ابتهج سكان إحدى القرى النائية بواحة سيوة بالصحراء الغربية في مصر، وهي جزء من الصحراء الكبرى، بقدوم شركة حفر صينية بتكليف من السلطات المصرية للقيام بحفر بئرين عميقين لتوفير مياه الشرب للقرية بشكل مستدام وكاف. وكان حسن عثمان، أحد سكان القرية والبالغ من العمر (30 عاما)، ينظر إلى بريمة الحفر الشاهقة بسعادة قبل أن يقول، “لقد قدمت خروفا هدية لفريق الحفر الصيني نيابة عن أهل القرية للتعبير عن الامتنان لحفرهم آبار المياه لنا”. ويعيش عثمان في قرية ملول بواحة سيوة على بعد حوالي 560 كيلومترا غرب العاصمة القاهرة، وتعد سيوة، القريبة من الحدود المصرية مع ليبيا، إحدى الواحات الصحراوية النائية في مصر. وأضاف عثمان “المياه التي نشربها بها نسبة ملوحة وغير كافية للشرب ناهيك عن زراعة المحاصيل”. ومع وصول فريق حفر شركة (زيبك-ZPEC) الصينية، اقترب أمل أهالي القرية في الحصول على مياه الشرب المستدامة، كما أصبح موقع الحفر نقطة جذب للقرويين الذين يتحدثون عن المشروع الواعد ويقيمون صداقات مع العمال. وقال لي وي المدير العام لفرع (زيبك) في مصر، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن القرية تعتمد بشكل كبير على المياه الجوفية، لكن الآبار الموجودة فيها حاليا ضحلة غالبا، وعمقها يتراوح بين 300 إلى 400 متر، ومياهها ذات ملوحة أعلى من مياه الشرب المثالية. وفي فبراير الماضي، قررت الحكومة المصرية وقف حفر الآبار الضحلة في سيوة وتعاقدت مع شركة (زيبك) لحفر بئرين عميقين للمياه بعمق حوالي 1200 متر لتوفير مصادر مياه عالية الجودة للسكان المحليين. وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها شركة (زيبك) خدمات الحفر العميق في مصر، فمنذ عام 2017 قدمت الشركة الصينية خدمات الحفر في شبه جزيرة سيناء، وسرعان ما نالت أعمالها عالية الكفاءة تقديرا من الحكومة المصرية وأسفرت عن التعاقد مع الشركة في المزيد من المشروعات في مصر. لم يكن المشروع في سيوة سهلا على الإطلاق، حيث كان على الفريق أولا نقل بريمة حفر كبيرة بقوة 550 حصانا من القاهرة إلى سيوة للعمل في المشروع، بالإضافة إلى التغلب على عدد من التحديات والصعوبات الفنية. واستطرد لي قائلا “نظرا لموقع المشروع النائي وبعض المشكلات الجيولوجية، كلف القسم الفني بالشركة خبراء متخصصين بدراسة وتنفيذ إجراءات منع التسرب والانسداد في موقع الحفر”. وأشار فهمي عبد الحميد مدير المشروع، الذي يعمل لدى (زيبك) منذ حوالي خمس سنوات، إلى البئر الذي يتم حفره حاليا، موضحا أنه تم الوصول في الحفر إلى عمق يزيد على 400 متر حتى الآن، ويعمل به 28 عاملا في نوبتي عمل على مدار الساعة. كما أشاد عبد الحميد بالخبرة المهنية والفنية الصينية في مجال الحفر، مؤكدا أنه اكتسب الكثير من الخبرة خلال عمله في شركة (زيبك). وقال لي، مدير عام الشركة في مصر، لـ ((شينخوا))، “نحن لا نحفر فقط بئرين للمياه للقرية، بل نجلب أيضا الأمل لسكانها في حياة أفضل”.