في إطار الاحتفال بيوم المخطوط العربي، نظمت إدارة الآثار والمتاحف بهيئة البحرين للثقافة والآثار اليوم الإثنين الموافق 4 أبريل 2022 محاضرتين حول المخطوطات الإسلامية في متحف البحرين الوطني من تقديم الأستاذ عادل ممدوح، رئيس التعاون الدولي بمتحف الفن الإسلامي والدكتور حمدي عبد المنعم، رئيس الترميم بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة وذلك بحضور سعادة السفير المصري لدى مملكة البحرين السيد ياسر شعبان والدكتور سلمان أحمد المحاري مدير إدارة الآثار والمتاحف بهيئة البحرين للثقافة والآثار وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي. تحدث الدكتور حمدي عبدالمنعم، خلال محاضرته بعنوان «مبادئ صيانة المخطوطات الإسلامية» عن أهم الأمور الواجب مراعاتها قبل الشروع في عملية ترميم المخطوطات وما يستدعيه ذلك من دراسة مستفيضة عن المواد التي صنعت منها هذه المخطوطات، والتي عادة ما تكون ذات منشأ نباتي أو حيواني وبيان أسباب تلفها، حيث أوضح بأن أسباب تلف المخطوطات كثيرة: التلف الكيمائي الذاتي، التلف الكيميائي بالضوء ، تلف كيميائي بالحرارة، التغيرات الكيميائية المصاحبة للرطوبة، مؤثرات التلف الجوي، بعد ذلك ألقى الدكتور حمدي عبد المنعم الضوء على مراحل علاج وترميم المخطوطات والتي تبدأ بالفحص الفيزيائي والاختبارات الكيميائية، التطرية والفرد: الضغط والتجفيف، التنظيف، التطبيقات العملية لتنظيف الورق، المعالجات المعادلة للحموضة، التقوية، الاستدامة. خلال محاضرته قام الدكتور عبدالمنعم باستعراض نماذج من أعمال ترميم المخطوطات في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وكان النموذج الأول لترميم «البردية» حيث أوضح مراحل العمل قبل الترميم، مراحل العلاج، طريقة الحفظ داخل المخازن، ثم سلط الضوء على أعمال ترميم مصحف ايراني مصنوع من الورق حيث كشف عن مجموعة من الصور للمصحف قبل الترميم التي تظهر فيها آثار التلف واضحة على غلاف المصحف ومحتوياته، بعد ذلك تحدث عبدالمنعم عن مراحل علاج المصحف والصورة النهائية التي أصبح عليها بعد الترميم، وفي آخر نموذج تناول كيفية ترميم مصحف مصنوع من الجلد ومكتوب على طريقة مصحف عثمان، وذلك باستخدام وسائل علمية. وخلال المحاضرة الثانية بعنوان “روائع المخطوطات في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة” بدأ الأستاذ عادل ممدوح حديثه بشرح مبسط عن متحف الفن الإسلامي، نشأته وبدايات عمله تحت مسمى «دار الآثار العربية»، كما وأوضح أهمية المجموعة الأثرية التي يحتويها المتحف وخصوصية العنصر الزخرفي ضمن شعاره الرسمي، واستعرض ممدوح مجموعة من الصور التي تبين المقتنيات الأثرية الموجودة بقاعات المتحف الرئيسية ومنها: مخطوطات الأدعية، مخطوطات لشكل الحرم وحركة التطور العمراني الحاصل بمحيط الحرم، إلى جانب ذلك تم عرض صور لمخطوطات تصف الحياة اليومية الاجتماعية مثل عقد الزواج، المواكب، أدوات الطرب والموسيقى، الرياضة، التعليم، إجازة التعليم، تصوير للجمع العلمي في العصر العثماني، تخصص الطلبة، صورة لوصفة طبية من العصر العباسي، مخطوط لتشريح البدن، علم الفلك، التجليد، نموذج بجلد مخطوط عادي وغيرها. إلى جانب ذلك، خصص متحف البحرين الوطني مضمون «قطعة الشهر» لشهر أبريل لعرض مخطوطين نادرين، وهما جزئي تفسير الجلالين، وهي مخطوطة أصلية نادرة تصنف ضمن علوم القرآن، والجلالين هو اختصار نسبة إلى العالمين جلال الدين محمد بن أحمد المحلَّى المتوفى سنة 864 هـ، وجلال عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911هـ، أحد أشهر تفاسير القرآن الكريم من حيث الايجاز والاختصار، وقد توفي المحلي قبل أن يكمل باقي التفسير، فأتمه بعد وفاته السيوطي. يذكر أن يوم المخطوط العربي هو يوم توعية إقليمي سنويّ في الرابع من أبريل من كل عام، ترعاه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بجامعة الدول العربية، وتحتفل به الدول العربية الأعضاء، كما تحتفل به أحياناً جهات إسلامية وأجنبية. وهو تظاهرة عربية تشارك فيها الجهات المعنية بحقل التراث المخطوط العربي في رسالة نشر الوعي التراثي العربي.
مشاركة :