من فكرة لمعت حكايات شتى حيث النظر بعين القلب تجاه الأحوال كشفا واكتشافا وقولا بالتفاصيل تبتكر حميمياتها في عوالم من تلوينات شتى، ثمة ما يدفع باتجاه الأغاني فالحلم هو العنوان اللافت اذ يلتقي فتية الفنون والابداع والفكر تقودهم رغبة هائلة للاحتفاء، الاحتفاء المتجدد بالتجارب وأهلها من العاملين في حقول الابتكار والفن والجماليات، هي الأبواب تفتح حيث الورشات وعوالم الأتيلييه في هيجان الحركة والتلقي، حركة الفن ودهشة من يزور وهو يتجول بين التفاصيل حيث يشرح الفنان شيئا كثيرا من تجربته وخصوصياتها وما الى ذلك من مناخات شغله الفني وصبره وعناده وكل طقوسه وهو يعارك المادة محتفيا بها يمضي بها الى أعماق نشيده والأحلام لتبدو بالنهاية على هيئات شتى، لوحات ومنحوتات وخزفيات وحروفيات، نعم هي فكرة الطفل الحالم الفنان الحروفي المقيم بين سويسرا وتونس عبد الرزاق حمودة، انطلق في هذا المشروع منذ أيام قليلة ليتخير في دورة أولى أربعة فنانين كان هو من بينهم لنذكر علي الزنايدي وزهير الزدام وهدى الهنتاتي، فضاءات مختلفة وزوار من أهل الفن والأدب والثقافة في تنقل وفق برنامج مدروس نحتا لتبادل الخبرات والاطلاع والتواصل والاكتشاف، هي بادرة وسابقة ثقافية تونسية وفعالية نوعية فيها حضور متنوع لأهل الفن والمعرفة والثقافة والابداع ومن الشخصيات الوطنية حيث حميمية اللقاء والتواصل وفق لقاءات تلقائية في جوهر المبادرة " première Porte Ouverte des ateliers d'artistes à Tunis "، أبواب الورشات والمراسم المفتوحة لفنانين تونسيين في دورتها الأولى، فعلا وبعد سنوات الجائحة كوفيد-19 التي ما تزال تداعياتها بين الناس وما تطلبه كل ذلك من حذر وحيطة وما شهده المجال الانساني عموما ومنه الثقافي من انقطاع جعل حكاية التواصل والالتقاء صعبة بالنظر للوضع الصحي الاستثنائي. ويحضر في هذا البرنامج من لبنان الفنان رياض تابت وهو مهندس معماري ومخطط حضري ومصمم مدينة خبير في البنك الدولي ومحب كبير للفنون وصديق للفنانين جاء بشكل خاص من باريس لحضور هذه الأيام المفتوحة في مناسبة للقائه والاستماع إليه يتحدث عن الفن وهو رئيس شركة ومدير وعضو المجلس التنفيذي لغرفة التجارة العربية الفرنسية، باريس، مديرعضو مؤسس في غرفة التجارة اللبنانية الأميركية، بيروت.كان مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للفرانكفونية. ومستشار وزير المالية للقطاع الخاص له العديد من المؤلفات والدراسات في مجالات التنمية الاقتصادية والبيئة وتخطيط استخدام الأراضي. وهو خريج معهد العمران بجامعة باريس السوربون ومؤسس الملتقى الدولي لفن تابت - عجلتون في 2019. وفي اللقاء الأول يوم الجمعة بورشة الفنان الخطاط عبد الرزاق حمودة بمقره بحي التحريرو بحضور جمع من الفنانين والضيوف ومنهم الأستاذ نور الدين حشاد نجل الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد تحدث رياض ثابت عن جملة مسائل تتصل بالفنون وحضورها في الملتقيات والأروقة والمعارض الدولية وأسواق الفن والقيم الفنية ودور الفنون في العالم المتغير وعديد القضايا الأخرى وكان هناك نقاش مفتوح وثري وهذا من أهداف هذه الأيام ذات الأبواب المفتوحة. وتعرف الجميع على أعمال الفنان الخطاط عبد الرزاق حمودة وفق حوار مفتوح عن تجربته والمسيرة الفنية وأنشطته ومعارضه بين سويسرا وتونس، الزيارة الثانية كانت لورشة الفنان النحات زهير الزدام بجهة سكرة وتمت يوم السبت 2 أفريل حيث احتفى الفنان بضيوفه وأطلعهم على أعماله وتجربته في سهرة رمضانية، و تنوعت الأعمال الفنية للنحات زهير بين فنون النحت والاستعادة ليشكل من المتروكات والبقايا الميكانيكية عددا من الأعمال الفنية المميزة في حيز من الابداع والابتكار عرف به هذا الفنان المجتهد .فنان يعمل بروح فيها الابداع والتجدد وهو يعد بالكثير وكانت له عديد المشاركات في المعارض ومنها المعرض السنوي للرابطة التونسية للفنانين التشكيليين التونسيين بدار الثقافى ابن خلدون .و عن هذه الزيارة يقول منظمها عبد الرزاق حمودة " هي زيارتنا الثانية الى مرسم النحات الفنان زهير زدام وكانت فعلاأمسية جميلة جدا في ورشة عمل فنان كريم موهوب جدا لا بد من مساعدته على ترويج فنه في تونس وخارجها ودعمه، شكرًا جزيلاً للفنان على كرم ضيافته وحفاوته وعلى موافقته على المشاركة والمساهمة الميدانية في نجاح برنامجنا، نعم هذا هو بالضبط هدف نهجنا: اكتشاف الفنانين ودعمهم وتشجيعهم وكذلك الترويج لهم". الزيارة الثالثة كانت الى ورشة الفنان علي الزنايدي صاحب الخبرة والتجربة الفنيتين بمقر سكناه بالمروج وذلك يوم الأحد وقد تحدث خلال ذلك عن تجربته الفنية وخصوصيات أعماله وبداياته مع الفن التشكيلي مشيرا الى محطات مهمة من الحياة التشكيلية التونسية منها بالخصوص تجربة مدرسة تونس وما يحف بها من اهتمام وجدل وتنوع التجارب الفنية لعناصرها واطلع الضيوف على مختلف أعمال الفنان في شرح من قبله لحيثيات مسارات انجازها، .اللقاء الرابع يكون يوم 6 أفريل خلال سهرة رمضانية بمرسم الفنانة هدى الهنتاتي بمقر سكناها بالمرسى، .هذه محطات فعالية فنية دولية في تونس وضمن"ليالي رمضان في تونس"من تنظيم وكالة عبد الرزاق حمودة " تواصل عبر الفن". فيها اطلالات على ورشات عمل مفتوحة لفنانين تونسيين في ليالي رمضان تنظم زيارات لبعض كواليس الفنانين التشكيليين في منطقة تونس الكبرى خلال الأسبوع الأول من ليالي رمضان وفيها يتعهد الفنان باستقبال الزوار المرسمين مسبقا وبحسب طاقة استيعاب الورشة والفضاء و يمكنه عرض أعماله للبيع والسماح للزوار بالتقاط الصور والتسجيل ويمكن للزوار شراء الأعمال في الموقع بالإتفاق المباشر مع الفنان. تجربة وفق مشروع وبادرة يقول عنها الفنان الخطاط عبد الرزاق حمودة باعثها ومنظمها "هي ضرب من التواصل الآخر بين الفنان والجمهور بعيدا عن التواصل المألوف عبر الغاليريه والمعارض والفكرة من سويسرا "الباب المفتوح" فيها حضور مهم وتشفع بكتاب وهي تظاهرة لها شروطها التنظيمية وأردتها مبادرة تونسية أولى ومن خصائصها أن يطلع الناس على اللوحة والعمل الفني عموما قبل عرضه ويكتشفوا جانبا من حياة وحميمية الفنان، لقد رغبت في أن أقضي شهر رمضان الكريم هذه السنة في بلدي تونس ورأيت انجاز هذه التجربة وقلت انها مناسبة لرؤية أصدقائي". وتقول الفنانة الخطاطة نجاة محفوظ عن الفعالية "هي تجربة أولى في تونس ففي هذه الأيام للأبواب المفتوحة هناك تبادل خبرات وتجارب وحوار للخروج عن الأطر الضيقة والمألوفة، هي لمة ثقافية مهمة تنضاف لملتقى نيابوليس الدولي للخط العربي ومن تنظيم جمعيتنا وتنوع أنشطتها فاللقاء كان مميزا وبحضور فنانين كعلي الزنايدي وطارق عبيد وعمر الجمني". ويقول علي الزنايدي "كانت مناسبة مهمة فيها التلقائية والمحبة والاطلاع على عوالم الفنان وطرق وظروف عمله الفني وسعدت بالتعرف الى شخصية مهمة وأعني الفنان والقاليريست رياض تابت هو درس في باريس وله أصدقاء في العالم وله اقامة فنية في لبنان حيث أكون من بين الضيوف في لقاء فني هناك خلال شهر جويلية 2022". هكذا هي الفكرة وتنفيذها من قبل فنان لا يقنع بالسكون وهاجسه الفن والتواصل حيث جمال الأفكار والابداع من جمال الروح في انسيابها الشاعري مع تلوينات الحرف، الحرف والكلمة والمعاني، هي لعبة فنية يمضي بها ومعها الفنان الحروفي عبد الرزاق حمودة بكثير من الوجد والمجد والتواصل في الطريق، في الثنايا الفنية الصعبة والشاقة واللذيذة أيضا، لذة الفن ومتعته وسحره الدفين.
مشاركة :