على الرغم من التطور التنموي الذي تشهده المدينة المنورة في مختلف المجالات إلا أن أهل المدينة لا يتنازلون عن العادات الرمضانية لتعبر عن عبق الماضي وأصالة المكان، ومن يزُرْ المدينة المنورة في شهر رمضان متنقلاً بين مساجدها وجبالها ووديانها ويتجولْ في الأماكن التاريخية التي تم إعادة إحيائها، يعشْ ذكريات زمن الطيبين كما يطلق عليه، وعلى طول الطريق توجد العديد من المحلات التجارية المتخصصة في بيع الأكلات الشعبية الشهيرة ومحلات متخصصة بالملابس المدينية، كما تقيم بعض الأحياء إفطار جماعي للسكان، يقول الباحث في تاريخ المدينة سعود بن جعفر عبدالغني: إن من أبرز عادات أهل المدينة في رمضان الإفطار بالمسجد النبوي الشريف حين تسمع أصحاب السفر مرحبين بزوار المسجد النبوي كلٌ يريد أن يكون الجميع على سفرته التي قام بتجهيزها والتي لم تغب إلا في وقت الجائحة. وأضاف: إن من العادات أيضًا الاستعداد لاستقبال شهر رمضان بتبخير الكاسات بالمستكة (نوع من أنواع البخور) وتجهيز العديد من المأكولات الرمضانية مثل (السمبوسك، الزلابية، الفول المديني، السوبيا والتمر الهندي، الشريك الحجري وهو نوع من أنواع الخبز)، وتذكر عبدالغني أن منزلهم قديمًا كان يقع في حي العطن باب الشامي ويعتبر في الجهة الشرقية لجبل سلع وكان يسمع صوت المدفع آن ذاك معلنًا وقت الإفطار أو السحور، وكانت من العادات أيضًا تقديم الطعام بمختلف أنواعه للجيران، ولفت إلى أن الكثير من الأسواق الشعبية مثل سوق القماشة وسوق الحبابة وباب المصري والطباخة مرورًا بشارع العينية، الجدير بالذكر أن الباحث في تاريخ المدينة المنورة سعود جعفر عبدالغني له عدة مؤلفات من ضمنها سوق القماشة والذي يعتبر من الأسواق التاريخية بالمدينة المنورة.
مشاركة :