أخيرا خرجت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن صمتها، معلقة على الانتقادات الأوكرانية التي طالتها خلال اليومين الماضيين. فبكلمات مقتضبة، وبيان شديد الاختصار، ردت ميركل على اتهامات الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي الشديدة بحقها، حول معارض بعض الأطراف الأوروبية عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي، خلال قمة بوخاريست عام ٢٠٠٨ "متمسكة بقراراتي" وقالت في تصريح نشرته المتحدثة باسمها مساء أمس الإثنين، إنها "متمسكة بقراراتها المتعلقة بقمة الناتو لعام 2008 ". كما أضافت أنها تؤيد في الوقت عينها كافة الجهود الألمانية والدولية المبذولة للوقوف إلى جانب كييف، والكشف عن الفظائع التي ارتكبت مؤخرا لفي بوتشا وبلدات أخرى، من أجل وضع حد للهمجية الروسية والحرب الجارية على الأراضي الأوكرانية". أتى ذلك، بعد أن وجه زيلينسكي انتقادات لاذعة لكل من ميركل والرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي، في فيديو نُشر في وقت متأخر من ليل الأحد، وحمّلهما مسؤولية مقتل المدنيين الأوكرانيين في بلدة بوتشا شمال غرب العاصمة، بشكل غير مباشر، إثر تراخيهما تجاه الروس، ورفض انضمام بلاده إلى الناتو قبل سنوات طويلة. أوهام خطيرة بدوره، انتقد مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيل بودولياك، بتغردية على حسابه على تويتر أمس المستشارة الألمانية السابقة، معتبرا أن رد فعلها على الفظائع الروسية في بوتشا يشير إلى أن النخب الغربية لا تزال تحت ظل الأوهام الخطيرة. ليضيف لاحقا، أنه "لربما إرسال وثائق مصورة حول مذبحة بوتشا وتقارير خبراء الطب الشرعي إلى السياسيين الأوروبيين، قد يشكل وسيلة تقنعهم!" في إشارة إلى السياسة التي يتوجب اتخاذها ضد الروس، فضلا عن ضرورة ضم بلاده إلى الناتو. قمة بوخاريست يشار إلى أن قمة بوخارست كانت تميزت بنقاش ملتهب حول ما إذا كان ينبغي الموافقة على وضع خطة لانضمام كل من أوكرانيا وجورجيا في حينه إلى حلف الناتو بشكل رسمي. ففيما أيد الرئيس الأميركي جورج بوش ذلك رغم معارضة وزير دفاعه في ذلك الوقت، اعتبرت ميركل وساركوزي أن البلدين ليسا مستعدين بعد لتك الخطوة. كما أشارا إلى أن هذا الاجراء سيضر بشدة العلاقات مع الروس. لا سيما أن موسكو كانت شدد حينئذ على أن مثل تلك الخطوة تمثل خطاً أحمر بالنسبة للكرميلن. يذكر أنه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الاوكرانية في 24 فبراير الماضي، دأبت كييف على التذكير بضرورة ضمها إلى الحلف، إلا أن هذا المطلب تراجع مؤخرا، لاسيما خلال المفاوضات بين الجانب الأوكراني والروسي من أجل التوصل لحل ينهي النزاع. ليطل ثانية إلى الواجهة بعد الكشف عن انتهاكات وجرائم ارتكبت في بلدة بوتشا القريبة من كييف. وكانت العديد من الدول الأوروبية ضمن الناتو بدأت تؤيد بشكل أكبر انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي، إلا أن تلك الخطوة لا تزال تشكل معضلة كبرى، لاسيما أن الناتو أكد مرار أنه لا يود الدخول في نزاع مع روسيا، التي ترفض رفضا قاطعا توسع الحلف في الشرق الأوروبي.
مشاركة :