". وأشار مكورماك إلى أن انخفاض أسعار السلع الأولية وتواضع النمو العالمي واقتراب أول رفع لأسعار الفائدة الأمريكية في نحو عشر سنوات كلها عوامل تشكل خطرا على تصنيفات الدول النامية. وخفضت الوكالة تصنيفات 12 اقتصادا من الاقتصادات الناشئة المصدرة للسلع الأولية بالفعل هذا العام بينما تحذر 14 دولة حاليا من بينها البرازيل وروسيا وجنوب إفريقيا ونيجيريا من خفض التصنيف أو ما يعني إعطاء نظرة مستقبلية سلبية، بلغة وكالات التصنيف. ويبدو أن العام المقبل سيشهد الشيء نفسه على الأرجح، وأوضح مكورماك أن هذا نموذج سنظل نراه في العام المقبل، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط وإفريقيا هي المنطقة التي سنشهد فيها معظم التخفيضات في التصنيفات، وعلى الرغم من أننا لم نعط هذه المنطقة من قبل نظرة مستقبلية سلبية (وإن كان أكثر من 20 في المائة من الجهات السيادية فيها حاصلة على نظرة سلبية) لكننا قد نفعل ذلك. وتتمثل إحدى أهم القضايا عند المستثمرين في أن كثيرا من الأسواق الناشئة الكبرى باتت على شفا الحصول على التصنيف العالي المخاطر بعد نحو عشر سنوات من تصنيفها عند درجات استثمارية. و"فيتش" هي الوحيدة بين وكالات التصنيف الائتماني الثلاث الكبرى التي تصنف روسيا عند درجة استثمارية، وتتجه جميع الأنظار إليها أيضا لترى ما إن كانت ستحذو حذو "ستاندارد آند بورز" وتخفض تصنيفها للبرازيل إلى "عالية المخاطر" من تصنيف بي بي بي- وهو أدنى الدرجات الاستثمارية. وأضاف مكورماك أن "البرازيل تبدو أكثر الدول عرضة لخسارة الدرجة الاستثمارية"، لافتا إلى عدم ضبط الموازنة باعتباره أكبر بواعث القلق. وأشار مكورماك إلى أن جنوب إفريقيا الحاصلة على تصنيف أعلى درجة عند "بي بي بي" ويقوض نموها هبوط السلع الأولية إلى جانب التضخم ومشكلات الكهرباء تعاني تدهورا تدريجيا ومطردا في وضعها المالي. وتمثل التوقعات باستمرار صعود الدولار مع بدء رفع أسعار الفائدة الأمريكية أحد العوامل المؤثرة في تصنيفات الأسواق الناشئة. واعتبر مكورماك أنه لا توجد علاقة تاريخية بين متوسط تصنيف الأسواق الناشئة وسعر فائدة مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي"، لكن توجد علاقة وثيقة جدا بين الدولار ومتوسط تصنيف الأسواق الناشئة.
مشاركة :