أكد مختصان نفسيان لـ»المدينة» أنه لا علاقة بين الصوم والمشاجرات التي قد تحدث في الشوارع وأمام طوابير الفول أو في المنازل لأسباب بسيطة وتافهة وشددا على ضرورة ضبط النفس والاستفادة من حكمة الصوم وعدم إفساده في أمور لا تدعو إلى الخلافات، وضرورة تسخير الطاقة الكامنة نحو العبادة والتهيئة النفسية والأعمال الصالحة. يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد: الصوم بريء من تصرفات البعض السلبية في الشوارع وأمام طوابير الفول وغيرها، وقد يعلل بعضهم أنه لم يتحمل الموقف لأن مزاجه متقلب بسبب عدم تناوله القهوة أو لأنه لم يدخن، وهي أسباب وحجج غير مبررة تؤكد أن الشخص لم يدرك أهمية الاستفادة من الصوم وأهم دروسه تهذيب النفس وضبطها والصبر، وأكد الحامد أن للصيام فوائد عديدة للصحة النفسية للفرد، أهمها إنماء الشخصية وتحمل المسؤولية، كما تصبح الغرائز تحت سيطرة الإرادة وقوة الإيمان، فيشعر الصائم بالطمأنينة والراحة النفسية، لذلك جعل الله العبادات وسيلة راحة وتهدئة للمشاعر. وتتفق الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا حسن الحاج مع رأى الدكتور الحامد وتقول: في الوقت الذي تزيد فيه روحانية شهر رمضان من تحلي الصائمين بالأخلاق الإسلامية العظيمة التي تدعو للحلم وعدم الغضب والعفو عن الناس، إلا أننا نرى البعض من الصائمين في الميدان يقعون في مشادات كلامية وملاسنات تنتهي بالاشتباك بالأيدي جراء عدم الصبر والتسرع. وأضافت: أن الصيام ليس فقط عن الطعام والشراب، وانما يمتد الى التحكم في اعصابه وغضبه وتحليه بالأخلاق الحميدة. وأكدت أن الصوم يعتبر أيضًا علاجًا للقلق النفسي الذي ينشأ من الانشغال بهموم الحياة، وهناك العديد من الأعمال التي يجب أن يرّكز عليها الإنسان بعيدًا عن المشاحنات والمشاجرات وهي التي تقرب العبد من ربه في شهر رمضان المبارك ومنها صلة الرحم، قراءة القرآن، الصدقة، الإكثار من ذكر الله، قيام الليل، الصلاة في وقتها.
مشاركة :