زار الرئيس زيلينسكي مدينة بوتشا التي غادرتها القوات الروسية مخلفة وراءها دماراً هائلاً وعشرات الجثث قيل إنها لمدنيين قتلهم الجيش الروسي وهو ما نفاه الكرملين. زيلينسكي قال إن العالم سيعترف بأن ما حدث "إبادة جماعية". قال الرئيس الأوكراني خلال زيارته لمدينة بوتشا إن ما فعلته روسيا بالمدينة سيعترف به العالم على أنه "إبادة جماعية". قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين (الرابع من إبريل/نيسان 2022) إنه أصبح من الصعب على بلادها التفاوض مع روسيا منذ أن علمت بحجم الفظائع المزعومة التي ارتكبتها القوات الروسية على أراضيها. وزار زيلنسكي مدينة بوتشا والتي تقع على بعد 25 كيلومتراً شمال غرب كييف، حيث تُتّهم القوات الروسية بارتكاب "مجزرة" في حق المدنيين ظهرت مشاهدها بعدما استعادها الجيش الأوكراني. وقال زيلينسكي والذي وقف مرتديا سترة واقية من الرصاص ويرافقه عسكريون، متحدثاً إلى صحفيين من وسائل إعلام عدة في أحد شوارع بوتشا المدمرة جراء المعارك: "كل يوم حين يدخل مقاتلونا ويستعيدون مناطق، ترون ما يجري". وتابع الرئيس الأوكراني قائلاً: "هذه جرائم حرب وسيعترف العالم بها على أنها إبادة جماعية". ورد الرئيس الأوكراني بالإيجاب على سؤال من صحفي حول ما إذا كان لا يزال من الممكن التفاوض مع روسيا حول السلام. أضاف زيلنسكي أن " أوكرانيا يجب أن تحصل على السلام"، وأكد في الوقت نفسه أن تحقيق نجاح في المفاوضات قريباً هو من مصلحة روسيا " وكلما أخر الاتحاد الروسي أمد عملية التفاوض، كان ذلك أسوأ بالنسبة له". مشاهد مروعة من جهته، قال أنطون هيراشتشينكو المستشار بوزارة الداخلية الأوكرانية إن رئيسة مجلس قرية وزوجها وابنها قُتلوا بالرصاص ودُفنوا، وعرض جثثهم مغطاة جزئيا بالرمال. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل ممن قتل الأسرة ودفنها على مشارف قرية موتيجين غربي كييف. وتنفي موسكو استهداف المدنيين، وتقول إن التقارير المماثلة عن عمليات قتل "مدبرة" لتشويه صورة روسيا. واتهم هيراشتشينكو من وضفهم بـ"المحتلين الروس" بالمسؤولية عن مقتل هذه الأسرة قائلا إنهم "عذبوا وقتلوا أسرة بأكملها. سيتحملون مسؤولية ذلك". وشاهد مراسل من رويترز الجثث في غابة بالقرب من مزرعة دمرت بالكامل تقريباً على مشارف قرية موتيجين. كما شاهد جراراً محترقاً بالقرب من المكان وشريطاً لاصقاً على رأس أحد المدفونين في الرمال. ورأى المراسل جثة أخرى لرجل في بئر بالقرب من المزرعة المحترقة، ويبدو أنه كان مقيداً. تنديد أممي من جانبها، نددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه بالمشاهد "المروعة" لجثث مدنيين في مدينة بوتشا، متحدثة عن جرائم حرب محتملة. وأعلنت باشليه في بيان أن "المعلومات التي تتضح عن هذه المنطقة ومناطق أخرى تثير تساؤلات خطيرة ومقلقة حول احتمال وقوع جرائم حرب وانتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي" داعية إلى "الحفاظ على كل الأدلة". وقالت "من الأساسي إجراء تحقيق مستقل وفعال" حول ما حصل في بوتشا من أجل إحقاق العدالة للضحايا وعائلاتهم. وناقشت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أحداث بلدة بوتشا مع زيلينسكي هاتفياً اليوم. ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن فون دير لاين القول إنها تدعو لاتخاذ رد فعل عالمي، وقالت" يجب معاقبة منفذي هذه الجرائم البشعة ". وشكل الاتحاد الأوروبي فريق تحقيق مشترك مع أوكرانيا لجمع الأدلة والتحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وقالت فون دير لاين إن المفوضية سوف تقدم كل الدعم الفني والمالي الضروري لجميع التحقيقات التي يقودها الاتحاد الأوروبي. نفي روسي من جانبه، نفى الكرملين أي اتهامات تتعلق بقتل مدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية بعد العثور على جثث هناك. وأعلنت "لجنة التحقيق الروسية" أنها تدرس ما أسمته بـ"انتشار التقارير الكاذبة" عن مقتل مدنيين في بلدة بوتشا على مشارف العاصمة الأوكرانية كييف. وقالت اللجنة اليوم إن رئيسها ألكسندر باستريكين أصدر تعليمات بإجراء تقييم لما وصفه "الاستفزاز من جانب أوكرانيا" من وجهة نظر جنائية. وتعتبر روسيا أن التقارير عن المذبحة هدفها "التشويه المتعمد" للقوات المسلحة الروسية، متهمة أوكرانيا بفبركة المشهد. تجدر الإشارة إلى أن ما أعلنته موسكو اليوم بشأن فتح تحقيق لا يتعلق بالواقعة نفسها وإنما بانتشار معلومات عنها. وأقر مجلس الدوما الروسي مطلع آذار/مارس قانونا مثيرا للجدل يجرم "الأخبار الكاذبة" حول ما تقوم به القوات الروسية في الخارج. ع.ح./أ.ح. (رويترز، ا ف ب، د ب ا)
مشاركة :