أوضح الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق أن أمس كان آخر الوسم واليوم أول موسم المربعانية، وسميت مربعانية لأن مدتها أربعون يومًا وهي موسم بداية البرد الفعلي الجاد. وأضاف:»خلال هذا اليوم متوقع أن نستقبل آخر الحالات المطرية في موسم الوسم الأصلي وخاصة على القصيم، ومن المتوقع أن تقبلنا المربعانية بقبلة برد بداية من غد وهي أول موجة برد مستوردة من بطاح سيبيريا، فالبطاح تدنت فيه درجات الحرارة الآن إلى 60 درجة تحت الصفر فتشبع، ويعمل الآن على تصديره إلى تركيا وبلاد الشام ثم تتجاوزها لنا عبر رياح شمالية شرقية ستطرح درجة الحرارة إلى معدلات باردة، وتجبر الشباب على ارتداء ملابس الشتاء الثقيلة، أما كبار وصغار السن فلم تعطهم البرودة الطارئة فرصة خلال سالف الأيام. طقس امتزاجي وانفصالي وبين أن طقس المربعانية ينقسم إلى قسمين طقس امتزاجي وطقس انفصالي؛ فالامتزاجي يتسم به النجم الأول من المربعانية، فطقسه لا يختلف كثيرًا عن طقس الوسمي، أما الانفصالي فيبدأ بحلول النجم الثاني من المربعانية، وفيه يبدأ البرد الفعلي، والذي يدخل مع الإنسان في فراشه، ويتغلغل داخل المنازل. ونصف المربعانية وسم بمعنى أن مطرها منبت لكل ما ينبته الوسم الأصلي، والسنة تكون ربيعية إذا أمطرت السماء بستة أمطار سيلية (سيول) خلال موسم الوسم والمربعانية والشبط وأول العقارب. سنة ربيعية وقال:»من باب التجربة والسبر أن المربعانية إذا سبقت بسيطرة الرياح الجنوبية فتعتبر سنة ربيعية، وإذا سبقت بسيطرة الرياح الشمالية فتعتبر سنة مجدبة، إلا أن هذه السنة يلاحظ سيطرة الرياح الجنوبية وهذا مبشر بأن ربيع هذه السنة سيكون مزدهرًا» وتابع:»تعتبر هذه السنة من السنوات الربيعية لنزول وتتابع المطر في موسمه على شريحة عريضة من المملكة ولله الحمد وخاصة المناطق الشمالية الشرقية فقد وسمت بوسوم طيبة، وكذلك المناطق الشمالية والشمالية الغربية وسكاكا وحائل والوسطى وخاصة بريدة والحفر، إلا أن ربيع المناطق الشمالية الشرقية سيكون وفيرًا والسبب هو أن أراضي تلك المناطق قنوعة، فأي مطر يجعلها تخرج مافي جوفها من مخزون ربيعي. ومضى بقوله:»خلال موسم المربعانية ستكون الفرصة مواتية لهطول الأمطار على نطاق واسع، لكنها على فترات متباعدة، ولقد أمطرت السماء بأمطار غزيرة في كثير من أحيانها وفي مناطق مختلفة وأروت الأرض بالمياه، ولأننا نعيش في أواخر الوسم فالأجواء كانت قادرة على تشكيل السحب المحلية الناتجة من التبخر، وهذا ما حدث بالفعل خلال ماضي الأيام إذ تخلق قوسًا من السحاب الممتد من المنطقة الغربية ومرورًا بالوسطى وانتهاء بالشرقية أجهضت على إثرها السماء، فأمطرت على مناحٍ عدة». طول الليل وقصر النهار وذكر أنه في منتصف المربعانية يبلغ الليل طوله والنهار قصره، وهو موسم برد الانصراف الذي يقال فيه: «لا برد إلا بعد الانصراف ولا حر إلا بعد الانصراف»، حيث يشتد البرد وتهب فيه الرياح الباردة، ويتكون الضباب في الصباح الباكر، وتبدأ فحول النخيل بالطلع من منتصف المربعانية، ويكثر طلع النخيل في نهاية موسم المربعانية. وبالنسبة لنهاية المربعانية فقال:»يكون موسم البرد الرطب غير الجاف أي البرد الذي يخرج البخار من الجوف، ويدخل مع الإنسان في فراشه، وتنتهي المربعانية بظهور النمل من باطن الأرض بعد خفائه، أما بشأن الزراعة، فما زالت الفترة مناسبة لزراعة القمح في المنطقة الوسطى». نضارة خلابة للزرع وقال:»مما ينبغي التنبّه إليه أن الذي يزرع في أواخر الوسم يكون زرعه له نضارة خلابة إلا أن زرعه غالبًا لا يتحمل برد موسم العقارب خاصة العقرب الأولى؛ لأن بردها قاتل، ولذا يسميها العامة عقرب السم؛ لأنها تقتل مثل السم، والزراعة المعتادة هي في أوائل المربعانية، وكلما تأخرت كان أفضل، إلا أن التأخير له مضار، حيث إن موسم الحصاد يكون متزامنًا مع أمطار الصيف المهلكة للحرث والنسل».
مشاركة :