لم تسفر قرعة بطولة كأس العالم 2022 المقررة في قطر نوفمبر المقبل، عن «مجموعة موت» على الورق، لكن الحقيقة أنها قدمت لعشاق كرة القدم أكثر من مواجهة ثنائية نارية سواء على مستوى المنتخبات في كل مجموعة أو على مستوى الصدام بين النجوم. وفتحت القرعة، التي أجريت الجمعة الماضي في الدوحة، الباب على مصراعيه أمام العديد من المواجهات الكبيرة التي يترقبها عشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم، ولكنها أيضًا أثمرت عددًا من الصدامات بين أبرز نجوم اللعبة سواء أولئك الذين ينشطون في نفس الفريق، أو بسبب حسابات التنافس المثير على الإنجازات والأرقام القياسية. وسلط الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، الضوء على عدد من هذه المواجهات المثيرة والمرتقبة في نهائيات كأس العالم، الذي يُقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط في أجواء شتوية، والذي ربما يحمل الموعد الأخير في المحفل الكبير لأصاطير بحجم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وروبرت ليفاندوفسكي. يلعب السنغالي ساديو ماني والهولندي فيرجيل فان دايك جنبًا إلى جنب في صفوف ليفربول منذ 2018، لكنهما يترقبان الآن مواجهة شرسة فيما بينهما خلال المونديال في افتتاح مسيرة كليهما بدور المجموعات،؛ حيث ستكون الخطوة الأولى التي يسعى كل منهما إلى التقدم من خلالها على طريق التأهل إلى الأدوار الإقصائية. وخلال مسيرتهما سويًا في صفوف ليفربول، لعب ماني وفان دايك دورًا بارزًا في فوز الريدز بعدة ألقاب مهمة، مثل؛ كأس العالم للأندية، ودوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي، والدوري الإنجليزي، وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية. ولكن من الصعب التكهن بهوية النجم القادر على قيادة فريقه لتحقيق الفوز في هذه المواجهة المرتقبة بينهما في المونديال، خاصة أن القائد الهولندي يعرف جيدًا كيفية إيقاف مهاجم ليفربول، بينما يبدو لدي ماني الكثير من النصائح إلى أسود التيرانجا لتجاوز عقبة فان دايك. يتميز الثنائي كريستيان بوليسيتش وهاري كين بأنهما من العناصر المؤثرة للغاية في خط الهجوم بالدوري الإنجليزي؛ حيث يتألق الواعد الأمريكي في قيادة هجوم تشيلسي، بينما يبقى هداف الأسود الثلاثة أحد أبرز القطع المؤثرة على رقعة توتنهام هوتسبير. كما تألق كل منهما من قبل خلال بطولات كأس العالم، ولعب بوليسيتش دورًا بارزًا في فوز تشيلسي بلقب كأس العالم للأندية، وسطع كين ولعب دورًا مهمًا في وصول المنتخب الإنجليزي إلى المربع الذهبي في مونديال 2018 في روسيا، ومن بعدها التأهل إلى نهائي يورو 2020. من المؤكد أن حراس المرمى والمدافعين بمنتخبات المجموعة الثالثة من المونديال لن يحصلوا على أي قدر من الراحة خلال مباريات الدور الأول، خاصة مع وجود مهاجمين بارزين مثل؛ الأرجنتيني ليونيل ميسي والبولندي روبرت ليفاندوفسكي. وفي 2021، أحرز ليفاندوفسكي جائزة أفضل لاعب في العالم باستفتاء الاتحاد الدولي، فيما أحرز ميسي جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، والتي تقدمها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية، ليمتد الصراع على الأفضل إلى العشب الأخضر في مونديال قطر. ويلتقي المنتخبان الأرجنتيني والبولندي في الجولة الثالثة الأخيرة، من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول للمونديال، وقد تلعب المواجهة بين النجمين الكبيرين ميسي وليفاندوفسكي دورًا في تحديد هوية المنتخبين المتأهلين من هذه المجموعة إلى الدور التالي. ستكون عودة كريستيان إريكسن للمشاركة في بطولة كأس العالم، واحدة من أبرز الروايات في هذا المونديال، وإذا خاض متوسط ميدان برينتفورد الإنجليزي هذه البطولة مع المنتخب الدنماركي، سيواجه واحد من أبرز لاعب خط الوسط في العالم وهو الفرنسي بول بوجبا. وكان بوجبا، الذي يعاني كثيرًا في صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي منذ 2016، قاد المنتخب الفرنسي للفوز بلقب كأس العالم 2018 بروسيا، وهو الحلم الذي يطارد الديوك مجددًا في قطر، بالنظر إلى القائمة المدججة بالنجوم، خاصة مع تألق أسماء بحجم، كريم بنزيمة وكيليان مبابي وعثمان ديمبلي وأنطوان جريزمان. وواجه بوجبا إريكسن مرارًا؛ حيث لعب الأخير في صفوف توتنهام الإنجليزي من 2013 إلى 2020، إلا أن المواجهة مختلفة هذه المرة حيث يمثل المونديال عودة من الباب الواسع إلى الدنماركي بعدما واجه الموت في يورو 2020، وأفلت بأعجوبة بعدما أجرى إنعاش كهربائي للقلب فوق الميدان. يعتبر الألماني توماس مولر أحد أبرز الهدافين في تاريخ بطولات كأس العالم، لكنه سيواجه اختبارًا صعبًا في المونديال القطري عندما يلتقي المدافع الإسباني سيزار أزبيليكويتا، خلال مباراة المنتخبين في المجموعة الخامسة بالدور الأول للبطولة. وسبق لكل من اللاعبين الفوز مع ناديه بكأس العالم للأندية؛ حيث توج مولر باللقب مع بايرن ميونخ الألماني في 2020 وأحرز أزبيليكويتا اللقب مع تشيلسي في 2021، ليتجدد الموعد بين الإسبان والألمان ولكن هذه المرة في الآراضي القطرية. ستكون المباراة بين المنتخبين البلجيكي والكرواتي من أبرز وأكثر المباريات إثارة في بطولة كأس العالم 2022، خاصة مع وجود لاعبي الوسط العملاقين البلجيكي كيفن دي بروين، والكرواتي لوكا مودريتش في صفوف الفريق. وكان مودريتش ودي بروين بين أبرز النجوم في كأس العالم 2018 بروسيا، عندما قادا المنتخبين الكرواتي والبلجيكي للفوز بالمركزين الثاني والثالث على الترتيب، كما يمثل الثنائي أحد أبرز لاعبي الوسط في العقد الأخير رفقة ريال مدريد أو مانشستر سيتي. إذا كنت من عشاق المراوغة على المستطيل الأخضر، فلا يمكن أن يفوتك أي لحظة في منافسات المجموعة السابعة بالمونديال، خاصة المواجهة بين المنتخبين البرازيلي المدجج بالنجوم ونظيره السويسري الباحث عن صمود جديد أمام راقصي السامبا. وتشهد هذه المباراة مواجهة مثيرة بين نيمار أحد أكثر اللاعبين موهبة في هذا الجيل وشيردان شاكيري نجم منتخب سويسرا؛ حيث يتجدد الصدام بين المنتخبين البرازيلي والسويسري أيضًا في دور المجموعات بمونديال 2018 في روسيا، وانتهت المباراة وقتها بالتعادل 1-1. تشهد المجموعة الثامنة ببطولة كأس العالم 2022 في قطر، واحدة من أقوى المواجهات على مستوى الهدافين؛ حيث يلتقي البرتغالي كريستيانو رونالدو، صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب مع منتخب بلاده بـ115 هدفًا، مع لويس سواريز الهداف التاريخي لمنتخب أوروجواي. وتعيد المواجهة بين اللاعبين بعض ذكريات المواجهة في مباريات كلاسيكو الأرض بالدوري الإسباني عندما كان رونالدو مهاجمًا لريال مدريد؛ حيث لعب للفريق من 2009 إلى 2018، وكان سواريز هدافًا لبرشلونة؛ حيث لعب له من 2014 إلى 2020.