استحضرت الجاليات العربية المقيمة في جدة عاداتها في رمضان التي تستهل بالتجمع من مختلف أفراد العائلة في معايشة روحانية لفضل هذا الشهر وبركته، تحفهم مائدة رمضان التي تتنوع عليها أصناف المشروبات والمأكولات والحلويات التي تشتهر بها بلادهم؛ في جوٍ من البهجة والسرور باستذكارهم مثل هذه العادات التي كانت تُحيا في بلدانهم بين الأهل والأصدقاء، إلى جانب الزيارات والافطار الجماعي؛ كطابعٍ يتجدد مع إطلالة كل شهر رمضان. طقوس أبناء الجاليات العربية وتحرص الجاليات على إبراز تقاليدها الخاصة المتعلقة بالشهر الكريم، التي يتمسكون بها حتى خارج بلادهم ومنها تبادل الأطباق الرمضانية انطلاقًا من تجديد أواصر المحبة والألفة، حيث أوضح المقيم زياد عمر أنه عند قرب حلول شهر رمضان تجد الجالية السودانية يتمتعون بترتيب المنزل وتبادل التهاني بحلول شهر رمضان؛ مع تجديد برنامج الإقامة الرمضاني الجماعي في أماكن متعددة، ومثلما هي فرصة للالتقاء وتجديد العلاقات الاجتماعية بين أبناء الجالية، هي فرصة أيضاء لتذوق الأكلات السودانية الشعبية كلٌ حسب منطقته. العصيدة السودانية وأضاف أن من ضمن المأكولات الشعبية السودانية التي تزين المائدة الرمضانية هي: العصيدة بنوعيها الذرة أو الدخن والقرّاصة، وأيضا الويكة، وملاح الروب، والفول المعمول على الطريقة السودانية، إضافة إلى أشهر المشروبات السودانية ومنها: “الحلو مر”، و”الكسرة”، و”الكركدية”، و”بوش”، و”مديدة حلبة”، وغيرها من المأكولات والمشروبات التي تقدم في غالبية الموائد لدى السودانيين. وتحدث المنتصر محمد، مقيم في المملكة منذ 30 عامًا، عن الجاليات السودانية ووجودها بكثرة بالأخص في جدة، حيث تتمثل عاداتها الرمضانية بقيام النساء قبل بداية رمضان بالتجهيز لعمل مشروب “الحلو مر”؛ في حين أن من أشهر الأكلات في السودان لهذا الشهر الكريم هي: “العصيدة” التي تصنع من الدقيق وتؤكل مع ملاح “الويكة” وهي تعتبر من الأكلات الأساسية في رمضان؛ وهناك “البليلة”؛ القريبة للبليلة الحجازية، ولكنها تختلف بمكوناتها الأساسية من “اللوبيا الحمراء”، و”القراصة” وهو نوع من أنواع الفطير الذي يؤكل مع “الإيدام”؛ مع وجود العصائر والشوربة. الجالية اليمنية وتستلهم الجالية اليمنية عاداتها وتقاليدها الرمضانية عبر تبادل التهاني بقدوم الشهر المبارك، مع بدء الليلة الأولى وحتى اليوم الثالث من الشهر الكريم، وذلك بزيارة بعضهم البعض وتفقد الأحوال، حيث يقول المقيم شوقي محمد: في اليوم الأول من رمضان نقوم بتبادل التهاني مع الأهل والأصدقاء، وفي اليوم الثاني تبدأ سلسة دعوات الولائم بين الأقارب والأرحام، تارة تكون وجبات إفطار وأخرى سحور. وأكد حرصه في رمضان على الالتقاء بالأقارب، وإقامة مأدبة إفطار أو سحور، وتلمس احتياجات البعض، واستذكار أيام رمضان في اليمن، كما يحرص على التبضع من السواق الشعبية التي تتوفر فيها متطلبات إعداد الأطعمة الرمضانية الشعبية، ولا يشعر أيضًا بألم بعده عن بلده، فالمملكة العربية السعودية؛ على حد قوله هي بلده الثاني، حيث يعيش بين أهله وإخوانه من المجتمع السعودي الشقيق؛ مشيرًا أن لشهر رمضان طعم خاص في المملكة لأسباب عديدة، يأتي في مقدمتها وجود الحرمين الشريفين، وتميز الشعب السعودي بالعديد من العادات والتقاليد في شهر رمضان هي موضع إعجاب من مختلف الجنسيات. وحول عادات الجاليات الاندونيسية في شهر رمضان أوضح المقيم الإندونيسي حسين علي أن المجتمع الاندونيسي بمختلف شرائحه؛ يستغل هذا الشهر كموسم عبادة بتلاوة القرآن والإكثار من ارتياد المساجد؛ كما يهتم أبناء الجالية الاندونيسية تزيين منازلهم وتزيينها ووضع الزخارف عليها، وتعليق المصابيح احتفاءً بقدوم الشهر الكريم. موائد الإفطار الرمضانية وأشار إلى أنهم يحبذون على موائد الإفطار الرمضانية تناول أنواع معينة من المشروبات والأطعمة والفواكه مثل شراب “تيمون سورى” وهو نوع من الشمام, كما يحرص الكثير منهم على الإفطار على التمر واللبن اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم, ويقبل الإندونيسيون على تناول البطاطا حيث يقومون بسلقها وخلطها بالسكر البني وجوز الهند ويطلق الإندونيسيون على هذا النوع من حلوى البطاطا “الكولاك”.
مشاركة :